أخر الأخبار
بحسب خبراء.. ما هي سمات المرشح القادر على منافسة أردوغان في الانتخابات المقبلة؟
رغم مرور قرابة عام على تشكّل تحالف “الطاولة السداسية” لأحزاب المعارضة التركية، إلا أنها لم تنجح حتى الآن في تحديد مرشح توافقي قادر على منافسة الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات المقبلة التي توصف بـ “الفاصلة والتاريخية، في حين أن الأخير كشف ولأكثر من مرة، ترشحه علناً.
وبحسب الخبراء ومتابعي الشأن التركي، فإن على المعارضة أن تختار المرشح التوافقي، ممن تتوافر فيه بعض السمات التي تؤهله لمنافسة أردوغان الذي ما يزال يحظى بشعبية واسعة تؤهله للفوز في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في يونيو/ حزيران المقبل.
وعدم تمكّن تحالف “الطاولة السداسية” حتى اللحظة من إعلان مرشحه التوافقي، يعزز الغموض بشأن نتائج الانتخابات وطبيعة المنافسة التي تنتظر الرئيس الحالي.
ورغم أن تحالف المعارضة أعلن في 23 أغسطس/آب الماضي أنه سيقدم مرشحا توافقيا -بعد أن كان ذلك محل شك- فإنه لم يخطُ بعد الخطوة التالية لتعيين اسم المرشح المحتمل، فيما تتداول أوساط المعارضة والإعلام التركية أسماء عدد من المرشحين المحتملين عن التحالف المعارض.
ومن بين الأسماء المعارضة التي تبرز كمرشح محتمل لتحالف “الطاولة السداسية”، زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة الكبرى منصور ياواش، وزعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وزعيم حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) البروفيسور أحمد أويصال إن المعارضة تواجه تحديا كبيرا لكسب الأغلبية، لأن معظم المجتمع التركي محافظ فيما القسم الأكبر منها من العلمانيين، واعتبر أن “مرشح المعارضة يجب أن يكون محافظا” لكي يتمتع بفرصة ما للفوز في الانتخابات.
وأضاف أويصال أن كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) حاول أن يملأ هذه “الفجوة” مرتين في السابق، مذكرا بترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو في مواجهة أردوغان عام 2014، وتتمثل المرة الثانية بإطلاق كليجدار أوغلو “حملة إستراتيجية لاستقطاب الجمهور المحافظ” من خلال خطابه التصالحي معه، بحسب ما نقله تقرير لـ “الجزيرة نت” عن رئيس مركز “أورسام”.
وبالإضافة إلى كونه محافظا ترى رئيسة مكتب جريدة “ديلي صباح” في أنقرة ديلارا أرسلان أن على المرشح التوافقي للمعارضة أن يتمتع بشخصية “تعطي الأولوية للمصالح الوطنية، لأن الشعب التركي شعب قومي للغاية”.
وأضافت أرسلان أنه “لا ينبغي أن يكون مرشح المعارضة الشخص الذي يقول حسنا لكل ما يقوله الغرب، بل يجب أن يكون قادرا أيضا على إقامة علاقات مع أجزاء أخرى من العالم”.
احتمال آخر في حال استمرار الإخفاق
وبشأن أسباب إخفاق أحزاب المعارضة في “الطاولة السداسية” بالتوصل إلى مرشح مشترك حتى الآن، ترجع الصحفية التركية ذلك إلى أنه “لا توجد روابط أيديولوجية أو فكرية قوية تجمع هذه الأحزاب معا”.
وبحسب أرسلان، فإن أقوى حزب في التحالف هو بلا شك حزب الشعب الجمهوري، لكن حتى أغلبية ناخبيه يعتقدون أن كليجدار أوغلو لا يتمتع بصفات كافية ليكون مرشحا، مما يؤدي مرة أخرى إلى صعوبات في تسمية مرشح.
وفي ظل إخفاق المعارضة في التوافق على مرشح مشترك يبرز احتمال آخر قد يكون حلا أخيرا، إذ يعتقد أويصال أنه من المحتمل أن تذهب المعارضة إلى خيار تقديم كل حزب مرشحه المستقل، بحيث يتم الاتفاق في الجولة الثانية على المرشح الذي يتمكن من التأهل.
واستدرك أويصال بأن الخطورة في هذا الخيار تكمن في أن أردوغان قد يفوز من الجولة الأولى، كنتيجة لحملات الحكومة مؤخرا في تقديم الدعم للأسر، وإنجازاتها داخليا وخارجيا، ولا سيما فيما يتعلق بحرب أوكرانيا.
وختم قائلا “نفسيا، في الأزمات والحروب تتمسك الجماهير عادة بالقادة الأقوياء”.