منوعات
زكاة الفطر 2024

من رحمة الله بعباده أن ربط الفرائض والشعائر بفضائل اجتماعية يمتد أثرها إلى المجتمع بأفراده والمستضعفين فيه ليتحقق فيهم مفهوم الجسد الواحد والأسرة الواحدة. ومِن بين تلك الفرائض: زكاة الفطر.
وقد نصت الأحاديث النبوية على أنّ زكاةَ الفطر طهرة للصائم وطعمة للفقير، كما قال الرسول ﷺ في حديث ابن عباس الذي يقول فيه: {فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات} (سنن أبي داود)
ما هي مقاصد الشريعة لزكاة الفطر ؟
- التزكية والتطهير: وهذا مقصد عام للزكاة، إذ أنها تطهر نفس المسلم من أمراض الشح والبخل وحب المال وخزنه وتجميعه.
- جبْر الصوم: فهي تشبه سجدتي السهو للصلاة، إذ تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاةكما قال النبي -عليه السلام- أنها “طـُهرة للصائم من اللغو والرفث”، أي أنها تمحو ما قد يرتكبه المسلم في رمضان من منهيات شرعية.
- شكرُ الله على نعمة الصوم: وهي تعويدٌ للنفس على شكر النعَم بالبذل والعطاء.
- مشاركة الفرح بالعيد: فقد شُرعت زكاة الفطر في عيد الفطر والأضحية في عيد الأضحى حتى تعم الفرحة في كل أفراد المجتمع بالتكافل والتعاضد ومساعدة الأغنياء للفقراء والمستضعفين.
حُكم زكاة الفِطر
زكاةُ الفطر هي فرضٌ على كل مسلم ومسلمة باتفاق جمهور العلماء لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر من رمضان)، ويجب أنْ تُدفع عن كلّ فردٍ من أفراد الأسرة، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، ممّن يملك مقدارها.
ولا تُعطى زكاة الفطر إلا للفقراء والمساكين، وهم من لا يملكون كفايتهم في يوم العيد، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم: (طعمة للمساكين).
مقدار زكاة الفِطر
حددت السنّة النبوية أن تُخرَج زكاة الفطر بما قيمته ثلاثة كيلو جرامات من الحبوب كالقمح أو الحليب المجفف أو التمر أو صاعاً من الطعام من غالِب طعام البلَد كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: {كنا نعطيها زمن النبي ﷺ صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط} (متفق عليه)
والصاع هي وِحدة قياس الطعام حينَ وضعه باليدين الممتلئتين المتوسطتين أربع مرات كما ذكر في القاموس، أي إذا ملأ الشخصُ يديه أربع مرات ملئاً تاماً.
وقد تم تحديد قيمة زكاة الفطر المادية في رمضان 2024 بـ 8 دولار أمريكي عن الفرد المسلم الواحد عن بناء على متوسط الأسعار العالمية للحبوب السابق ذكرها.