أخر الأخبار
تَعرَّف على الزلازل الكبرى بتركيا في الأعوام المئة الأخيرة
تعرضت مناطق تركيا الجنوبية فجر اليوم لزلزال بقوة 7.7 درجة وكان مركزه في منطقة بازارجيك في قهرمان مرعش، بعدها وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرًا حدثت هزة ارتدادية كبيرة مركزها منطقة أخرى بنفس المدينة وصلت إلى 7.6 ريختر، ماجعل مدن وسط الأناضول أيضًا تشعر بالهزة. وتم تسجيل هذا الزلزال المفجع كثاني أكبر زلزال تشهده تركيا في المئة عام الماضية.
وأعلن الرئيس أردوغان في بيان له قبل قليل: “حسب النتائج حتى الآن، فقد 912 شخصًا حياتهم، ولدينا 5385 جريحًا. ودُمِّر 2818 مبنى”. مضيفًا أنه “تم إنقاذ 2470 شخصًا من تحت الأنقاض”. واستطرد الرئيس التركي، “لا نعرف كم سيزيد عدد القتلى والجرحى، حيث تستمر أعمال إزالة الأنقاض في العديد من المباني في منطقة الزلزال”.
وبحسب المصادر فإن أول زلزال قوي تم توثيقه في منطقة تركيا كان في مدينة أنطاكيا التي تقع في إقليم البحر المتوسط جنوب البلاد، عام 115 ميلادية. وكان يقدر بقوة 7.5 ريختر، ونتج عنه 260.000 قتيلًا. لتتوالى بعدها الهزات بشكل شبه يومي بمعدلات مختلفة تتراوح بين المدمر وبين ما لا نشعر به.
ويرجع علماء الجيولوجيا ذلك إلى خضوع صفيحة الأناضول التكتونية لتأثير الصفيحة العربية التي تتجه شمالاً، مع حالة شبه ثبات لصفيحة أوراسيا في الشمال.
ويوضح خلوق أوزنر، مدير مرصد ومعهد “قنديلي” لأبحاث الزلازل، أن هناك ثلاثة صدوع تكتونية تلف تركيا، هي صدع شرق الأناضول وصدع شمال الأناضول وصدع غربي الأناضول، الذي يوصف بأنه صدع متشظٍّ يضمّ عدة صدوع فرعية، وهو أخطرها ويمتد على منطقتي بحر إيجة ومرمرة. وقال إنّ “تركيا تتعرض كل 6-7 سنوات لزلزال تتجاوز قوته 7 درجات، كان آخرها زلزال ولاية “وان” عام 2011، الذي تجاوزت شدته 7 درجات”.
ووفقًا لبيانات إدارة الكوارث والطوارئ، تم تسجيل 33.824 اهتزازًا أرضيًا في تركيا عام 2020. وقد لوحظت زيادة بنسبة 44 % في عدد الزلازل، مقارنة بالعام الذي سبقه .
الزلازل التي وصلت 7 ريختر خلال القرن الماضي :
تعد الزلازل التي تصل درجة 7 ريختر هي الأخطر حيث تنهار بعض الأبنية الخشبية المبنية بشكل جيد، والمباني الحجرية القديمة. كما من الممكن أن تؤثر على منحنيات السكك الحديدية.
ويُذكر أن المنطقة الجغرافية التي تقع فيها تركيا تعرضت إلى 23 هزة أرضية بقوة 7 ريختر وما فوق في أوقات مختلفة منذ القرن السادس عشر.
وخلال القرن الأخير، بين عامي 1900 و 1939، وقع “زلزال مورفتة” الواقعة حاليًا بتكيرداغ بقوة 7.3 درجة في 9 أغسطس 1912. و من بعدها “زلزال أيواليك” بقوة 7 في 18 نوفمبر 1919 ، ثم زلزال ولاية حقّاري بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر، في 7 مايو 1930.
زلزال أرزنجان 1939
وقع بولاية أرزنجان الموجودة في شرق الأناضول، في 27 كانون الأول / ديسمبر 1939. وكان من أشد الزلازل التي ضربت تركيا ومن بين الأكبر عالمياً، إذ بلغت قوته 7.9 درجة. تسبب في مصرع 33 ألف شخص، وإصابة نحو 100 ألف آخرين.
بعد هذا الزلزال اكتشف الجيولوجيون الصدع التكتوني شمال الأناضول، وتكثفت جهود الدولة التركية بعدها لدراسة الزلازل في البلاد.
زلزال إربا 1942
ضرب منطقة إربا بولاية طوقات في البحر الأسود، في 20 كانون الثاني/ ديسمبر، وبلغت قوته 7.0 درجات، وتسبب في مصرع 3 آلاف شخص.
زلزال لاديك 1943
حدث بولاية سامسون الواقعة بإقليم البحر الأسود، في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، وامتد تأثيره على مساحات واسعة في مناطق البحر الأسود. وتسبب في تدمير 75 بالمئة من أبنية المنطقة، ومصرع ألفين و300 شخص، وإصابة 5 آلاف .
زلزال فارتو 1966
أصاب منطقة فارتو بولاية موش الواقعة شرق الأناضول في 19 آب/ أغسطس، وتجاوزت قوته 7 درجات، كما تسبب في مصرع ألفين و400 شخص. ومن الجدير بالذكر أنه سبقه زلزال آخر أقل حدة في نفس المنطقة في آذار\ مارس من نفس العام، ونتج عنه 14 قتيلًا.
زلزال تشالديران 1976
كان مركزه مرادية بولاية وان جنوب شرقي تركيا، وبلغت قوته 7.5 درجة، نتج عنه مصرع 3 آلاف و840 شخصاً، وإصابة 500 آخرين.
فقد معظم الأشخاص حياتهم تحت الأنقاض بسبب البرد، إذ بلغت درجة الحرارة عند وقوع الزلزال 17 درجة تحت الصفر، ورافق ذلك عاصفة ثلجية ضربت المنطقة.
زلزال غولجوك 1999
ضرب ولاية قوجالي شمال غرب تركيا في 17 آب/ أغسطس 1999. بلغت شدته 7.4 درجة، واستمر لمدة 45 ثانية ليُسجَّل كأطول مدة زمنية لزلزال بتاريخ البلاد. وامتد تأثيره على حوض بحر مرمرة كافة، وشعر به سكان العاصمة أنقرة، وإزمير.
تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات في ولاية قوجالي، إلى جانب مدينتَي اسطنبول ويالوفا. وتشير الأرقام الرسمية إلى مصرع 18 ألفاً و118 شخصاً، وإصابة 25 ألفاً آخرين بجروح. كما أدى الزلزال إلى تدمير 285211 منزلا و 42902 مكان عمل.
زلزال دوزجه 1999
ضرب ولاية دوزجه شمالي تركيا في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام ، وبلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 30 ثانية، وشعر به سكان معظم الولايات المحيطة.
وقد تسبب في مصرع 894 شخصاً، وإصابة 2679، وترك آلاف الأشخاص دون مأوى بعد تدمير 16 ألفاً و666 منزلاً، و3837 مكاناً تجارياً وصناعياً، حسب أرقام إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).
زلزال وان 2011
ضرب المنطقة التي تقع في جنوب شرق تركيا في 23 تشرين الأول/ أكتوبر، وبلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 25 ثانية. وأثناء ما كان التركيز موجه لعلاج جروح هذا الزلزال، وقع زلزال جديد بقوة 5.6 درجة في منطقة تبعد 16 كيلومترًا من المدينة، يوم الأربعاء 9 نوفمبر 2011 ، في حوالي الساعة التاسعة مساءاً.
وقد شعر السكان بالزلزالين في جميع أنحاء منطقة شرق الأناضول، ما تسبب في عدم ارتياح كبير.ونتيجة لذلك لقي 601 مواطنًا حتفهم، وأصيب 1966 آخرون، وتم إنقاذ 252 مواطنًا من تحت الأنقاض.