مقالات وتقارير
لماذا تعد تركيا بؤرة للزلازل؟.. تعرف إلى خطوط الصدع بالبلاد
تسبب الزلزال الذي وقع في الجنوب التركي، بكارثة كبيرة قتل وأصيب فيها الآلاف، مع إنهيار مباني كاملة، وتأثر دول عربية فيه.
والولايات التي تضررت جراء الزلزال الأول الذي كان في الساعة الـ04:17 من فجر الاثنين وبلغت قوته 7.7، والثاني الذي كان في الساعة الـ13:24 من مساء الاثنين، هي كهرمان مرعش وهتاي وكليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وشانلي أورفا وأديامان، وملاطية، وغازي عنتاب.
وتقع تركيا على ثلاثة خطوط زلزالية فاعلة، وهي صدع غرب الأناضول، وشمال الأناضول، وشرق الأناضول، وتنحصر ما بين الصفائح الأوراسية والعربية والأفريقية.
ويعتبر خط صدع شمال الأناضول، من أكثر خطوط التصدع نشاطا وأهمية في العالم، ويبلغ طوله 1200 كيلو متر، ويتراوح عرضه بين 100 متر و 10 كيلومترات.
ويمتد مثل القوس في اتجاه الشرق والغرب، بين منطقتي كارليوفا شرقا، وووادي مودورنو في محافظة بولو غربا.
وأبرز الزلازل التي وقعت في هذا الصدع، هي زلزال إرزنجان عام 1992، وأرضروم عام 1983، ووارتو عام 1966، وإزميت عام 1992.
أما خط غرب الأناضول، وهو يمتد من الشرق إلى الغرب في غرب الأناضول، يصطف من الشمال إلى الجنوب، ويحتوي على العديد من الصدوع.
يمتد خط صدع شرق الأناضول حوالي 550 كيلومترا من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق البحر الميت، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول.
ينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي، عثمانية، غازي عنتاب، قهرمان مرعش، أديامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينغول وموش.
وقد وقعت العديد من الزلازل التي بلغت قوتها 6 درجات، في منطقة صدع شرق الأناضول منذ بداية القرن العشرين.
وتم تضمين المقاطعات الواقعة على هذا الخط كمنطقة زلزال من الدرجة الأولى في خريطة مخاطر الزلازل في تركيا، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2019.
وتعد هتاي وكهرمان مرعش وعثمانية التي تأثرت بالزلزال الأخير، خي من بين 24 مقاطعة بها خطوط صدع نشطة.
ووفقا لموقع مرصد الزلازل التابع لجامعة بوغازجي، فقد وقع أكثر من 190 زلزالا في تركيا والمناطق المحيطة خلال الـ24 ساعة الماضية، ولا يقل عن 150 زلزالا بين ألازيغ وهاتاي على خط صدع شمال الأناضول.
مدير مركز تطبيقات الزلازل في جامعة 9 أيلول التركية، حسن سوزبلير، ذكر على قناة “خبر ترك”، أن الزلازل الكبيرة التي رصدت بتركيا حدثت بشكل رئيسي على خطوط الصدع في شمال الأناضول وشرق الأناضول.
ولفت إلى أنه تم كسر صدعين مختلفين في زلزالي كهرمان مرعش، مشيرا إلى أن هناك تفريغا كبيرا للطاقة هناك.
وفي إشارته إلى أنه لكي يحدث انكسار في خط الصدع ،أوضح الخبير أنه يجب أن تتجمع الطاقة اللازمة لذلك، والمدة الزمنية للكسر في كهرمان مرعش بلغت 500 عاما، وأن طاقة كبيرة جدا تراكمت خلال هذا الوقت.
وأشار إلى أن تفريغ كبير للطاقة حدث بالصدع، وعليه لا ننتظر حدوث زلزال كبير آخر في تلك المنطقة في الوقت الحالي.
تحذيرات من خط صدع شرق الأناضول
وتعد الزلازل التي حدثت في صدع شرق الأناضول تسمى “الفجوات الزلزالية” وهي أجزاء نشطه تقع على امتداد الصدع لم تتعرض لزلازل كبيره في فتره طويله من الزمن.
ويحذر الخبراء منذ فترة من احتمال حدوث زلازل في مناطق الـ”الفجوة الزلزالية” على خط صدع شرق الأناضول.
وذكر مدير مرصد الزلازل في جامعة بوزغازجي، خلوق أوزينير، في مؤتمر صحفي، أنه بعد زلزال ألازيغ عام 2020، تعرضت المنطقة للعديد من الزلازل بمستويات مختلفة على خط شرق الأناضول، مشيرا إلى أن زلزال ستحدث أيضا في الفترة المقبلة.
هل يتسبب الزلزال بزلزال في بحر مرمرة؟
الخبير التركي، إرهان ألتونيل، ذكر أن الزلزال الذي وقع في كهرمان مرعش، كانت نتيجة تراكم للضغط على مدار 900 عام، وإذا أخذنا بعين الاعتبار سرعة الانزلاق من 6 إلى 7 ملم على خط الصدع، فهذا يعني أن تراكم للضغط وصل إلى ستة أمتار تقريبا عندما جرت عملية التفريغ وتسببت بالزلزال الكبير.
وأضاف في مقابلة على “سي أن أن” التركية، أنه لكي بتسبب الزلزال الكبير في حدوث صدع في خطوط صدع أخرى، يجب أن يكون مجاورا لها، مستبعدا أن يستببب الزلزال الكبير الأخير بزلزال في بحر مرمرة أو مناطق أخرى من صدع شمال الأناضول.
أبرز الزلازل الكبيرة التي وقعت في تركيا خلال 100 عام
وبلغت قوة الزلزال الذي وقع في 27 كانون الأول/ ديسمبر في ولاية أرزينجان شرق تركيا 7.9 درجات، وأسفر عن مقتل 33 ألف شخص، وإصابة 100 ألف، ودمر حوالي 116 ألف مبنى.
وبينما تم تسجيله على أنه أكبر هزة شهدتها الجمهورية التركية، مع هذا الزلزال كشف عن وجود خط صدع شمال الأناضول لأول مرة.
وفي مدينة أربا في ولاية توكات في منطقة البحر الأسود، وقع زلزال بقوة 7 درجات عام 1942، أسفر عن مقتل ثلاثة آلاف شخص.
وفي 20 حزيران/ يونيو 1943، وقع زلزال في منطقة أدابازاري شمال غرب تركيا، بقوة 6.6 درجة، ما أسفر عن مقنل 336 شخصا.
وفي 26 نوفمبر/ تشرين الأول 1943، وقع زلزال في منطقة لاديك بمقاطعة سامسون، بقوة 7.2 درجة، ما أسفر عن مقتل 4 آلاف مواطن.
وفي الأول من شباط/ فبراير 1944، وقع زلزال في منطقة بولو الواقعة على البحر الأسود، بقوة 7.2 درجة، ما أسفر عن مقتل 3 آلاف و959 شخصا.
وفي 31 أيار/ مايو، وقع زلزال في وارتو بمحافظة موش شرق الأناضول، بقوة 5.9 درجة، ما أسفر عن مقتل 839 شخصا.
ولقي 450 شخصا مصرعهم في الزلزال الذي بلغت قوته 6.7 درجة، في كارليوفا في مدينة بينغول شرق البلاد في 17 أب/ أغسطس 1949.
وفي 19 أب/ أغسطس 1966، تعرضت وارتو بمحافظة موش، لزلزال بدرجة 6.9، ما أسفر عن مقتل ألفين و394 شخصا.
ولقي نحو ألف شخص مصرعهم، جراء الزلزال الذي ضرب جيديز في مقاطعة كوتاهيا بقوة 7.6 درجة، في 28 أذار/ مارس 1970.
وفي 22 أيار/ مايو 1971، وقع زلزال بقوة 6.8 في بينغول شرق البلاد، أودى بحياة 878 شخصا.
ولقي ألفان و385 شخصا مصرعم في الزلزال الذي ضرب ديار بكر بقوة 6.6 درجة، في 6 أيلول/ سبتمبر 1975.
وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1976، لقي 3840 شخصا مصرعهم في الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة في تشالدران بولاية فان.
في الزلزال الذي بلغت قوته 6.9 درجة في أرضروم في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1983، فقد 1155 شخصا حياتهم.
ولقي 653 شخصا مصرعهم في الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة في إرزينجان في 13 أذار/ مارس 1992.
وفي 17 أغسطس/ أب 1999، تم تسجيل الزلزال الذي بلغت قوته 7.4 درجة، ومركزه غولكوك في ولاية كوجالي على سواحل بحر مرمرة شمال غرب تركيا، باعتباره أطول زلزال في تاريخ تركي، وأسفر عن مقتل 18 ألف و373 شخصا، وإصابة عشرات الآلاف.
وفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999، لقي 894 شخصا مصرعهم في زلزال بلغت قوته 7.2 درجة، ومركزه ولاية دوزجه شمال الأناضول.
في 1 أيار/ مايو 2003، لقي 176 شخصا مصرعهم في الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة في بينغول.
في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وقع زلزال بقوة 7.2 درجة في مدينة فان، أسفر عن مقتل 644 شخصا، وإصابة 1966 آخر.
وفي الزلزال الذي وقع في كانون الثاني/ يناير 2020، بقوة 6.8 درجة في إلازيغ شرقي تركيا، لقي 41 شخصا مصرعه.
وفي 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، فقد 116 شخصا حياته في الزلزال الذي بلغت قوته 6.6 درجة في ولاية إزمير.
ما هي المناطق الأشد خطورة في تركيا؟
وأعدت إدارة الكوارث “أفاد” خريطة مخاطر الزلزال في تركيا، والمناطق التي تمر فيها خطوط الصدع ومستويات خطورتها.
وتعد المدن التي تعد الأخطر هي، إزمير وبالكسير ومانيسا، وموغلا، وآيدن، ودينزلي، وسبارطة، وأوشاك، وبيله جك، يلوفا، وسكاريا، ودوزجه، وكوجالي، قرشهر ، بولو وكارابوك، وهتاي، وبارتين، جانقري، توكات، أماسيا، وجنق قلعة، وأرزينجان، وتونجلي، وبنغول، وموش، هكاري، عثمانية،وكركاليـ وسيرت.
أما المناطق التي تعد خطيرة من الدرجة الثانية، هي تكرداغ، إسطنبول بتليس، وكهرمان مرعش،فان أديامان، شرناق، وزنغولداك، وتكرداغ، أفيون، سامسون، أنطاليا وأرضروم، كارس، أرداهان، باتمان، إغدير، وإيلازيغ، ديار بكر، أضنة، إسكي شهير، وملاطية، كوتاهية، جانقري، أشاك، آغري، جوروم.
والمناطق التي تعد خطيرة من الدرجة الثالثة،هي مناطق في إسكيشير، وأنطاليا وتكرداغ، وإسطنبول، وكستامونو، وأردو، وماردين، وشانلي أوروفا.
وفقا لخريطة زلازل تركيا، فإن المقاطعات في المجموعتين الرابعة والخامسة ذات أقل خطرا من الزلزال، هي سينوب وجيرسون وطرابزون، وريزه، أرتوين، وكيركلاريلي وأنقرة وأدرنة وأضنة نوشهر، ونيغده وأكسراي، وقونيا وكرمان.