Connect with us

أخبار السوريين في تركيا

بعد تكرار المضايقات ضدهم.. ما مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا؟

Published

on

سلطت حادثة اعتقال مدير إحدى القنوات السورية المعارضة مع مقدم برامج فيها من قبل السلطات التركية، الضوء مجددا على أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، في ظل تكرار المضايقات ضدهم والمخاوف بشأن مستقبلهم في هذا البلد بالتزامن مع الحديث عن احتمال حصول تقارب بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب إردوغان.

 

واعتقلت السلطات التركية، الأربعاء، مدير قناة “أورينت” السورية علاء فرحات، والإعلامي السوري، أحمد الريحاوي، بعد قيام الأخير بطرد المحلل التركي أوكتاي يلماز على الهواء مباشرة خلال بث برنامج تلفزيوني.

 

وقالت القناة في منشور على فيسبوك إن السلطات التركية أوقفت الرجلين بعد شكوى تقدم بها يلماز.

 

بدأت المشادة بعد أن تحدث الريحاوي عن انتهاكات تقوم به قوات الجندرما (قوات الدرك التركية) على الحدود بين سوريا وتركيا، وأدت لمقتل سوريين، مما أثار غضب يلماز، الذي انفعل بشكل واضح ووصفها بأنها مجرد “افتراءات”.

 

تطور بعدها الجدال، ليطلب الريحاوي من الضيف التركي مغادرة الاستوديو، ليقوم بعدها يلماز بسحب أوراق المقدم من على الطاولة وتمزيقها والمغادرة.

 

ولكن القناة أعلنت في وقت لاحق أن القضاء التركي رفض شكوى يلماز ضد كل من فرحات وريحاوي.

 

ومنذ مطلع العام 2021 يتصدر ملف اللاجئين السوريين في تركيا حديث أحزاب المعارضة، التي اتجهت للضغط من خلاله على الحكومة، مطالبة بإرجاعهم إلى البلاد، وتقييد أعمالهم التجارية التي نمت على نحو ملحوظ، بحسب ما تظهره البيانات الرسمية.

 

وعلى الطرف المقابل لطالما أكد إردوغان بأنه “لا يمكن إعادة السوريين بشكل إجباري إلى بلادهم”، وفي تصريحات سابقة له، قال: “لقد لجأوا إلينا. إنهم يتوسلون من أجل الأمان. لا يمكننا أن نطلب منهم العودة إلى حيث كانوا”.

 

ومع استمرار الحملات التحريضية ضد اللاجئين السوريين، التي يكون مسرحها بالغالب مواقع التواصل الاجتماعي، يحذر مراقبون من أن ينعكس ذلك على عامل الاستقرار لديهم، خاصة أن ما سبق لم يعد مرتبطا بحملات انتخابية فقط، بل أصبح ظاهرة لا يعرف لها أي توقيت.

 

“كل من ينتقد السلطة يرحل”

يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض رامي عبد الرحمن إن “هناك دعوات صدرت مؤخرا لإعادة جميع السوريين الذين ينتقدون السلطة الحاكمة في تركيا قسرا إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري”.

 

ويضيف عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع موقع “الحرة” أن “تركيا لا تريد أن تستمع للصوت القائل بوجود انتهاكات ضد السوريين اللاجئين من قبلها، سواء على مستوى الحكومة أو بعض العنصريين الأتراك”.

 

ويشير عبد الرحمن إلى أن المرصد وثق “حوادث قتل كثيرة على يد الجندرمة التركية طالت سوريين منذ عام 2016 ولغاية اليوم، ومعظم فصائل المعارضة كانت تكتم عليها حتى لا تحرج تركيا”.

 

ويؤكد عبد الرحمن أن الأرقام المتوفرة تتحدث عن مقتل “أكثر من 500 سوري برصاص الجندرمة التركية على الحدود مع سوريا”.

 

ويقول مدير المرصد إن “من الواضح أن هناك تململا من السوريين سواء من قبل الإعلام التركي أو السلطة وغيرها من باقي الأحزاب”، مبينا أنهم “يحاولون الهروب من أزمتهم الداخلية من خلال إلقاء اللوم على السوريين اللاجئين أو عبر التدخل العسكري في شمال سوريا”.

 

ويتابع أن “تعامل الأتراك تجاه السوريين سيئ للغاية، أصبح الأمر أكثر سوءا بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة الشهر الماضي”، لافتا إلى أن السوريين يتعرضون لشتى الإهانات والضرب والاعتقال” من قبل السلطات التركية.

 

يتوقع عبد الرحمن أن تزداد أوضاع اللاجئين السوريين سوءا مستقبلا في ظل اقتراب موعد الانتخابات العامة في تركيا والحديث كذلك عن احتمال حصول تقارب بين الأسد وإردوغان.

 

إردوغان والأسد

واستضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء نظيره السوري بشار الأسد لعقد محادثات في ظل تكثيف الكرملين جهوده لتحقيق مصالحة بين أنقرة ودمشق.

 

وأدى اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 إلى تدهور العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت فصائل مسلحة معارضة للأسد.

 

وقطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.

 

وأشار إردوغان مؤخرا إلى إمكانية عقد لقاء مع الأسد لبحث إعادة إحياء العلاقات. والتقى وزيرا دفاع البلدين في موسكو أواخر ديسمبر في إطار محادثات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب السورية.

 

ويرى رامي عبد الرحمن أن “إردوغان يريد التعاون من الأسد من أجل تحقيق إنجاز قبل الانتخابات في محاولة منه لتأمين مصالحه على حساب مصالح الشعب السوري”.

 

وتجري الانتخابات في مايو المقبل وتشهد تنافسا بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة. وباتت مسألة اللاجئين السوريين احدى النقاط الرئيسية خلال الحملات الانتخابية.

 

وفي أكتوبر الماضي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن تركيا اعتقلت ورحلت مئات اللاجئين السوريين رجالا وصبية في 2022، واحتجزتهم تعسفيا، وأجبرتهم على العودة إلى شمال سوريا.

 

وقالت المنظمة، نقلا عن مقابلات مع عشرات اللاجئين، إن المسؤولين الأتراك “ضربوا وأساءوا إلى معظم” اللاجئين، قبل إجبارهم على عبور الحدود إلى شمال سوريا تحت تهديد السلاح.

 

وكانت هذه القضية، التي قالت المنظمة إنها انتهاك للقانون الدولي، أحدث علامة على تصاعد العداء تجاه السوريين في تركيا، ومنعطف قاتم آخر لبلد فتح حدوده ذات يوم أمام الفارين من الحرب السورية ولا يزال يستضيف ما لا يقل عن 4 ملايين لاجئ وطالب لجوء.

 

حملة مشتركة

يعتقد المحلل السياسي التركي المعارض بركات كار أن اللاجئين السوريين سيتأثرون بالتأكيد خلال الفترة المقبلة، سواء مع اقتراب موعد الانتخابات أو حتى بعدها.

 

يقول كار لموقع “الحرة” إن “معظم الأحزاب التركية تستغل مسألة اللاجئين في حملاتها الانتخابية وتجمع على ضرورة ترحيلهم بأقرب ممكن”.

 

ويضيف كار “في حال حصل تقارب بين إردوغان والأسد فبالتأكيد سيكون موضوع اللاجئين على رأس القائمة من أجل إيجاد حل يتضمن نقلهم للأراضي السورية”.

 

ويشير كار إلى وجود “حملة مشتركة تقوم بها السلطات التركية وأحزاب المعارضة ضد اللاجئين السوريين”، مبينا أن “السلطة صامتة عن المضايقات التي يتعرض لها اللاجئون رغبة منها في أن تكون الأحزاب الأخرى في الواجهة حتى لا تتحمل هي المسؤولية”.

 

ويلفت كار إلى أن السلطات “تغض النظر عن عمليات القتل والضرب والطرد والمضايقات ضد السوريين”.

 

ويتوقع كار أن “المضايقات ضد اللاجئين السوريين لن تنتهي حتى بعد انتهاء الانتخابات، حتى على المستوى الشعبي، لأن السلطة والأحزاب المعارضة تروج بأن كل ما يحصل من أزمات في البلاد بسبب اللاجئين السوريين سواء البطالة وتراجع الاعمال والأزمات الاقتصادية.

 

بالمقابل يرفض عضو حزب العدالة والتنمية بكير أتاجان هذه الاتهامات ويؤكد أن “هناك روابط لا تسمح لتركيا التخلي عن اللاجئين السوريين من الناحية الأخلاقية والإنسانية الى جانب الجيرة والقرابة والمصير المشترك”.

 

ويضيف أتاجان لموقع “الحرة” أن “ما يحصل للاجئين السوريين هي إجراءات تنظيمية ولا تهدف للتضييق عليهم، ولن تؤثر على موقف الاتراك العام من اللاجئين”، مبينا أنه “ربما تحصل مضايقات هنا وهناك ولكنها فردية وقليلة جدا وليست ظاهرة عامة”.

 

ويشير أتاجان إلى أنه حتى وإن “تحسنت العلاقات بين تركيا والنظام أو لم تتحسن فلن يؤثر ذلك على وضع اللاجئين السورين، على اعتبار أن أنقرة ستبقى ملتزمة بالقوانين الدولية المتعلقة بحماية اللاجئين”.

 

ويشدد أتاجان أن “هناك أحزابا تدعي أنها قومية وهي في الحقيقة عنصرية ولا تحترم أحدا وخاصة اللاجئين السوريين.. هؤلاء أقلية ولا يمثلون رأي غالبية الشعب التركي”.

 

ويقول أتاجان أنه “حتى لو فازت الأحزاب العنصرية بالانتخابات، فلن يتمكنوا من التأثير على اللاجئين السوريين لإن الأكثرية الساحقة ستقف لجانب اللاجئين”.

 

ويبين أن هؤلاء “يستغلون أزمة اللاجئين لأغراض انتخابية، وربما لديهم نزعة عنصرية، لكنهم لن يستطيعوا أن يتحكموا بالأغلبية الساحقة التي تقف لجانب السوريين وترفض كل أشكال العنصرية ضدهم”.

 

وفي تعليقه على ما جرى للصحفي السوري ومدير قناة أورينت يقول أتاجان إن ما جرى لهما تعد “إجراءات روتينية تحصل في أي مكان”، مضيفا أن “هناك شكوى مقدمة من قبل شخص ضدهما وهما يخضعان للتحقيق حاليا، ويمكن أن ينتهي كل شيء خلال أيام”.

 

المصدر: الحرة

فيسبوك

Advertisement