عربي
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى جبل عرفات.. سيتوجهون بعد غروب الشمس إلى مزدلفة
بدأ حجاج بيت الله الحرام الوقوف على جبل عرفات قرب مكة المكرمة منذ فجر الثلاثاء ، في ذروة مناسك الحج التي يتوقع أن تسجل أعداداً قياسية هذا العام، والتي يؤديها المسلمون في أجواء شديدة الحرارة.
أمضى الحجاج وعددهم يناهز المليوني حاج الليل في مخيمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكة المكرمة، أقدس مدن المسلمين، وفي الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، توجهوا إلى منطقة عرفات -التي ألقى فيها النبي محمد ﷺ خطبة الوداع- لأداء الركن الأعظم من الحج.
سيبقى الحجاج طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، والكثير منهم سيعتلي جبل الرحمة ويجلسون بين صخوره.
بعد غروب الشمس يتوجه الحجاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات يوم الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، أول أيام عيد الأضحى.
يُشارك الحجاج في رمي الجمرات، آخر أهم المناسك، قبل أن يتوجهوا إلى المسجد الحرام في مكة لأداء “طواف الإفاضة” حول الكعبة، في أول أيام عيد الأضحى، وكانت السلطات السعودية قد شيّدت مبنىاً ضخماً متعدد الطوابق مخصص لرمي الجمرات لتفادي أي ازدحام أو حوادث.
وقبل توجهه إلى عرفات، أعرب المهندس الأميركي أحمد أحمدين (37 عاماً) عن سعادته لأن “الله اختاره من بين ملايين” المسلمين لأداء الحج، وقال بحماس: “أحاول التركيز في الدعاء لأهلي وأصدقائي والصلاة لأنها فرصة لا تتكرر”.
كذلك لا تزال المعلمة المصرية تسنيم جمال (35 عاماً) لا تصدق أنها ضمن الحجيج هذا العام بعد محاولات سابقة باءت بالفشل، وقالت الشابة التي تعيش في المملكة: “لا يمكنني وصف مشاعري أعيش فرحة كبيرة”، واستفادت جمال التي جاءت رفقة صديقاتها من قرار السلطات السعودية إلغاء شرط وجود مرافق رجل مع النساء.
ويؤدي الحجاج المناسك، والكثير منها في الهواء الطلق، تحت شمس حارقة، وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تتراوح درجات الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهاراً خلال موسم الحج.
من جانبها، أقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقلة وجهزت سيارات إسعاف، ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجاج. وحذرت الحجاج من التعرض “لضربات الشمس”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
خلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجادات الصلاة والأوراق المقواة.
يأتي هذا فيما يُقام موسم الحج هذا العام بدون أي قيود لناحية أعداد الحجاج أو أعمارهم، بعد ثلاث أعوام من تنظيم حج محدود على خلفية تفشي جائحة كورونا التي أثرت على أداء المسلمين لمناسك الحج والعمرة.
عادةً ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة، ويتوجب على كل مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرةً واحدة على الأقل.
يُذكر في 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكن تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعودية على تقليص الأعداد إلى حد كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، و926 ألف حاج في 2022.