أخبار السوريين في تركيا
الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم تركيا في إدارة شؤون اللاجئين
أجرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، مقابلة مع سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا نيكولاس مير لاندروت، بشأن الاتفاق بين أنقرة والاتحاد فيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة، وشدد مير لاندروت على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تقديم الدعم لتركيا، لمساعدتها في إدارة شؤون المهاجرين على أراضيها.
أكد سفير الاتحاد الأوروبي في تركيا، نيكولاس مير لاندروت، أن الاتحاد سيواصل تقديم الدعم الاقتصادي لتركيا، لمساعدة اللاجئين في البلاد، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 4 ملايين شخص، لاسيما من سوريا.
السفير يزور مرافق للاجئين يمولها الاتحاد الأوروبي
وقال السفير الأوروبي، في مقابلة مع الوكالة الإيطالية للأنباء (أنسا)، يوم الأربعاء الماضي 1 تشرين الثاني/نوفمبر، إن “أنقرة تفعل الكثير لدعم هذه الإجراءات، وإن المفوضية الأوروبية اقترحت على المجلس الأوروبي الاستمرار في التمويل”، في إشارة إلى الاتفاقية التي تم التوصل إليها في العام 2016، والتي التزمت السلطات التركية بموجبها بالحفاظ على بقاء الحدود مغلقة أمام المهاجرين، الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني، مقابل التمويل من بروكسل لإدارة شؤون اللاجئين في تركيا.
وصمدت الاتفاقية أمام اختبار الوقت لأكثر من سبع سنوات، مع أزمة واحدة اندلعت عام 2020، حين طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمويلا إضافيا من الاتحاد الأوروبي، وعندما لم يتلق إجابة فورية هدد بروكسل بفتح الحدود البرية بين بلاده واليونان مدة أسبوعين.
وأردف مير لاندروت، أنه “في البداية كان هناك تمويل بـ 6 مليارات يورو، ثم في 2021 أضافت المفوضية الأوروبية 3 مليارات يورو بين عامي 2021 و2023، والآن نحن على وشك الوصول إلى نهاية التعاقد للمليارات الثلاثة الأخيرة، وأنفقنا بالفعل أكثر من 5 مليارات يورو من الـ 6 مليارات الأولى”.
وجاءت تصريحات مير لاندروت خلال رحلة إلى جنوب شرق الأناضول، حيث زار بعض مرافق اللاجئين في شانلي أورفا، التي تمولها بروكسل. كما زار سفير الاتحاد الأوروبي في أنقرة، برفقة صحفيين، مركزا طبيا يموله الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن للاجئين الحصول على المساعدة الطبية دون مشاكل تتعلق بحاجز اللغة.
ويتحدث الأطباء في هذا المركز باللغة العربية، أو هم أنفسهم سوريون فروا من الحرب، ويعملون في المنشأة بعدما غادروا بلادهم.
وفي حي آخر من العاصمة التركية، زار مير لاندروت مدرسة ابتدائية تتلقى تمويلات من الاتحاد الأوروبي لتعليم الطلاب السوريين، بهدف دمجهم في نظام التعليم، بالإضافة إلى دروس خاصة في اللغة التركية، التي يتعلمها الأطفال دون صعوبة كبيرة.
وكان السفير الأوروبي قد زار تركيا في آب/أغسطس الماضي، والتقى كبار المسؤولين الأتراك “لتبادل وجهات النظر خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”.
أكبر تجمع للسوريين في إسطنبول مع وجود أكثر من 500 ألف شخص
ومع وجود أكثر من 300 ألف لاجئ، تعد منطقة شانلي أورفا الإقليم الثالث من حيث عدد اللاجئين في تركيا، بعد إسطنبول التي تضم أكثر من نصف مليون سوري، وغازي عنتاب التي يوجد بها 434 ألف شخص.
وتقع المدينة على بعد بضعة كيلو مترات فقط من الحدود السورية، ويشكل اللاجئون حوالي 15% من سكان الإقليم.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي، أن “السلطات المحلية تعمل وتهتم بإيجاد ما تسميه الانسجام الاجتماعي، وهذا يعني أن الأتراك والسكان من أصل سوري يعيشون معا بسلام، وأعتقد أن هذا مهم جدا”.
وبعد الاتفاق في العام 2016، تم توجيه تمويل الاتحاد الأوروبي في المقام الأول نحو السوريين، لكن في السنوات التي تلت ذلك تمكنت جنسيات أخرى من الاستفادة من هذا التمويل، ليصبح المجموع 4.6 مليون شخص.
وتابع مير لاندروت، “أعتقد أنه على المستوى المحلي في الأقاليم الأكثر تضررا من تدفقات المهاجرين السوريين، من المسلم به أن الدعم الأوروبي يساعد السكان والمجتمع على مواجهة ظاهرة الهجرة، وبالتأكيد هناك أيضا بعض الانتقادات فيما يتعلق بحقيقة أن المساعدات لم تكن كافية، أو أنه لم يتم تقديمها على الفور، لكن اليوم هناك اعتراف بأن دعم الاتحاد الأوروبي مهم”.
ورأى السفير الأوروبي، أن “هناك مصلحة مشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لاستقرار الوضع، وأتابع باهتمام ما يتم القيام به بشكل ملموس لدعم المهاجرين ليعيشوا في سلام مع السكان المحليين، وتركيا تقوم بشيء استثنائي”.