منوعات
هل يضع العلماء حداً لوفيات كورونا؟ دراسة تؤكد إمكانية التنبؤ بدقة 90% بموت المريض قبل 10 أيام
يزعم باحثون، أنه بات بإمكانهم توقع خطر وفاة مريض بسبب فيروس كوفيد -19، انطلاقاً من نقطة دم المصاب، حيث قد تُظهر ثلاثة مؤشرات حيوية في دمه ما إذا كانت حالته ستزداد خطورةً قبل نحو 10 أيامٍ، بدقةٍ “قد تزيد عن 90%”، وذلك وفق دراسة منشورة في دورية Nature Machine Intelligence، الخميس 14 مايو/أيار 2020.
حسب تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، السبت 16 مايو/أيار، فإن الباحثين يقولون إن تلك المؤشرات الثلاثة، “تلعب دوراً مهماً من أجل التمييز بين الحالات العادية وتلك التي تحتاج لتدخلٍ فوريٍ، ما قد يوفر اختباراً سريرياً بسيطاً لتقدير خطر الوفاة بدقةٍ وبسرعة”.
أعراض مشتركة: في ووهان بالصين، بؤرة تفشي الفيروس العالمي، أظهرت الأبحاث أن نحو 14% إلى 19% من المُصابين تتدهور حالاتهم، ومن بين تلك الحالات الحرجة فإن معدلات الوفاة تتجاوز 60%.
بهدف تحليل العوامل المشتركة بين تلك الحالات الحرجة، قام الباحثون بتحليل عينات دمٍ مأخوذةٍ بشكل مستمر من 485 مريض كورونا في مستشفى تونجي في ووهان بالصين، بين 10 يناير/كانون الثاني و18 فبراير/شباط.
وفق نفس الدراسة، فقد تم اختبار مشاكل لا تعد ولا تحصى في الكلى، والقلب، وتجلط الدم، ولاحظوا ما إذا كان هؤلاء المرضى قد نجوا أو ماتوا، ثم استخدموا خوارزميات التعلم الآلي للبحث عن الأنماط البيولوجية.
المؤشرات الثلاثة: وجدت النتائج أن المؤشرات التالية يُمكنها توقع ما إذا كان احتمال وفاة المريض أكبر من غيره:
- وجود مستوياتٍ عاليةٍ من إنزيم نازع هيدروجين اللاكتات (LDH)، المسبب لتلف الرئة ونوع تختك الأنسجة الذي يحدث في الالتهاب الرئوي.
- الإصابة بالليمفوبينيا، وهي انخفاض مستويات الخلايا الليمفاوية، أو خلايا الدم البيضاء التي تدافع عن الجسم ضد مُسببات الأمراض.
- ارتفاع في بروتينات C المتفاعلة عالية الحساسية (hs-CRP)، والذي يُشير إلى التهابٍ في الرئتين.
وفق هذا البحث، فإن النموذج الذي يعرض على الحاسوب، قد يتوقع ما سيحدث للمريض بالاعتماد على تلك المؤشرات، قبل عشرة أيامٍ من ظهور نتائج العلاج السريري.
دراسة مشابهة: نُشرت الثلاثاء 13 مايو/أيار، واعتمدت نهجاً مشابهاً، إذ أشارت إلى 10 مؤشراتٍ حيويةٍ يُمكنها مساعدة الأطباء في تقييم مدى خطورة حالة كل مريض.
يقترح هذا البحث، المنشور في دورية الجمعية الطبية الأمريكية، استخدام تلك المؤشرات لتحديد احتمالية تفاقم حالة مريض كوفيد-19، واحتياجه للخضوع للرعاية المركزة، أو وفاته.
فحص الباحثون السجلات الطبية بأثرٍ رجعيٍ لنحو 1590 مريضاً خضعوا للعلاج في 575 مستشفىً على امتداد الصين في الفترة بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إلى 31 يناير/كانون الثاني.
تتفق هذه الدراسة مع سابقتها في اعتماد مؤشرين هما: ارتفاع مستويات LDH وارتفاع نسبة العدلات إلى اللمفاويات، (وهو أمرٌ مرتبطٌ بانخفاض مستوى اللمفاويات).
تتضمن المؤشرات الثمانية الأخرى تاريخ الإصابة بالسرطان، ارتفاع عدد الأمراض الموجودة مسبقاً لدى المصاب، التقدم بالعمر، ضيق التنفس، سعال الدم، فقدان الوعي، أشعة الصدر غير التقليدية، وارتفاع مستويات البيليروبين (وهي مادةٌ في الدم يُشير ارتفاع مستوياتها إلى تلف الكبد).
كما استخدم الباحثون تلك المؤشرات العشرة لتطوير “حاسبةٍ” لقياس خطورة الإصابة بفيروس كورونا على الإنترنت قد تساعد في التنبؤ بالحالات التي ستزداد سوءاً.
المصدر : عربي بوست