أخر الأخبار
مضغ الأعشاب للحصول على قطرات من الماء.. شهادة ناج من زلزال تركيا قضى 11 يوما تحت الأنقاض
لم تكن الساعات الأولى من يوم الجمعة الماضي عادية في حياة التركي الثلاثيني مصطفى أوجي، فقد كُتبت له “الولادة من جديد”، بعد أن قضى 11 يوما تحت الأنقاض جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب مدينته أنطاكية مركز ولاية هاتاي بجنوب تركيا.
261 ساعة من الرعب والخوف والترقب قضاها مصطفى، وقد ظن خلالها أنه لن يبصر النور أبدا.
وفي حوار معه نشرته الصفحة الرسمية لقناة “بي. إف. إم. تي. في” (BFMTV) الفرنسية، على الفيسبوك، تحدّث مصطفى عن ظروف بقائه تحت الأنقاض وعن معجزة بقائه حيا، حيث قال إن سقف منزله وقع بالكامل فوقه جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من فبراير/شباط الحالي.
وبيّن أنه لم يتمكّن من الخروج بسبب تكدّس الإسمنت فوق ساقه. وخلال هذه المدة، لم يستسلم مصطفى لقدره وحاول طوال 5 أيام استخدام يديه العاريتين لإبعاد الأنقاض عن ساقه.
وللبقاء على قيد الحياة، قال مصطفى إنه كان يقتلع بعض الأعشاب ويمضغها للحصول على قطرات من المياه.
وفي اليوم الـ11 من وقوع الكارثة، لمست الجرافة التي تقوم بالحفر بحثا عن ناجين طرف ساقه، وحينئذ أبصر النور ورأى الغبار المتصاعد.
بدأ مصطفى الصراخ، ليحظى بالإنقاذ بأعجوبة. وعن هذه اللحظة يقول “أن تبصر السماء وتستنشق الهواء من جديد كان أمرا لا يُصدّق، لا أستطيع وصف ذلك الشعور الذي اعتراني.. إنها أشبه بالولادة من جديد”.
ونشر وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه الجمعة مقطعا مؤثرا لفيديو يظهر فيه الشاب مصطفى وهو يتحدث مع أحد أفراد عائلته عبر الهاتف عقب إنقاذه وتقديم الإسعافات اللازمة له.
وحظي مقطع الفيديو بمئات التعليقات التي تحمد الله على سلامة الشاب، وتشيد بجهود الإنقاذ، وأعرب كثيرون عن أملهم في إيجاد مزيد من الناجين.
وعن معجزة إنقاذه، تقول زوجته التي وضعت مولودتها حديثا إنها لم تكن تصدّق نجاته، وكانت في غاية التأثر، وقد حضنت طفلتها بقوة لتخبرها أن “بابا لم يتركها وهو قوي مثلها”.
وفجر السادس من فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة؛ مما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.
ومساء أمس الاثنين أفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية بأن زلزالين بقوة 6.4 درجات و5.8 درجات على مقياس ريختر ضربا مركز منطقتي “دفنه” و”سمنداغ” في هاتاي جنوبي البلاد، وامتدا إلى الشمال السوري، وقد شعر بهما سكان لبنان وفلسطين.