معلومات قد تهمك
السحابة العدسية في تركيا
“سحابة حمراء ظهرت قبل أيام أنذرت بوقوع الزلزال المدمر في تركيا”، تنتشر هذه المزاعم بشكل ناري على مواقع التواصل الاجتماعي من دون التأكد من حقيقتها.
وفي صباح يوم 19 يناير الماضي، ظهرت في سماء مدينة بورصة التركية سحابة ذات شكل ولون غريبين، ما جذب انتباه السكان الذين التقطوا لها الصور والفيديوهات.
ما هي هذه السحابة؟
انتشار صور السحابة، حوّلها لحديث الصحف والمواقع الإخبارية، علما أنها ظاهرة منتشرة في دول غربية عدة.
وتبيّن أنه يطلق عليها اسم “السحابة العدسية”، حيث نقلت صحيفة “ديلي صباح” التركية عن موقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن هذه الغيوم تتشكل بسبب تقلبات الرياح العاتية، واحتفظت بشكلها لمدة ساعة تقريبا قبل أن تبدأ بالتلاشي.
بينما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية:
- هي سحابة تتشكل عندما يكون الهواء مستقرا وتهب الرياح عبر التلال والجبال من ذات الاتجاه أو ما شابه على ارتفاعات مختلفة.
- هي تشبه الصحن الطائر.
- عادة ما تتواجد على ارتفاعات تتراوح بين 6400 و16500 قدم.
وبينما مرّ هذا الحدث مرور الكرام، إلا أنه أعيد للذاكرة بعد الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا منذ أيام حاصدا آلاف الضحايا، ومخلّفا مئات أمتار الدمار والخسائر.
من هنا، انتشرت تغريدة بشكل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تربط العلاقة بين ظهور السحابة والزلزال.
وجاء في التغريدة: “هل تتذكر قبل أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب تركيا ، ظهرت سحابة غريبة في السماء؟ انظر إلى هذه السحابة ومركز الزلزال”.
لكن ما حقيقة أن هذه السحابة أنذرت بوقوع الزلزال المدمّر؟
العلاقة معدومة
يجيب الباحث الجيولوجي بالجامعة الأميركية في بيروت طوني نمر، في تصريحات لمنصة “المشهد” مؤكّدا عدم صحة الحديث عن الرابط بين السحابة والزلزال.
وتابع الباحث الجيولوجي:
- علميا الأمور التي تحدث في باطن الأرض لا علاقة لها بالغلاف الجوي.
- اخبار كثيرة انتشرت بعد الزلزال وهي غير صحيحة.
وقال: “رغم أن هذه الأخبار والظاهرة غير مثبتة علميا ولا رابط بينها، يمكن تدوين ملاحظات حولها، لرؤية إن كانت قد ستتكرر بعد سنوات طويلة، وبعد تجمّع المعطيات يمكن اكتشاف إن كان من رابط أم لا”.
وأضاف: “لكن لغاية الآن، الرابط بين السحابة والزلزال غير موجود، فلا علاقة مباشرة ولا غير مباشرة بين ما حصل في باطن الأرض وخارج الأرض أي في الأتموسفير”، وفق نمر.
آلاف الأمتار
كما هو مذكور، فالسحابة ظهرت في مدينة بورصة التركية، أما الزلزال فطال مدينة كهرمان مرعش.
وفي تدقيق لـ”المشهد” في الخرائط، يتبيّن أن بورصة تقع شمال غرب تركيا، بينما الزلزال وقع لجهة جنوب شرق البلاد، ما يعني أن موقع ظهور السحابة بعيد آلاف الأمتار عن الزلزال.
أما بالنسبة إلى الخريطة التي تظهر في التغريدة المنتشرة، فهي لا علاقة لها بالسحابة بل الألوان فيها تشير إلى رقعة الزلزال المدمر في البلد، وهي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” في مقال حمل عنوان “خرائط الأضرار الناجمة عن الزلزال في تركيا وسوريا”.