دولي
طباخ سوري يقتل مليونيرة بريطانية طمعاً بأموالها والمحكمة تكشف التفاصيل
دانت محكمة بريطانية طباخاً سورياً وعامل توصيل بتهمة قتل مليونيرة خنقا، وهي بصدد إصدار حكم قد يصل للسجن مدى الحياة.
وقالت المحكمة إن القاتلَين احتلا بيتاً تملكه مليونيرة بريطانية قيمته 1.3 مليون جنيه إسترليني، بعدما قاما بخنقها حتى الموت عندما رفضت بيع البيت، وذلك عقب إدانتهما بالجريمة يوم الخميس الماضي.
وقتل الطباخ السوري قصي الجندي، 25 عاماً، برفقة عامل توصيل الطلبات لديه، واسمه محمد العبود، 28 عاماً، المجني عليها لويز كام، 71 عاماً، داخل بيتها الواقع بشمالي لندن، بتاريخ 26 تموز 2021، بعدما خططا لانتزاع ثروتها منها والتي تبلغ قيمتها 4.6 ملايين جنيه إسترليني.
ثم رمى الجندي والعبود جثة تلك المرأة داخل صندوق القمامة قبل أن يرسلا رسالة نصية لأهلها من هاتفها لإبلاغهم بسفرها إلى الصين.
وتظاهر الجندي بأنه يعيش حياة مرفهة وبأن لديه عددا من العشيقات، لكنه في الحقيقة يعمل في محل لبيع الكباب ويعيش مع أهله وهو متزوج ولده 3 أطفال، لكنه استطاع خداع السيدة كام عبر دفعها للتوقيع على وثيقة تمنحه فيها وكالة عامة على أملاكها، حيث اعتقد هذا الشاب بأنه في حال وفاة السيدة كام، سيتمكن من الاستيلاء على ثروتها بالكامل، والتي تشمل أملاكها، حسب ما قيل في أثناء المحاكمة.
الجاني قصي الجندي
وفي اليوم الذي قتلت فيه، قادت السيدة كام سيارتها من نوع بي إم دبليو وتوجهت إلى بيتها المؤلف من أربع غرف نوم وشبه المعزول عن الشارع العام، ظناً منها بأن محامياً سيكون هناك بانتظارها لينهي أمور بيع ذلك العقار، بعدما أقنعها الجندي بأن لديه ما يكفي من المال لشراء البيت.
ولكن بمجرد أن جلست على أحد الكراسي، اقترب القاتلان منها من الخلف وقاما بخنقها بواسطة سلك كهربائي قابل للتمدد خاص بمجفف الشعر الذي يملكه العبود، والذي وصل إلى البلد دون تأشيرة عمل قبل شهرين فقط.
كما قام الجانيان بضربها على رأسها بأداة غير حادة وذلك قبل أن يضعا جثتها داخل أكياس القمامة ثم داخل لحاف ويودعاه داخل صندوق للقمامة خارج بيتها مملوء بمخلفات الحديقة.
وفي الصبيحة التي أعقبت مقتل السيدة كام، دفع الجندي لمجموعة من العمال مبلغاً وقدره 60 جنيهاً إسترلينياً لكل واحد منهم مقابل جلب شاحنة صغيرة لتقوم بنقل صندوق القمامة إلى بيت أهله الواقع شمال غربي لندن. ثم بعث برسائل لأصدقاء السيدة كام وأهلها لتبدو وكأنها ما تزال على قيد الحياة وأمورها بخير لكنها سافرت إلى مكان بعيد.
وفي تلك الأثناء نشر العبود فيديو لنفسه على حسابه عبر تيك توك وهو يتمايل ويرقص على أنغام الموسيقا وذلك في مدخل السيارات التابع لبيت السيدة كام، دون أن يعرف متابعوه بأنه اغتالها بكل وحشية قبل ساعات.
وفي عصر اليوم الذي اغتليت فيه السيدة كام، نشر العبود إعلاناً لسيارة بي إم دبليو تعود ملكيتها لتلك السيدة عبر حسابه على فيس بوك ثم باعها لمشتر لم توجه له أي تهمة بضلوعه في تلك الجريمة، بما أن العبود زعم أن ملكية السيارة تعود له.
محمد العبود في فيديو وهو يتباهى بنفسه أمام بيت السيدة كام
وفي جلسة استماع عقدتها المحكمة، ورد بأن الجندي فقير معدم لكنه يتظاهر بالثراء ليخدع النساء وليعيش الحياة التي يعتقد أنه يستحقها، وقد سبق له أن سرق سيارتين من ضحية أخرى في السيتينيات من عمرها بعدما اعترف لها بحبه الأبدي.
وهذا ما فعله مع السيدة كام التي أقنعها بأنه يعشقها، على أمل أن تكتب باسمه كل ما تملكه، وعندما رفضت قتلها هي وصديقه العبود، ثم أنكرا تورطهما بتلك الجريمة، إلا أن الجندي لم يتمكن من تبرير أفعاله.
في حين أنحى العبود باللائمة على صديقه وادعى بأنه كان نائماً عندما قتل الطباخ السيدة كام.
الضحية: السيدة كام
بيد أن هيئة التحكيم جرمت كليهما بعد شهرين من المحاكمة، واليوم من المرجح أن يحكم عليهما بالسجن المؤبد في جلسة سيحدد موعدها لاحقاً.
يذكر أن السيدة كام مطلقة لديها شركة تجارية ومبنى مؤلف من شقق سكنية قريب من المطعم الذي يعمل فيه الجندي.
أرادت السيدة كام أن تبيع من عقاراتها لتقدم المال لأولادها، فعرض عليها الجندي مبلغاً وقدره ستة ملايين جنيه إسترليني مقابل شراء بيتها، أي ما يفوق قيمة البيت الحقيقية في السوق بأضعاف، وأخبرها بأن صديقة له اسمها آنا هي من تدعمه في شراء هذا البيت، وأرسل لها رسائل صوتية من تلك الصديقة حتى يقنعها بذلك.
بيد أن آنا ريتش لم تكن إلا زبونة في المطعم وضحية سابقة لخداع قصي الجندي وكذبه، فقد وافقت على بيعه سيارتين تملكهما إحداهما من نوع تويوتا والأخرى أودي، مقابل مبلغ 57 ألف جنيه إسترليني، ولكنها بعدما سلمته السيارتين لم يدفع لها أي قرش، بل أرسل لها رسائل جاء فيها: “أحبك يا آنا وأريدك ولا أحد سواك في قلبي، وأنا محتاج لك على الدوام”.
ولهذا ذكرت السيدة ريتش بأنه كان يتلاعب بها نفسياً طوال الوقت.
حاول الجندي إذلال السيدة ريتش لتساعده في التقرب من السيدة كام، لكنها رفضت القدوم لمقابلة الأخيرة بصفة مترجمة فورية.
واعتقاداً من السيدة كام بأن الجندي سوف يشتري البيت، قدمت له مفاتيحه، فسمح لشريكه في الجريمة بأن يقيم فيه.
وخلال جلسة الاستماع في المحكمة، أعلن العبود أن الجندي أغراه ووعده بتحصيل ثروة وأعطاه سيارة أودي تعود ملكيتها للسيدة ريتش.
لم يمر على قدوم العبود إلى المملكة المتحدة سوى شهرين، ولم يمنح الإذن بالعمل، كما لم يعثر على أي وظيفة سوى كعامل لتوصيل الطلبات، وموظف في مستودع، لكنه تعرف إلى فتاة تحمل الجنسية الرومانية تعمل عارضة أزياء بدوام جزئي، اسمها ماريا أماريوكاي، فأخذت تظهر في فيديوهات العبود التي نشرها على تيك توك من بيت السيدة كام، ولهذا أصبحت من أهم الشهود في هذه القضية.
أصبحت ماريا عشيقة للجندي وكانت في البيت عندما وصلت السيدة كام، كما تخيلت بأن الجندي والعبود سيجعلانها امرأة فاحشة الثراء.
وبعد قتل السيدة كام، احتفل الجندي بتلك المناسبة عبر أخذ ماريا إلى محل مجوهرات حيث ابتاع لها قرطين بقيمة 580 جنيهاً إسترلينياً.
وفي ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم، قاد العبود السيارة ليوصل ماريا إلى بيتها، واعترف لها بمشاركته في خنق المغدورة مقابل وعد من قصي بمشاركته في المال.
بقي أهل الضحية وأصدقاؤها يردون على الرسائل المرسلة من هاتفها ظناً منهم بأنها ما تزال على قيد الحياة، بيد أن قصي تملكته الوقاحة لدرجة دفعته للادعاء بأن السيدة كام خدعته وتركت البلد بعدما أخذت معها كل أموالها.
بعد مرور ثلاثة أيام على الجريمة، عثرت الشرطة على جثة السيدة كام بالقرب من البيت الذي يقيم فيه الجندي مع أهله، فقام طبيب شرعي بمعاينة الجثة التي بدت عليها آثار رضوض واضحة عديدة، مع كسر في العمود الفقري وأثر لضربة بأداة غير حادة على الرأس في أثناء عراك أو سقوط.
وعلى الرغم من إنكار الجندي والعبود ارتكابهما لتلك الجريمة إلا أنهما أدينا بها، وسيصدر حكم بحقهما في الأول من شهر شباط القادم، بما أن ضحيتهما اغتيلت بوحشية ثم تركت لتتعفن في القمامة.
المصدر: تلفزيون سوريا