Connect with us

منوعات

“كومبارس” في فيس بوك.. شباب سوريون يبحثون عن عمل وعن الشهرة

Published

on

أصبح تأسيس منصة تواصل اجتماعي حلماً يطمح إليه الكثير من الشبان في دمشق، “فهو يحقق هدفين معاً، الشهرة والانتشار، ومورداً مالياً بالعملة الصعبة”، وفقاً لعدد من الشبان الذين يعملون مع هذه المنصات كممثلين كومبارس.

تعتمد تلك المنصات على محتوى “تافه” كما يصفه بعضهم، ويعترف الممثلون بذلك لكنهم بالوقت نفسه يبررون قبولهم العمل، بأن هذا النوع من المحتوى هو الأكثر رواجاً.

التقى موقع تلفزيون سوريا مع عدد من “الكومبارس” في منصات التواصل الاجتماعي، واحد منهم بات “وجهاً معروفاً” كما يقول لأكثر من منصة، ويطلق على نفسه لقب “ممثل”، وقال مفضلاً عدم ذكر اسمه، إنه بدأ مع إحدى المنصات الشهيرة ككومبارس مقابل 25 ألف ليرة لكل دور، وتابع “صرت أبحث عن هذه المنصات طلباً للعمل لأحقق مورداً مادياً معيناً، لكن الأمر تطور وباتت المنصات تطلبني وكل منصة تعرض دوراً معيناً كأن أكون ضحية أو أكون أنا من يوقع ضحية وهكذا، لكن المردود المادي ارتفع إلى 150 ألف ليرة للحلقة بسبب شهرتي”. يحلم هذا “الممثل” بأن يمثل في مسلسلات سورية لاحقاً وأن يصبح اسماً معروفاً على شاشات التلفزة.

لماذا الكومبارس؟
يؤكد كومبارس آخر، أن اعتماد تلك المنصات على الممثلين الكومبارس له عدة أسباب، أهمها هو “تفاهة” المحتوى وهروب الناس من كاميرات تلك المنصات كي لا يتعرضوا للسخرية عبر رواد مواقع التواصل أو استغلال ظهورهم بطريقة مضحكة بالمونتاج، إضافةً إلى اختفاء الناس في الشوارع عند نصب كاميرات تلك المنصات خوفاً من تصويرهم دون علمهم، لذلك لجأ هولاء لاستئجار الكومبارس بدءاً من صاحب المقلب للضحية وصولاً إلى الناس في موقع التصوير.

أسلوب احتيال على “تليغرام” يستغل حاجة الفتيات السوريات للعمل

يشار إلى أن بعض المنصات باتت تعتمد على ممثلين معروفين في الدراما السورية للإيقاع بهم كضحايا في مقالب متفق عليها معهم أي أنهم يعملون مثل الكومبارس أيضاً، بمقابل مادي لم نستطع تحديده، لكن أحد كومبارس فيس بوك أكد أن “كل شخصية لها أجرها بحسب الاتفاق، وعملية القبض تتم قبل الوصول إلى لوكيشن التصوير”.

الطمع بالربح
ويتابع “للفيديو الواحد تكاليف يراها البعض مرتفعة لكنها ليست سوى فتات أمام الأرباح. فأجرة الكومبارس بين 25 – 50 ألف ليرة، والضحية غالباً بين 75 – 150 ألف ليرة، وصاحب المقلب كذلك الأمر، أما المصور فبين 150 – 200 ألف ليرة للجلسة، وأغلب المنصات تصور بكاميرا ثابتة واحدة أو بهاتف آيفون، والمونتاج يتم بأدوات بدائية جداً، ثم يعرض الفيديو على شبكة صفحات ضخمة على فيس بوك ثم يوتيوب لتكون الأرباح بمئات الدولارات لمحتوى تافه”.

أرباح غير محددة
يقول خبير وسائل التواصل الاجتماعي (م.ر) “طلب عدم ذكر اسمه” وهو يحترف مجال تأسيس صفحات قابلة للربح في سوريا وسحب الأرباح، إن ربح الفيديو الواحد على فيس بوك “قد” يتجاوز 500 دولار للمنصات الضخمة وبعض الشخصيات الرائجة الشهيرة، مشيراً إلى أنه رغم ذلك، لا يوجد أي شيء ثابت والقضية تتعلق بحجم المشاهدات وظهور الإعلانات وهذه الميزات محصورة بالمشاهدين من خارج سوريا”.

وأكد أن أغلب من يعملون وحدهم يعانون من أرباح قد لا تتجاوز 50 دولاراً شهرياً عن أكثر من 10 فيديوهات لأن جمهورهم سوري بالغالب أو من دول عربية مثل لبنان وهؤلاء أسعار مشاهداتهم قليلة أو غير محسوبة بالنسبة لفيس بوك، لذلك يلجأ هؤلاء للجمع بين أرباح الفيديوهات وتقديم الإعلانات لمنتجات أو شركات على صفحاتهم سواء بطريقة السكتشات غير المباشرة أو الإعلان المباشر.

يتراوح سعر الإعلان الذي يمكن أن يؤديه شخص عن طريق فيديو ترويجي على صفحته في فيس بوك بين 1.5 مليون ليرة لأصحاب الصحفات الصغيرة وأكثر من 300 دولار للصفحات والشخصيات المعروفة.

يضيف الخبير لموقع تلفزيون سوريا أن الأرباح الشهرية للشخصيات المعروفة والمنصات الكبيرة باتت بآلاف الدولارات بالجمع بين فيس بوك ويويتوب، وهي تجارة رابحة رأسمالها بسيط، وليس لها أي قيود أمنية، حيث يقوم هؤلاء بالتصوير في منزل أو جانب حديقة أو مدخل بناء أو محل بالاتفاق مع المحيط، ويستخدمون سماعات معلقة لاسلكية وهواتف للتصوير.

تكاليف وخدمات
يكاد يجمع كل من التقاهم الموقع على أنهم سيقومون لاحقاً “بعد الشهرة” بتأسيس قنوات خاصة بهم سواء على يوتيوب أو فيس بوك لتحقيق الأرباح. يشرح الخبير في وسائل التواصل الاجتماعي، أن تفعيل ميزة الأرباح لصفحات تدار من سوريا محظور، لذلك “نضطر للجوء إلى عدة حلول كل واحد منها له كلفته ومخاطره”، أولها هو الطلب من أحد شركائنا في ألمانيا أو تركيا أو أي بلد أوروبي أن يفتح الصفحة وينشر بها ما نرسله له مقابل جزء من الأرباح، أو شراء صفحة جاهزة الربح ونقل الآدمن لحساب فيس بوك مؤسس خارج البلاد يتم فتحه عبر VPN خاص بحذر لرفع الفيديوهات لاحقاً، أو شراء أو استئجار سيرفر من خارج البلاد يمكن التحكم به من سوريا عبر برامج خاصة ويمكن من خلاله رفع المحتوى، لكن تكاليفه مرتفعة جداً وقد تصل الأجرة الشهرية إلى 200 – 300 دولار، لذلك نقوم باستئجاره نحن ونستخدمه لتخديم أكثر من منصة بمقابل أقل (لم يحدده).

ونتيجة الطلب على هذا النوع من العمل، بدأت شركات وأفراد يقدمون خدمات مأجورة لسحب الأرباح من الخارج، أو تحقيق شروط الربح التي يفرضها فيس بوك ويوتيوب على المستخدمين للدخول إلى برامجهم الخاصة بجني الأرباح وهي تتعلق بعدد متابعين معين وعدد دقائق مشاهدة محدد. ويتراوح سعر الـ1000 متابع وهمي بين 1 إلى 1.5 دولار، بينما يتراوح سعر تحقيق شرط دقائق المشاهدة بين 100 – 150 دولاراً، وجميعها تتم عبر بوتات وبرمجيات وثغرات يستغلها مختصو وسائل التواصل الاجتماعي بمقابل مادي.

فيسبوك

Advertisement