حذر وزير الهجرة اليوناني دميتريس كيريديس، الاثنين، من موجة مهاجرين جراء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إلى الاتحاد الأوروبي، داعيًا إلى توخي الحذر، وزيادة التضامن بين الدول الأعضاء في التكتل.
وقال كيريديس في مقابلة صحفية: “يظهر الخطر دائما إذا انتشر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وإذا اجتاح عدم الاستقرار بشكل خاص دولا مجاورة مثل مصر، التي فيها عدد كبير جدا من السكان، فإن الأمور يمكن أن تصبح خطيرة بالفعل”.
وأضاف: “علينا توخي الحذر، وأن نتكاتف في أوروبا، نحتاج إلى تعزيز حراسة الحدود ومكافحة شبكات التهريب الإجرامية، وإعادة من لا يحصلون على حق اللجوء”.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي، كامل المرعاش، إن “الاتحاد الأوروبي منقسم حول القضية الفلسطينية برمتها، وهو ما ظهر في تأييد بعض دوله لإسرائيل بقوة، وقد اختصرت القضية الفلسطينية في هجوم حماس الأخير واعتبرته نوع من التطرف”، مدللا في هذا الصدد بمواقف بريطانيا وألمانيا وفرنسا المتطرفة والتي أعلنوا عن حق إسرائيل في القصف والترويع.
لكنه لفت إلى أن “هناك دولا طالبت بالتوازن، وبعدم إطلاق يد البطش الإسرائيلية دون اعتبار لمبادئ حقوق الإنسان، وقد بدأت هذه الانقسامات تختفي بقبول بعض البلدان بعدم معاقبة قطاع غزة عبر قطع أو تعليق المساعدات الإنسانية”، منوهًا بأن “هناك فرق كبير بين مواقف الحكومات الرسمية وبين الشعوب التي أظهرت حماسا غير متوقع للتضامن مع القضية الفلسطينية”.
وأوضح الكاتب أن “الهجرة تمثل هاجسا كبيرا لأوروبا، وأن هناك مخاوف من تطور الأحداث في الشرق الأوسط، والهجوم الإسرائيلي الذي يسعى إلى تهجير 2 مليون فلسطيني، حيث يمكن أن تدخل منطقة الشرق الأوسط في صراع يشمل دولا أخرى، وتحصل مواجهة عسكرية واسعة النطاق”.
وتابع كامل المرعاش: “وهناك أيضا مخاوف من أن تلعب تركيا نفس الدور الذي لعبته في العدوان على سوريا عندما قبلت بتوطين اللاجئين، ثم طالبت الاتحاد الأوروبي بدفع المليارات مقابل ذلك، وبعدها تم تسريب المهاجرين إلى أوروبا، وفي حالة هذا السيناريو الأخير للشرق الأوسط ستكون اليونان هي المدخل الأساسي للمهاجرين”، على حد قوله.
وحول التفاعلات الدولية الداعية إلى وقف التصعيد، قال خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، إن “الموقف الأوروبي كان يتبع الموقف الأمريكي في الدعم المطلق للجانب الأمريكي دون اعتبار للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة بعد حالة الانسداد السياسي الذي أدى إلى الانفجار الذي قامت به حماس”.
وتابع أنه على الرغم من قدرتها وخبراتها في المنطقة لم تقدم أوروبا حلولا إيجابية لحلحلة الأوضاع”، معتبرًا أن “الزيارات التي قام بها المسؤولين الأوروبيين لم تكن منصفة ولم تراع الجانب الفلسطيني، ودعمت فقط حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون النظر إلى المجتمع الفلسطيني الذي تعرض لعقاب جماعي، كما كانت أيضا قمة السلام في القاهرة أيضا كاشفة للجانب الأوروبي الذي لم يوافق على الوقف الفوري لإطلاق النار أو الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب ودخول المساعدات”.
وحول المؤتمر الدولي الذي دعت إليه بكين، قال إن “الصين خسرت من هذا الصراع الأخير، وهي لها علاقات جيدة مع الأطراف تحاول أن تستثمرها، وقد رفضت إقرار عبارات محددة أملتها إسرائيل لأنها ترى ضرورة للتوازن ولا يمكن الإدانة المطلقة العمياء، وقد حركت أيضا ست قطع بحرية في اتجاة الشرق الأوسط ردا على القطع التي أرسلتها أمريكا”.
وأكد أن “الصين تدعو دائما في سياستها إلى السلام الشامل، ولو استطاعت حشد القوى الفاعلة والتوافق على بيان ختامي منصف للطرفين قد تنجح بشكل كبير في هذه الوساطة، خاصة أن لديها قبول لدى جميع الأطراف سواء إسرائيل أو العرب وأيضا روسيا، وسيكون التحضير للمؤتمر أهم من المؤتمر نفسه”.