أخبار تركيا اليوم
زلزال تركيا وسوريا: لماذا تتأثر النساء بالكوارث أكثر من الرجال؟
تواجه النساء خلال الكوارث مشاكل مختلفة عن تلك التي تواجه الرجال.وتشكو الناجيات من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، من عدم مراعاة الجهات التي تقدم المساعدات لاحتياجات النساء بعد الكارثة مباشرة، إذ أجبرن على السكن في ملاجئ مكتظة مما جعلهن يشعرن بالقلق على سلامتهن وسلامة أطفالهن.
يعد الافتقار إلى دورات المياه المنفصلة للنساء والمنتجات الصحية ومرافق الغسيل والمرافق الخاصة بصحة الأم من بين أولى المشاكل التي تواجهها الناجيات في تركيا وسوريا وهن يحاولن تجاوز الكارثة.
تقول الناجية من الزلزال في مدينة أضنة نورجان ساييلر، : “أكثر ما نحتاجه نحن النساء هو المراحيض المتنقلة”.
في ملجأ مكتظ بالناجين، تعيش ساييلر الآن مع والدتها المسنة المريضة وطريحة الفراش، وتقول إنها تخاف أن تصاب بالمرض “لأن الجميع رجالاً ونساء يستخدمون نفس المرافق”
تمكنت أمينة توركر من مدينة غازي عنتاب، من إنقاذ نفسها وطفليها البالغين من العمر خمس وثلاث سنوات عندما وقع الزلزال.
“في الليلة الأولى التي مكثنا فيها في حديقة تحت مأوى مؤقت، كان الجو ماطراً وعمت الفوضى عندما تم توزيع المساعدات. كل ملابسنا متسخة ولا توجد مرافق لتنظيفها، ليس لدينا أي شيء، الناس هنا قلقون وخائفون”.
صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) هو إحدى منظمات المعونة التي تعطي الأولوية لمساعدة النساء.
ويقدر الصندوق أن هناك أكثر من 214 ألف امرأة حامل من بين 15 مليون شخص متضرر في تركيا، ومن المتوقع أن تلد نحو 24 ألف حامل في غضون شهر.
تقول زينب أتيلجان أوزجينك، محللة الاتصالات التي تعمل مع فريق صندوق الأمم المتحدة للسكان في جنوب تركيا: “لقد تعرضن بالفعل لصدمات شديدة، لا نريد أن يشعرن بالقلق حيال احتياجاتهن الأساسية واحتياجات أطفالهن بينما يواجهن مشاكل رئيسية أخرى مثل السكن والسلامة الشخصية”.
“نقدم للحوامل وللأمهات الجدد صناديق المستلزمات التي تصون لهن كرامتهن وأمومتهن”.
تحتوي صناديق المستلزمات المقدمة لهن على صابون وفرشاة ومعجون الأسنان، وملابس داخلية وفوط صحية وبطانية أطفال وحفاضات وفوط ما بعد الولادة.
مخاطر السلامة
يعد الوصول إلى أماكن آمنة لإعادة بناء حياتهن تحدياً كبيراً للنساء في تركيا وسوريا. في أعقاب الزلزال مباشرة ، أُجبر الكثيرون على قضاء الليل في الخارج.
تقع معظم الملاجئ في أماكن مفتوحة ومكتظة، وهو ما يحمل في طياته تهديدات ومخاطر على سلامة النساء.
وتقول سابين أبيض، مسؤولة الاتصالات والحملات الإقليمية في المنطقة العربية من منظمة (أكشن إيد)، لبي بي سي من بيروت: “إنهن يتعرضن للعنف الجنسي”. “حدث هذا في نيبال أيضاً عندما تعرضت البلاد لزلزال بقوة 7.8 درجة في عام 2015″.
حرمان النساء من أماكن خاصة بهن ومن مراحيض منفصلة للنساء يجعل مرافق الغسيل أو المراحيض أماكن غير آمنة للنساء والفتيات”.
ووفقاً لورقة بحثية نشرتها مجلة South Asian Journal of Law Policy and Social Research في فبراير/شباط 2022 ، كانت هناك زيادة في حالات العنف ضد النساء والفتيات في المخيمات والملاجئ المؤقتة بعد زلزال نيبال عام 2015.
تقول أمل أوزكيلسيز، التي تقيم في ملجأ في غازي عنتاب: “بالطبع أنا قلقة على سلامتي وسلامة أطفالي”.
“في كل مرة يتم فيها فتح سحاب الخيمة، أخشى أن يكون هناك دخيل غريب. لا أستطيع النوم في الليل خوفاً على أطفالي، فأسهر لحمايتهم، وكما تعلمين، كوني امرأة، نشعر بالاضطراب والاكتئاب بسبب ما آلت إليه الأمور، لا عمل ولا مال”.