اخبار تركيا بالعربي
معركة للقيادة تشتعل داخل حزب الشعب الجمهوري: أوزال يتحدى الزعيم الحالي
أعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، الحزب الرئيسي في المعارضة التركية، أوزغور أوزال، عن ترشحه لمنصب رئيس الحزب في المؤتمر العام المقبل. الإعلان يأتي في سياق التوترات الداخلية التي شهدها الحزب في الفترة الأخيرة، وقد يعني ذلك تحديًا مباشرًا للزعيم الحالي للحزب، كمال كليجدار أوغلو.
ولطالما واجه كليجدار أوغلو معارضة داخلية منذ توليه رئاسة الحزب في عام 2010، خاصةً بعد الخسائر الانتخابية المتكررة التي خاضها الحزب أمام حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقد ازدادت التوترات داخل الحزب بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، حيث كان الحزب قد رفع توقعاته للفوز برئاسة الجمهورية وأغلبية مقاعد البرلمان. ورغم ذلك، عبّر كليجدار أوغلو عن ثقته في الفوز، إلا أن نتائج الانتخابات كانت لها الكلمة العليا.
أوزال، الذي كان من المؤيدين التقليديين لكليجدار أوغلو، قرر خوض السباق لرئاسة الحزب بعد الخسائر المتكررة. ويبدو أن هذا التحدي قد يشكل نقطة تحول مهمة في تاريخ حزب الشعب الجمهوري.
على الجانب الآخر، واجه كليجدار أوغلو نقدًا حادًا من قبل الأحزاب المعارضة الأخرى، خاصةً بسبب التحالفات التي شكلها وخطابه المعادي للمهاجرين.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري، المزمع عقده في الشهرين المقبلين، معركة حامية بين مؤيدي كليجدار أوغلو وأوزغور أوزال.
وفي ظل التوترات السياسية الداخلية والتحديات المستمرة التي يواجهها حزب الشعب الجمهوري في تركيا، يقترب المؤتمر القادم مع توقعات حول ما يمكن أن يكشف عنه من مفاجآت سياسية. وفقًا لتقارير داخلية، تظهر أمام الحزب أربعة سيناريوهات محتملة تحدد مصير الحزب وقيادته المقبلة.
السيناريو الأول يتناول فكرة وجود تفاهم أو صفقة محتملة بين الرئيس الحالي كليجدار أوغلو والتيار المعارض له، حيث قد يتنازل عن الترشح مقابل دعمه لأوزال. وفي السيناريو الثاني، يُتوقع أن تشهد الانتخابات داخل الحزب معركة شرسة بين كليجدار أوغلو وأوزال، مع توقعات بأن يكون لكليجدار أوغلو اليد العليا نظرًا لتأثيره الكبير داخل هياكل الحزب. السيناريو الثالث يتضمن ترشح كليجدار أوغلو وفوزه برئاسة الحزب، في حين يشير السيناريو الرابع إلى إمكانية عدم ترشح كليجدار أوغلو ودعمه لشخصية أخرى من داخل التيار الذي يؤيده.
وقال محللون سياسيون بأن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل حزب الشعب الجمهوري، خاصة في ضوء التحديات الكبيرة التي واجهها الحزب في الفترة الأخيرة. وقال مصدر مطلع من داخل الحزب: “الوضع الحالي يتطلب توحيد الصفوف واتخاذ قرارات استراتيجية تضمن مستقبلًا أفضل للحزب”.