أخبار تركيا اليوم
صراع مستعر بين أصحاب المتاجر والغربان في كاديكوي بإسطنبول (صور)
تشهد منطقة كاديكوي في اسطنبول صراعًا مخيفا بين المواطنين والغربان، حيث أصبحت هجمات هذه الطيور تقلق حياة السكان وخاصة أصحاب المتاجر في المنطقة.
وبالرغم من أن البعوض والذباب كانا مشكلتين شائعتين في السابق، إلا أنه الآن يواجهون تحديًا أكبر مع انتشار الغربان بشكل كبير في الحي.
وللتصدي للهجمات المستمرة من الغربان، اضطر أصحاب المتاجر إلى اتخاذ تدابير وقائية غير عادية. فقد قرروا ارتداء الخوذات وحمل السلال كوسيلة للحماية الشخصية من هجمات هذه الطيور العدوانية.
تجلى خطر هذه الغربان بشكل مروع في حادثة مروعة تعرض فيها صاحب متجر للأغذية، صباح الدين دمير، لهجوم مروع من قبل غراب. حيث وجد دمير غرابًا صغيرًا يقفز في منطقة حركة المركبات، وحاول بكل شجاعة نقله إلى مكان آمن. لكن الغراب الأم استجاب للحادثة بعدوانية مفرطة، وواصلت مهاجمته بشراسة، مسببة له جروحًا خطيرة في رأسه. وعلى الرغم من نجاحه في وضع الغراب الصغير في مأمن، إلا أن الغراب الأم استمرت في استهدافه عدة مرات.
بعد الحادثة المروعة، أعرب دمير عن مخاوفه وقلقه المستمر، حيث صار يخاف من الغراب ويواجه صعوبة في الذهاب إلى عمله. ولاحظ أيضًا أن الغراب بدأ يتعرف على هويته ويهاجمه حتى عندما يرتدي الخوذة الواقية.
وأشار صاحب المتجر علي بويلو إلى أن الغربان غير قادرة على فتح العبوات، لكنها تقوم بإلقائها من أعلى لكسرها والوصول إلى محتواها، وينتج عن ذلك عدم توافر البذور للبيع بسبب سرقتها، مما يدفع الناس لتجنب شرائها.
ونوه بويلو إلى أن الغربان تتصرف بغريزة لحماية صغارها، ويمكن أن تهاجم أفرادًا من عائلتها حتى. يظهر ذلك السلوك العدواني للغربان عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن صغارها وتأمين طعامهم.
وفي حادثة مثيرة، أفاد رمضان كوتش، بائع السميت في كاديكوي، أن الغربان يمكن أن تهاجم بسبب الجوع. شهود عيان وصفوا حادثة حين قام فريق عمل برفع غراب لا يستطيع التحرك وتعرضوا لهجوم فوري من قبل الغراب، مما تسبب في جرح في رأس رئيس العمال.
بالإضافة إلى ارتداء الخوذات للحماية من هجمات الغربان، يضع العمال السلالة على رؤوسهم في محاولة للدفاع عن أنفسهم. لكن الغربان لا تزال تنتظر فرصة للهجوم، مما يسبب قلقًا مستمرًا للعمال.
ويؤكد الدكتور مراد أرسلان، رئيس الجمعية الطبية البيطرية التركية، أن الغربان تستخدم الأدوات وتتصرف لحماية صغارها.
ويشير أرسلان إلى أن هذا السلوك يحدث بشكل خاص في فصل الربيع، حيث يكبر صغار الغربان ويتعلمون الطيران. في محاولتهم الأولى، قد يهبطون بطريقة غير فعالة، ويحاول الغراب بشتى الطرق إبعاد الناس والقطط عن صغارهم لحمايتهم وتجنب الهجمات.
ويعتقد أرسلان أن هذا السلوك الدفاعي يتلاشى تدريجيًا مع تقدم الغراب في تعلم الطيران بشكل كامل، ومن المتوقع أن يستقر الوضع مع مرور الوقت.