الجاليات العربية
خبراء ومسؤولو منظمات ألمانية يحذّرون من تخفيض المساعدات المقدّمة للاجئين
حذّر خبراء ومسؤولون في منظمات ألمانية من إعلان الحكومة تخفيض قيمة المساعدات المخصصة اللاجئين العام المقبل إلى النصف، معتبرين أن المهاجرين قدموا إلى ألمانيا لأنهم ينظرون إليها أنها دولة لجوء عادلة وتحترم حقوق الإنسان.
وقال هربرت بروكر خبير الهجرة والباحث في معهد سوق العمل والبحوث المهنية (IAB) إنه لا يجب وضع توقعات عالية للغاية بشأن التخفيضات المحتملة لطالبي اللجوء خلال النقاش حول الهجرة، بحسب صحيفة “دي فيلت” الألمانية.
وأضاف بروكر “نعلم من الدراسات الاستقصائية أن المهاجرين يأتون إلى ألمانيا في المقام الأول بسبب يقينهم بأنها دولة قانون، وأنها تطبّق إجراءات لجوء عادلة وتحترم حقوق الإنسان”.
وتابع: “إن المزايا الاجتماعية، التي تم ذكرها في المناقشة الحالية كسبب لارتفاع تدفق المهاجرين إلى ألمانيا، يتم الاستشهاد بها فقط كسبب واحد من بين العديد من الأسباب”، مشيراً إلى أن مستوى المزايا المقدّمة لطالبي اللجوء “لا يمكن تغييره بشكل تعسفي”.
كما وصف بروكر خطط وزير المالية الفيدرالي كريستيان ليندن المتعلقة بمنع تحويل الأموال من طالبي اللجوء إلى الخارج بأنها غير مثمرة. قائلاً: “ليس لدينا أي دليل على أن طالبي اللجوء يقومون بتحويل أي مبالغ كبيرة من المال إلى أوطانهم”.
وطالب الخبير بإعادة تنظيم توزيع اللاجئين الوافدين حديثاً إلى ألمانيا.. “لقد ارتكبنا خطأ في الماضي بإرسال عدد أعلى من المتوسط من اللاجئين إلى المناطق الضعيفة هيكليا والتي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لقد أدى ذلك إلى إضعاف فرص الاندماج بشكل كبير”.
طلب غير واقعي
بدوره، اعتبر طارق العوس المتحدث باسم سياسة اللاجئين في منظمة “بور أسيل” الألمانية، أن طلب تخفيض قيمة المساعدات غير واقعي وسيؤدي ذلك إلى مجتمع من طبقتين، وهذا يتناقض مع أي مساواة قانونية”، موضحاً أن المطلب ليس سوى تحرك سياسي على حساب اللاجئين.
إجراءات غير مقبولة
وصرّحت “كانغني لوكوه” الباحثة والعاملة في منظمة مؤيدة للاجئين في برلين، بوقت سابق بأن الإجراءات القاسية التي اتخذتها ألمانيا للحدّ من أعداد اللاجئين غير مقبولة. وأكدت أنه “يتعين على السلطات أن تتصرف وفقاً لالتزاماتها القانونية الدولية، وأن تحترم اتفاقية جنيف للأمم المتحدة بشأن اللاجئين.
مزايا عينية
وكان استطلاع رأي أجراه معهد أبحاث الرأي INSA على موقع صحيفة بيلد الإلكتروني الأسبوع الماضي أظهر أن 46 % من الألمان يعتقدون أنه من الجيد أن يحصل اللاجئون على مزايا عينية وليس نقدية (مثل قسائم الطعام) من الدولة.
وأعرب جيرد لاندسبيرج المدير الإداري لجمعية الرابطة الألمانية للمدن والبلديات عن شكوكه بشأن التحول المطلوب جزئياً من المساعدات النقدية إلى المساعدات العينية لطالبي اللجوء قائلاً: “من الصعب تنفيذ التحول إلى المزايا العينية لجميع طالبي اللجوء، وهذا يخلق بيروقراطية ولا ينصف أولئك الذين لديهم احتمالات البقاء”، بحسب موقع “تسايت أونلاين” الألماني.
وأضاف أنه “من الصعب أن يؤدي هذا الإجراء إلى خفض أعداد المهاجرين، أي شخص يفر من الاضطهاد من سوريا أو أفغانستان لا يتخذ قراره بالقدوم إلى ألمانيا معتمداً على ذلك”.
وكانت وزارة المالية الألمانية، أعلنت في الأسبوع الأخير من شهر أيلول /سبتمبر عن خطة لتخفيض قيمة المساعدات المخصصة للولايات لتغطية نفقات إقامة اللاجئين العام المقبل إلى النصف.
يشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قدّم للحكومة ميثاق لجوء لحل أزمة الهجرة يشمل خطة من عدة نقاط منها: مراقبة الحدود الثابتة، واستخدام البطاقات الذكية بدلاً من المزايا النقدية، ووقف جميع برامج القبول الطوعي، ويجب أيضاً على الحكومة وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المعارض العمل معاً لتقليل عدد المهاجرين غير الشرعيين، وفقا لصحيفة “بيلد” الألمانية.