أخبار تركيا اليوم
قناة “أورينت” السورية تصل إلى محطتها الأخيرة نهاية العام
أثار الإعلان عن إغلاق قناة “أورينت” السورية التي تبث من إسطنبول نهاية العام الحالي قبل أن تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لانطلاقتها، في مطلع فبراير القادم، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع أن قرار الإغلاق لم يعلن حتى الآن بشكل رسمي على منصات القناة، إلا أن صحافيين من داخل القناة أكدوا صحة القرار. وعبر عاملون في القناة من صحافيين وفنيين عن صدمتهم، كما تحدثوا عن “ضغوط” أبلغهم بها رئيس التحرير علاء فرحات.
ولن يقتصر قرار الإغلاق على منصة دون غيرها، بل يشمل جميع المنصات: “النيو ميديا” و”قسم الأخبار” والبرامج والسوشيال ميديا والإذاعة، وبمعنى آخر كل ما يتم إنتاجه في المكتب الكائن في مدينة إسطنبول والذي يضم أكثر 80 موظفا.
ويعتقد محللون أن ضغوطات تركية تقف وراء إغلاق القناة بسبب مواقفها المناهضة لمروجي خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، فضلا عن انتقادها لحملات الترحيل التي تصاعدت عقب الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة بحق السوريين.
وسبق أن أثار اعتقال السلطات التركية لمدير قناة “أورينت” وإعلامي فيها في مارس الماضي بعد قيام الأخير بطرد ضيف تركي على الهواء مباشرة خلال بث برنامج “تفاصيل”، جدلا إعلاميا واسعا.
مع قرب دخول الحرب السورية عامها الـ13 باتت وسائل الإعلام التي تصنف في خانة “الإعلام البديل” تعد على الأصابع
وتعتبر “أورينت” من أبرز المنابر الإعلامية المناوئة للنظام السوري التي غطت أحداث الحرب السورية وقصص السوريين في بلاد اللجوء، وكانت انتقلت من دبي إلى إسطنبول في 2020، بعدما أوقفت البث التلفزيوني الفضائي.
ورغم توقف بثها الفضائي واصلت القناة إنتاج برامجها وأبرزها “تفاصيل” و”هنا سوريا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وبموازاة ذلك تحولت إلى نشر قصص قصيرة عبر منصات مثل “تيلي أورينت” و”أورينت تورك”، بينما استمر موقعها الإلكتروني في نشر المقالات والقصص الصحفية.
وغطت القناة أحداث الثورة السورية منذ انطلاقها ضد النظام السوري، وخسرت مراسلين على الأرض خلال التغطيات الميدانية، وآخرين مازالوا في عداد المفقودين، وأبرزهم عبيدة بطل ورفيقه المصور عبود عتيق.
وكتب الصحافي ماجد عبدالنور عبر موقع إكس أن “خبر إغلاق القناة أسكت صوتا عتيقا من أصوات الثورة السورية”، مضيفا “تختلف أو تتفق معها لكنها كانت جلادا للطغاة حينا وبلسما يشفي صدور الباحثين عمن يحكي همومهم ومصائبهم حينا آخر”.
وعلقت الصحافية العاملة في القناة راما العبوش عبر فيسبوك “ما عاد تسمعونا براديو أورينت.. ولا عاد تشوفونا على نشرات أورينت ولا عاد في نراكم بحلقات جديدة.. وصلنا الحلقة الأخيرة”.
القناة تتمتع بقدر من الحرية الإعلامية، واتخذت شعار “من سمع ليس كمن رأى”. لكنها لاقت بعد عام 2020 انتقادات تعلقت بالتحديد بخطها التحريري
وأضاف الصحافي السابق فيها فواز شحادة “ستغلق أورينت أبوابها قريبا، وستخلّف وراءها فراغاً يصعب ملؤه”.
وتتمتع القناة بقدر من الحرية الإعلامية. واتخذت شعار “من سمع ليس كمن رأى”. لكنها لاقت بعد عام 2020 انتقادات تعلقت بالتحديد بخطها التحريري، ووجهت اتهامات لها في بعض الأحيان بالتمييز القائم على الطائفة.
ومع أن صحافيين داخلها وآخرين من خارجها يؤكدون أن تلك الانتقادات “واقعية”، فإنهم يعتبرون في المقابل أن “إغلاقها يشكّل أثرا سلبيا على صعيد العاملين فيها أو على صعيد إعلام ما بعد 2011”.
المصدر: وسائل اعلام