Connect with us

مقالات وتقارير

من سيدفع ثمن جائحة كورونا؟

Published

on

إن موت الكثير من البشر في حد ذاته يمثل مشكلة خطيرة، فلا شيء على الأرض أكثر قيمة من حياة الإنسان. ومع ذلك، لن يكون تأثير وباء كوفيد-19 محدوداً ولا قصير المدى، بل سيكون للفيروس المستجد تداعيات خطيرة على الاقتصادات الوطنية في جميع أنحاء العالم.

تجاوزت حالات كوفيد-19 المسجلة في جميع أنحاء العالم حتى لحظة إعداد هذا المقال، 3.5 مليون شخص. وبلغ عدد الوفيات ما يقرب من 250.000 شخص. وهذه بالطبع أعداد هائلة. ففي الولايات المتحدة وحدها، توفي حوالي 67.000 شخص. كما تكبدت إيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا وفرنسا خسائر فادحة للغاية. واحتلت الصين التي نشأ فيها الوباء، المرتبة 11 في عدد الوفيات.

إن موت الكثير من البشر في حد ذاته يمثل مشكلة خطيرة، فلا شيء على الأرض أكثر قيمة من حياة الإنسان. ومع ذلك، لن يكون تأثير وباء كوفيد-19 محدوداً ولا قصير المدى، بل سيكون للفيروس المستجد تداعيات خطيرة على الاقتصادات الوطنية في جميع أنحاء العالم.

في أعقاب الوباء، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 6.8% بعد أن توقعت نمواً بنسبة 6.2% في عام 2019. بالرغم من أن الاقتصاد الصيني بحاجة إلى النمو بما لا يقل عن 10% سنوياً لمواصلة تحسين مستويات المعيشة لحوالي 1.3 مليار مواطن.

ومنذ ذلك الحين، قلب الفيروس العالم رأسا على عقب. ولم يعد الوضع يبشر بالتفاؤل في أي من دول العالم. ودخلت فرنسا في مرحلة ركود اقتصادي حاد، حيث تقلص اقتصادها بنسبة 5.8% في الربع الأول من عام 2020 وهو أكبر انكماش اقتصادي يصيبها منذ الحرب العالمية الثانية. وفي المقابل، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي بنسبة 3.5%. وفي الولايات المتحدة، ينذر التغيير في القيمة السوقية للشركات الخاصة، بوضع مماثل لما حدث أثناء الكساد الكبير الذي ضرب العالم في ثلاثينيات القرن الماضي.

ومن المتوقع أن تستمر الأزمة في التعمق، لأنه بالرغم من وجود علامات قوية على تباطؤ معدل الإصابات الجديدة، فإنه لا يزال من غير الواضح متى ستبدأ الحكومات الوطنية في تخفيف القيود المعيقة للاقتصاد. ولأن الأداء المالي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسة، فقد تواجه الدول التي تمكنت من إدارة الوباء بنجاح نوعاً من الزعزعة السياسية. ويمكن للحكومات التي لم تحمِ مواطنيها من الوباء بشكل فعال، أن تواجه تداعيات سياسية خطيرة بمجرد حدوث الأزمة الاقتصادية الناتجة عنه. كما يمكن أن تؤدي جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة وأماكن أخرى إلى تغيير في القيادة السياسية الوطنية.

وسيقود هذا الوباء، بعواقبه الإنسانية والسياسية والاقتصادية الخطيرة، كل الناس إلى البحث عمن يوجهون له أصابع الاتهام. وبينما تسعى الدول إلى التقاط أنفاسها بعد الأزمة، سيحاول السياسيون والمواطنون العاديون تفسير ما حدث بالفعل. فالبعض سوف يتهم الحكومات الوطنية والبعض الآخر سوف يلوم الصين، الدولة التي نشأ فيها الوباء.

لقد بدأ الجدل والنقاش العام بالفعل. فقد غرّد “جون روبرتس”، كبير مراسلي البيت الأبيض في “فوكس نيوز”، خلال عطلة نهاية الأسبوع قائلاً: “لقد اتفقت معظم وكالات المخابرات الـ 17، على أن كوفيد-19 نشأ في مختبر ووهان”. وقال المسؤول نفسه لشبكة “فوكس نيوز” أنه يعتقد أن إطلاق الفيروس تم من دون قصد.

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقف إلى جانب ما يسمى بـ “نظرية المختبر”، محذراً من أن الصين قد تكون مسؤولة عما حدث بحسب نتائج التحقيق الجاري

فيسبوك

Advertisement