أخبار تركيا اليوم
القبول الاجتماعي في مقدمتها.. أسباب تدفع السوريين للتوافد إلى مصر
بعد فراق دام أكثر من 8 سنوات، لم يجد مازن حرب (33 عاما) مكانا أكثر ملائمة من مصر لكي يجتمع بوالدته التي تعيش في سوريا. فبعد أن فرقتهما الحرب لجأ مازن إلى السويد، وحصل على الجنسية السويدية، وقرر أن يأتي بوالدته إلى مصر، وبالفعل تم لم شملهما فيها.
يقول مازن لموقع تلفزيون سوريا، حصلنا على الموافقة الأمنية، واستأجرت شقة في منطقة المعادي في القاهرة، لأقيم فيها مع والدتي، كان كل شيء ميسرا، فالأسعار هنا أقل من أي دولة سأستقدم والدتي إليها، وهناك أماكن سياحية كثيرة نستطيع زيارتها، بالإضافة إلى الترحاب الكبير بالسوريين.
يضيف مازن، “بحثت كثيرا عن دول متاحة للسوريين أستطيع أن أجتمع فيها مع والدتي لأنني لا أستطيع العودة إلى سوريا، وكانت مصر هي الأنسب، من الناحية المادية، والمعنوية، بالإضافة إلى جود أعداد كبيرة من السوريين، فهناك الأكل السوري، والأسواق السورية متعددة المجالات.”..
دائما ما أثبتت مصر أفضليتها بالنسبة للسوريين، من حيث التسهيلات التي تقدمها للسوريين سواء مقيمين أو مستثمرين، وطيبة شعبها وترحابهم الدائم بالشعب السوري، بالإضافة إلى تشابه العادات والتقاليد بين الشعبين.
لم شمل في مصر
حالة مازن ليست الأولى، وخصوصا بعد التسهيلات الجديدة التي قامت بها الحكومة المصرية لدخول فئات من السوريين إلى أراضيها، منهم من يحمل إقامة في دولة أوروبية بجانب جواز السفر السوري، ومن يوجد لديه إقامة في دول الخليج.
حيث منحت الحكومة المصرية هذه الفئات الإذن بالحصول على تأشيرة دخول إلى أراضيها قيمتها 25 دولار، وفي أغلب الأحيان لايتم دفعها أيضا، مما فتح الباب أمام العديد من السوريين الراغبين بالالتقاء بعائلاتهم سواء مقيمين داخل مصر أو حتى خارجها، بالإضافة إلى من يرغب بزيارة مصر من أجل السياحة.
على غرار مازن، وصل محمود حناوي، سوري مقيم في ألمانيا، إلى مصر بعد أن هاجر منها قبل 7 سنوات ويقول: “غادرت مصر مهاجرا، وكنت أعتقد أني لن أستطيع العودة قبل الحصول على الجنسية الألمانية، دائما ما شعرت بالحرقة لغيابي عن عائلتي المقيمة فيها، ولكن بعد كل هذه السنوات أتيحت لي الفرصة للقاء والدتي وأخوتي، ومنذ مدة وأنا أسافر إليها كل شهرين”.
يضيف محمود، “مصر واحدة من أكثر الدول التي تشعرك بالأمان والاحتضان، فلا تشعر للحظة واحدة بأنك غريب عنها، وعلى الرغم من أني أعيش في ألمانيا إلا أني أِشعر بالانتماء إليها كما سوريا بلدي الأصلي”.
أما نور الهاني، سورية مقيمة في السويد، استطاعت أن تلتقي مع صديقة طفولتها، بعد عشر سنوات من الغياب، وتقول نور لموقع تلفزوين سوريا “وصلت إلى مصر واستقبلتني صديقتي، التي قضيت معها سنوات طفولت ومراهقتي في سوريا، وتفرقنا بسبب الحرب”.
تضيف نور، “أتيت من أجل أن أحضر زفاف صديقتي، ولا أعلم إن كان هناك أي بلد غير مصر سيتيح لي فرصة كهذه، خصوصا في العالم العربي، وبالفعل قد خضت في مصر أجمل تجربة على الإطلاق”.
القبول الاجتماعي في مصر للسوريين
يعد السبب الأبرز لرغبة السوريين في القدوم إلى مصر بشكل مستمر منذ سنوات طويلة سواء للإقامة أو الزيارة، هو القبول الاجتماعي والترحاب الدائم بهم، حيث ارتبطت صورة اللاجئيين السوريين بمخيلة المصريين بالثقة، والالتزام بآداب المجتمع المضيف، والقدرة على البدء من جديد بالإضافة إلى تحويل الأزمات إلى نجاحات باهرة.
وعلى الرغم من الحملات التي تتكرر كل فترة والتي يقودها عنصريون لايمثلون الشعب المصري على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأمر مختلف على أرض الواقع، بل على العكس، كان المصريون هم من يتحدثون بإسم السوريين ويدافعون عنهم، ويقودون حملات مضادة للعنصرية.
كريم محمد (30 عاما) مصري من القاهرة يرى أن هذه الحملات تهدف إلى نشر الفتنة بين الشعبين، وهي أمر غير مقبول، ويتابع “لدينا تاريخ مشترك مع السوريين، في السلم والحرب، في الفن والثقافة، لايمكنه أن يندثر بمجرد وجود حملات شعواء لاتمثل المصريين، ولاتمت لواقع وجودهم في مصر بصلة”.
كما يرغب المصريون بالتعاون مع السوري، ودعمه، والشراء منه منذ بداية لجوء السوريين إلى مصر، كما يرغبون بالعمل معه لأمانته وحسن تعامله مع الزبائن، يضيف محمد.
حسن عاجي (27 عاما) سوري مقيم في القاهرة يؤكد أن أصحاب العمل المصريين يرغبون بالعمل مع السوري، ويحسنون معاملته، ويقدرون أمانته في العمل.