Connect with us

مقالات وتقارير

مئوية الجمهورية التركية.. قبرص نموذجا للسياسة الوطنية الحازمة (تقرير)

Published

on

– منذ إعلان الجمهورية التركية عام 1923 إلى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983، بذلت أنقرة جهودا دبلوماسية كبيرة لضمان حقوق ومصالح القبارصة الأتراك

– منذ إعلان الجمهورية التركية عام 1923 إلى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983، بذلت أنقرة جهودا دبلوماسية كبيرة لضمان حقوق ومصالح القبارصة الأتراك
– عندما رفعت اليونان قضية قبرص إلى الأمم المتحدة في 1954 مطالبة بحق الروم في تقرير المصير، أعلنت تركيا أنها ستكون طرفا في القضية
– بفضل عملية السلام التركية استطاع القبارصة الأتراك الذين تعرضوا للقتل الجماعي والقمع والتهجير الممنهج بين عامي 1963 و1974، إنشاء دولتهم المستقلة في الجزيرة
** رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار للأناضول:
– حرب الاستقلال بقيادة الغازي مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية) ألهمت القبارصة الأتراك النضال لنيل الاستقلال وإقامة دولتهم
– أنقرة مستمرة في دعمها للقبارصة الأتراك في جميع المجالات منذ السنوات الأولى لتأسيس الجمهورية التركية 

منذ السنوات الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، اعتبرت أنقرة جزيرة قبرص قضية وطنية، فاتبعت سياسة خارجية قائمة على الحزم والمواقف المبدئية، لإنقاذ القبارصة الأتراك من الإبادة وضمان حصولهم على حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة.

وبمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، تتناول الأناضول أبرز التطورات في الفترة الممتدة من إعلان الجمهورية التركية عام 1923 إلى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1983، بما في ذلك الجهود الدبلوماسية التي بذلتها أنقرة لضمان حقوق ومصالح القبارصة الأتراك.

** أدوار تاريخية

سيطرت الدولة العثمانية على قبرص عام 1571 وانتزعتها من البندقية، قبل أن يتم تأجيرها للمملكة المتحدة عام 1878، مع بقاء حقوقها السيادية بيد الدولة العثمانية، مقابل عدم تقديم تنازلات للروس خلال الحرب العثمانية الروسية (1877-1878)، وبذلك اضطرت القوات العثمانية إلى مغادرة الجزيرة بعد وجود استمر 307 أعوام.

دخلت الدولة العثمانية والمملكة المتحدة الحرب العالمية الأولى ضمن تحالفات مختلفة، ما دفع بريطانيا لضم قبرص من جانب واحد عام 1914.

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه أنشطة الروم (يونانيو قبرص) لضم الجزيرة إلى اليونان منذ عام 1931، أي في ظل الحكم الاستعماري البريطاني، بدأ أتراك الجزيرة معارضة هذا الوضع والدفاع عن استقلال وطنهم.

وعندما رفعت اليونان قضية قبرص إلى الأمم المتحدة في 1954، مطالبة بحق تقرير المصير للروم في الجزيرة، أعلنت تركيا أيضًا أنها ستكون من الآن فصاعدًا طرفًا في القضية القبرصية.

وبعد تأسيس العقيد غريفاس، الذي جاء من اليونان، المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة “إيوكا” الإرهابية عام 1955، والتي بدأت تشن هجمات على أتراك الجزيرة، بدأت قضية قبرص تحتل مكانة أكبر في جدول أعمال السياسات الخارجية التركية.

** سياسات حازمة

أدت سياسة تركيا الخارجية المبدئية والحازمة بشأن القضية القبرصية في هذه الفترة، ومقاومة القبارصة الأتراك لأنشطة الروم الذين كانوا يهدفون إلى إلحاق الجزيرة باليونان، لإجراء جولات من التفاوض على هذه القضية بين أنقرة وأثينا.

وبفضل المواقف التركية المبدئية والحازمة واتفاقيتي زيوريخ ولندن الموقعتين في 11 فبراير/ شباط 1959، بدأت المفاوضات القبرصية بين مكوني الجزيرة (الأتراك والروم)، على أن يكون الحل مبنياً على تركيا واليونان والمملكة المتحدة بوصفها دولا ضامنة.

ومن خلال هذه الاتفاقيات، تحولت تركيا إلى دولة ضامنة في قبرص بعد 45 عاما من الضم البريطاني للجزيرة، وسمح لأنقرة بنشر فوج من الجنود الأتراك في قبرص.

** قبرص التركية

تأسست “جمهورية قبرص” عام 1960، ونالت الجزيرة استقلالها عن المملكة المتحدة عام 1959، على أساس الشراكة بين المكونين (الأتراك والروم).

بعد الاستقلال، تعرض أبناء المكون التركي للتهجير قسرا بموجب خطة أكريتاس، التي تم تنفيذها في 1963، وتعرضوا بعد ذلك لمذابح وهجمات ممنهجة جرى تنظيمها من قبل الروم، ما دفع تركيا لإعلان عزمها التدخل في قبرص عام 1964 بعد تزايد اعتداءات الروم على الأتراك في قبرص.

وفي تلك الأثناء، أرسل الرئيس الأمريكي حينها ليندون جونسون، رسالة إلى رئيس الوزراء التركي آنذاك عصمت إينونو، يطلب فيها تجنب أنقرة التدخل في الجزيرة، لكن تركيا واصلت موقفها الحازم بشأن القضية القبرصية.

وفي أعقاب محاولات الروم ارتكاب مذبحة ضد السكان الأتراك في منطقة “أرنكوي” (شمال قبرص) والقرى المحيطة بها عام 1964، شنت تركيا عملية جوية في المنطقة، استشهد خلالها الكابتن الطيار جنكيز طوبل.

وبدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، قام نيكوس سامبسون، زعيم منظمة “إيوكا” الإرهابية، بانقلاب على الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في إطار خطة لضم الجزيرة إلى اليونان، وبعدها أطلقت تركيا عملية عسكرية عرفت باسم عملية السلام، في 20 يوليو/ تموز 1974، آخذة في الحسبان ضمان أمن القبارصة الأتراك.

وبفضل عملية السلام التركية، تحول القبارصة الأتراك الذين تعرضوا للقتل الجماعي والنفي والقمع والتهجير الممنهج لمدة 9 سنوات بين 1963 و1974، إلى إنشاء دولتهم المستقلة في الجزيرة، وقد جرى استبدال دولة قبرص الفيدرالية التركية التي تم إعلانها عام 1975 مباشرة بعد العملية، بجمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.

** دعم مستمر

ومنذ السنوات الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، استمر الدعم والاهتمام التركي بشؤون القبارصة الأتراك، بغرض ضمان أمنهم وحقوقهم.

وعام 1925، افتتحت تركيا قنصليتين في مدينتي نيقوسيا ولارنكا (قبرص) تتبعان لسفارة أنقرة في لندن، كما تم إرسال معلمين من تركيا إلى قبرص لتوفير خدمات التعليم لأتراك الجزيرة.

ومنذ 1923، جرى توفير منح تعليمية خاصة للقبارصة الأتراك، وتوفير الإمكانات والسبل لهم من أجل الدراسة في كافة الاختصاصات وتوطيد الأواصر الثقافية والاجتماعية مع الأناضول.

** إلهام تركي

وأعرب رئيس جمهورية شمال قبرص أرسين تتار، عن سعادته باقتراب حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وذكر تتار لمراسل الأناضول، أن حرب الاستقلال التي قادها الغازي مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية) ألهمت القبارصة الأتراك النضال لنيل الاستقلال وإقامة دولتهم.

وأشار إلى أن أنقرة دعمت ولا تزال تدعم القبارصة الأتراك في جميع المجالات منذ السنوات الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.

وشدد تتار على أن القبارصة الأتراك دولة وشعبا، ممتنون لأنقرة على كل ما قدمته للدفاع عنهم وحماية مصالحهم.

ولفت إلى أن القبارصة الأتراك سيشاركون أشقاءهم في تركيا بالاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.

إلى جانب احتفال القبارصة الأتراك في 15 نوفمبر بحلول الذكرى السنوية الأربعين لتأسيس جمهورية شمال قبرص، والذكرى السنوية الخمسين لعملية السلام في قبرص بتاريخ 20 يوليو 2024.

وأضاف تتار: “باسمي واسم القبارصة الأتراك، أعرب عن سعادتي بمناسبة حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية. إن الشعب القبرصي التركي يشعر بسعادة كبيرة في هذه المناسبة”.

وختم بقوله: “كما أود في هذا الصدد أن أترحم على جميع شهداء الأمة التركية مباركًا حلول الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية”

فيسبوك

Advertisement