مقالات وتقارير
بالأرقام.. اقتصاد إسرائيل يتكبّد خسائر فادحة وعملتها بأدنى مستوياتها من 9 سنوات
بعد أكثر من أسبوعين على إطلاق عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من تداعيات عسكرية وسياسية عصفت بإسرائيل، بات جلياً أن أياماً صعبة تنتظر الاقتصاد الإسرائيلي خاصة بعد استدعاء أكثر من 360 ألف جندي احتياطي، ونزوح الآلاف من منازلهم.
وسيعتمد حجم الضرر الاقتصادي الذي ستعاني منه إسرائيل على مدة بقاء جنود الاحتياط بعيداً عن وظائفهم في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 9 ملايين نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لها 521.69 مليار دولار.
خسائر الشيكل الإسرائيلي
وفي ختام جلسة الإثنين، واصل سعر صرف الشيكل الإسرائيلي تدهوره مسجّلاً أطول سلسلة خسائر منذ 39 عاماً أمام الدولار الأمريكي، مع تراجعه بفعل تطورات الحرب على غزة.
ووفق تحليل لوكالة أنباء بلومبرغ الدولية الثلاثاء، فمن المرجّح استمرار تراجعات الشيكل والسندات الإسرائيلية وسط قلق المستثمرين من احتمال تصاعد الحرب وضرب الاقتصاد بشكل أكبر.
وفي جلسة الثلاثاء الصباحية بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 4.07 شيكل، وهو أدنى مستوى للعملة الإسرائيلية منذ ديسمبر/كانون الأول لعام 2014.
وكان سعر صرف الدولار بلغ 3.84 شيكل، عشيَّة اندلاع عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذَتها المقاومة الفلسطينية في القطاع ضد إسرائيل.
وانخفضت السندات الدولارية لأجل عشر سنوات لليوم الثامن على التوالي في إسرائيل، في حين ارتفعت مقايضات العجز الائتماني إلى أعلى مستوى في عام 2018.
ركود قادم
ومع هجوم الفصائل الفلسطينية المفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول، خسرت الأسهم الإسرائيلية ما قُدّر بـ20 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ووفق رويترز انخفضت أيضاً أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية إلى حد كبير، بما في ذلك الشركات الرائدة التي لها عمليات كبيرة في إسرائيل مثل شركة إنتل.
فيما توقع الخبير الاقتصادي البارز، جوزيف زيرا، حسب ما نقلت عنه شبكة سي إن بي سي الأمريكية أن الركود يكاد يكون مضموناً، إذ تواجه أجزاء كثيرة من إسرائيل انخفاضاً في الإنتاجية.
وأردف الخبير الإسرائيلي قائلاً: “لقد توقفت السياحة، كما إن الناس في إسرائيل لا يخرجون الآن لتناول الطعام أو التسوق”.
قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي
ويرى عدد من الخبراء أن قطاع التكنولوجيا يعدّ في قائمة القطاعات المتضررة جراء الحرب، حيث تقدر شركة Start-Up Nation Central التي تروّج لصناعة التكنولوجيا الإسرائيلية أن حوالي 10% من موظفي التكنولوجيا في إسرائيل جرى تجنيدهم، مع ارتفاع العدد إلى 30% في بعض الشركات.
وتمثل صناعة التكنولوجيا 18% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، ونحو نصف صادرات البلاد و30% من عائدات الضرائب، مما يجعل تدهورها أمراً حاسماً للاقتصاد الإسرائيلي.
قطاع الأعمال
ووفق اتحاد أرباب الصناعة فقد مُنيَ سوق العمل الإسرائيلي بخسارة نحو 4.6 مليارات شيكل (1.2 مليار دولار) في أول 10 أيام من الحرب، في حين تباطأت عجلة الإنتاج مع استمرار استهداف الداخل الإسرائيلي بالصواريخ.
وتوقف نحو 130 ألف عامل من الضفة الغربية عن العمل في إسرائيل، ومعظمهم يعملون في مجالَي الزراعة والبناء، ما دفع الحكومة للإعلان أنها بصدد جلب عمال أجانب بدلاً من الفلسطينيين.
في حين تقدّر جهات أخرى أن الكلفة الإجمالية للحرب ستكلف خزينة إسرائيل حوالي 50 مليار شيكل (12.5 مليار دولار).
خسائر بالممتلكات
وفي الأيام الأولى للحرب كُشف عن خسائر بممتلكات المدنيين في إسرائيل بما قيمته 1.5 مليار شيكل (375 مليون دولار)، حيث عرضت على سلطة ضريبة الدخل الإسرائيلية بأول 10 أيام الحرب 15 ألف دعوى تعويضات عن أضرار بممتلكات السكان المدنيين ومن المتوقع أن يصل عدد دعاوى التعويضات 45 ألفاً.
وفي حين تشهد الأسواق الإسرائيلية ارتفاعاً كبيراً بأسعار السلع الاستهلاكية، قررت الحكومة استيراد 10 ملايين لتر من الحليب شهرياً، أي 33% من سوق الحليب بإسرائيل، لمدة 3 أشهر، و50 مليون بيضة، بحسب صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية.
الطيران
وفي الأيام الأولى للحرب علّقت عشرات شركات الطيران رحلاتها إلى إسرائيل، وأجلت موظفيها من هناك مع تصاعد الأحداث، ما دفع السلطات الإسرائيلية لوضع خطة لتقديم ضمان حكومي بـ6 مليارات دولار لتغطية التأمين ضد مخاطر الحرب لشركات الطيران الإسرائيلية.
الحرب في غزة
وكانت إسرائيل أعلنت أنها تريد تنفيذ عملية برية داخل غزة، دون أن تحدد موعدها، مع استمرار القصف الجوي الشديد على القطاع.
ولليوم الثامن عشر تواصل إسرائيل شنّ غارات مكثفة على غزة، مخلّفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت فصائل فلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى” كردّ على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحقّ الشعب الفلسطيني ومقدساته”، حيث اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف القطاع.