دولي
سوريون يعبرون عن غضبهم من ترويج أجندة داعمة للشذوذ الجنسي في مؤتمر دولي
أثار توزيع منشورات داعمة للشذوذ الجنسي في المؤتمر الثامن لدعم مستقبل سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل، غضباً واسعاً بين السوريين.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، صور للمنشورات التي طالبت بـ”حقوق” الشواذ وتضمينها في سياق الحل السوري، ما أثار موجة من الانتقادات والاتهامات للغرب بمحاولة فرض أجندات تتعارض مع قيم المجتمع السوري.
وانتقد كثيرون ربط تقديم الدعم المالي لسوريا بتبني قضايا مجتمع الشواذ جنسياً، معتبرين ذلك “ابتزازاً وفرضاً لأجندات خارجية لا تتوافق مع قيم المجتمع السوري المحافظ”.
وقال المحلل السياسي عاصم عبد العزيز مشوح منتقدا مشاركة الشواذ في مؤتمر دولي مخصص لتوفير الدعم للسوريين المنكوبين قائلاً، “وطن مذبوح منذ عقود يبحث بعض أبنائه عن حلول في الخارج، كلما سمعوا صوتاً طاروا إليه، لا يهم إن كان هذا الصوت يتوافق مع نغماتنا أم لا، بإمكانك أن تذهب أينما تريد، لكن وفقاً لمبادئك وليس لمبادئ الآخرين، وليس قبل أن تُرتب بيتك الداخلي، وتلمّ شعث أفكارك، وتُحكم بناء قضيتك، كنا نقيم الدنيا ولا نُقعدها لأن علم النظام المجرم ارتفع في مكان ما، بينما اليوم نحن نذهب إلى مؤتمرات ترسم خريطة سوريا كاملة وفقاً لألوان علم المثليين، مع حضور بعض الشواذ، ونلتقط الصور مع ابتسامات عريضة على إنجاز بروكسل، الذي يحرص على مشاعر ومستقبل مجتمع الميم في سوريا، لأن ثأر الشهداء انتهى والمعتقلون خرجوا والملايين عادوا من مَهاجرهم وأصبحت سوريا، سويسرا الشرق، ولذلك تم تكليف مجتمع بالمساهمة في المساءلة، وإرساء السلام في وطن لا يستطيع فردٌ فيه أن ينتقل بحرية كاملة بين أرجائه، وتتقاسمه قوىً مختلفة، وترتفع فيه أعلام كثيرة على وشك أن يُضاف إليها علم الشواذ”.
ورأى معارضون أن التركيز على حقوق الشواذ “يمثل تهميشاً لمعاناة السوريين الحقيقية من حرب وفقر وتهجير”، لافتين إلى أن “الأولوية يجب أن تكون لإيجاد حل سياسي للأزمة وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب السوري”.
واعتبروا نشر خريطة سوريا بألوان ترمز للشذوذ الجنسي “إهانة للشعب السوري وتعدياً على هويته الوطنية”.
وقال الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي في منشور على حسابه في “فيسبوك”، إن “هذه الصورة المُسربة من جلسات مؤتمر بروكسل للمانحين المخصص لسوريا (صورة علم سوريا بألوان ترمز للشواذ) يُفهم منها ضمنيا قرن منح التمويل بتبني الانحلال الأخلاقي والديني”.
وأضاف “لا حاجة للسوريين بأموال تفت في عضد مجتمعهم وتساهم في تفسخه، والحرية والديمقراطية باتت تختزل من قبل الغرب في مثل هذه المعتقدات التي تصادم فطرة الإنسان قبل أي شيء”.
وأكد أن “نشر خريطة سوريا بهذا الشكل إهانة لكل السوريين”.
وقال شاب سوري آخر، إن “الدعم مقابل السفور والانحلال الأخلاقي للمجتمع السوري هو مايريده الغرب لنا، وما خفي أعظم”.
بالمقابل، تعرض المؤتمر لانتقادات حادة بسبب دوره في تسهيل توزيع المنشورات لتمرير أجندات مشبوهة، وفق وصف كثيرين.
كما عبّر العديد من النشطاء السوريين عن رفضهم القاطع لمحاولات فرض قيم غربية على المجتمع السوري، مؤكدين على ضرورة احترام خصوصية وثقافة الشعب السوري.
وقال المحلل السياسي السوري، مأمون سيد عيسى على حسابه في “فيسبوك”، إنه “ضمن الفعاليات الجانبية المتعلقة بمؤتمر بروكسل الخاص بتقديم المساعدات الدولية لسوريا كان هنالك ندوة جانبية باسم دورة مجتمع الميم (الشواذ) السوريين في جهود المساءلة والسلام”، مضيفا “هل يعقل ما يحدث؟ يتركون الحديث عن مأساة الشعب السوري وهي الأعظم في العالم لنتابع دور الميم ومساهماتهم في المساءلة والسلام؟ أصلا هل يوجد مساءلة ويوجد سلام بالأصل في سوريا ليناقش دور هؤلاء؟”.