أخبار تركيا اليوم
شاهد.. الجفاف يكشف قاع بحيرة تركية
أظهرت مقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي انكشاف قاع بحيرة “كرم الدين” بولاية أدرنة (شمال غرب تركيا)، بعد أن تسبب الجفاف والحرارة الشديدة في تبخر مياه البحيرة.
وتعد البحيرة الواقعة في قرية “كرم الدين”، بمنطقة سول أوغلو، مصدرا لري 6 آلاف دونم من الأراضي الزراعية حولها، في وقت تسبب فيه الجفاف بتراجع منسوب مياه البحيرة البالغ 218 مترا مكعبا.
وتُزرع الأراضي المحيطة بالبحيرة بعدد من المحاصيل، مثل الذرة وعباد الشمس والبرسيم، التي تحتاج إلى ريها بكميات كبيرة من المياه.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أكد مدير الري بالمنطقة أردوغان أوزون أن المنطقة تشهد أعلى نسب جفاف خلال السنوات الأخيرة، إذ وصلت البحيرة إلى أدنى مستوى لها.
وفي إشارة إلى أن الجفاف الذي بدأ خلال أشهر الشتاء استمر بأثر متزايد في أشهر الصيف، قال أوزون: “على ما أذكر، شهدنا جفافا عام 2014، ومع ذلك لم نحتج إلى استخدام الماكينة التي توزع الماء في قاع البحيرة، لكننا نحتاج إلى ذلك الآن”.
وأضاف أن “البحيرة شُقت منذ 35 عامًا، ولم نشهد مثل هذا الجفاف. لقد أصيب كثير من محاصيلنا بالجفاف؛ كان علينا حصاد بعضها مبكرًا بداية الموسم. عندما كانت المياه متوفرة في البحيرة، قام منتجونا بري حقولهم. وبسبب الجفاف، لا يمكن الري هذه الأيام. أطلب من منتجينا استخدام الري البري”.
وتابع أن “محصول الذرة كان يصل إلى طنين لكل فدان، هذا الكم من الإنتاج غير ممكن هذا العام، فهناك خسارة في المحصول بنسبة 50% تقريبًا، ويبلغ العائد نحو طن واحد لكل فدان”.
وبخلاف بحيرة “كرم الدين”، باتت بحيرة “وان” -أكبر بحيرة في تركيا- الواقعة في منطقة شرق الأناضول، بمساحة إجمالية 3755 كيلومترا مربعا، مهددة بالزوال بسبب الجفاف والاحترار المناخي.
ويقول علماء المناخ إن حالات الجفاف في الماضي كانت عادة تستغرق عدة مواسم أو سنوات حتى تتطور، لكن هذا الأمر يتغير الآن في أماكن عديدة، حيث يجتمع عوامل انخفاض هطول الأمطار والحرارة الشديدة لإحداث موجات جفاف سريعة الظهور.
وحسب العلماء، فإن الاحترار العالمي سيزيد من مخاطر الجفاف، نتيجة انخفاض هطول الأمطار ورطوبة الهواء والتربة مع توقعات بأن يصبح الجفاف أكثر حدة وتواترا.
وحسب تقرير “الجفاف بالأرقام” الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر عام 2022، فإن تكلفة تلف المحاصيل والعواقب الاقتصادية الأخرى للجفاف يمكن أن تكون أعلى 5 مرات مما هي عليه اليوم، إذا وصل الاحترار العالمي إلى 3 درجات مئوية بحلول عام 2100 كما هو متوقع.