مقالات وتقارير
“يافاش” منافس أردوغان الجديد.. و”أكار” على القائمة لأول مرة
كشفت نتائج استطلاع جديد في تركيا عن نتائج مثيرة، حيث تراجعت شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل طفيف، في أيار/ مايو الماضي، فيما برز نجم رئيس بلدية العاصمة أنقرة، منصور يافاش، على حساب زميله بحزب “الشعب الجمهوري” المعارض، أكرم إمام أوغلو، الذي يرأس بلدية إسطنبول.
ولأول مرة، دخل وزير الدفاع خلوصي أكار القائمة، بل واحتل مركزا متقدما، وفق نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “ميتروبول”، واطلعت عليها “عربي21″، رغم الحساسية التاريخية لدى الأتراك إزاء تدخل العسكريين في السياسة، فيما اختفى اسم الرئيس الأسبق عبد الله غل عن القائمة الرئيسية، بعد أن حل سادسا في آذار/ مارس الماضي.
وتراجعت شعبية أردوغان في الاستطلاع الأخير، بعد أن حقق نتائج كبيرة في آذار/ مارس، عندما ازداد تأييده بنحو 14 بالمئة، إلى 57.2 بالمئة، وسط ترحيب واسع بسياساته في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد. واستقر رصيد الرئيس التركي عند 50.7 بالمئة في أيار/ مايو.
“يافاش” لا “إمام أوغلو”
وحقق “يافاش” في المقابل صعودا كبيرا في نيسان/ أبريل الماضي، متجاوزا إمام أوغلو، بل ومهددا شعبية أردوغان، وذلك من 44 إلى 50.7 بالمئة خلال شهر واحد، لكنه استقر عند 49.6 بالمئة في أيار/ مايو، ليقف على بعد 1.1 بالمئة عن مستوى تأييد أردوغان.
أما “إمام أوغلو”، الذي جذب الأضواء منذ فوزه برئاسة بلدية إسطنبول، الأهم في البلاد، العام الماضي، ونافس شعبية أردوغان بقوة منذ ذلك الحين، فقد تراجع إلى المركز الرابع، في أيار/ مايو، بعد أن تراجع من المركز الثاني إلى الثالث في نيسان/ أبريل، ما يظهر نزيفا كبيرا وخيبة أمل واسعة، وبروز شخصيات أخرى على حسابه.
ويشير تقرير للكاتب والصحفي التركي، مراد يتكين، ترجمته “عربي21″، إلى أن السبب الرئيسي وراء مشهد صعود يافاش وتهاوي إمام أوغلو، يعود إلى الطريقة التي تعامل فيها الأول مع انتقادات أردوغان، إذ تجاهلها وفضل التركيز على العمل، فيما فشل رئيس بلدية إسطنبول في إدارة اللعبة السياسية، وظهر ضعفه الشديد خلال أزمة كورونا.
“نزعة أمنية”
وارتقى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، على حساب إمام أوغلو من المركز الرابع إلى الثالث، وازدادت شعبيته بواقع 3.6 بالمئة إلى 49.5 بالمئة، ما يجعله على بعد 1.2 بالمئة فقط عن مستوى تأييد أردوغان.
وأرجع “يتكين” تلك الزيادة الكبيرة بشعبية صويلو، إلى الزخم الذي حظي به إثر تقديمه الاستقالة في نيسان/ أبريل الماضي، ورفضها من قبل الرئيس أردوغان.
وفي الواقع، فقد شهد نيسان/ أبريل إدراج صويلو في الاستطلاع لأول مرة، ثم “أكار” في أيار/مايو، محتلا المركز الخامس، وكلاهما من فريق إدارة أردوغان، ما يشير إلى تنامي الاهتمام بالجانب الأمني في الشارع التركي، بحسب “يتكين”.
ولفت الكاتب إلى أن الرجلين هما في الواقع من خارج دائرة “العدالة والتنمية” الحاكم التقليدية والأساسية، بل إن “صويلو” خلفيته قومية، فيما “أكار” عسكري، وهو ما يمنحهما فرصة الحصول على تأييد يتجاوز القاعدة الحزبية، رغم الاستقطاب الشديد.
ويبرز في الأرقام الجديدة أيضا تهاوي زعيمة الحزب “الجيد”، ميرال أكشنر، من المركز الرابع، في آذار/ مارس، إلى السابع، في أيار/ مايو.
وقد أعرب “يتكين” عن اعتقاده بأن انتقادها لـ”حزب العمال الكردستاني” وحزب الشعوب الديمقراطي، الممثل للقوميين الأكراد في البلاد، أفقدها الكثير من التأييد الذي حظيت به جراء تحالفاتها السياسية مع تيارات يسارية واشتراكية، رغم خلفيتها اليمينية.
في المقابل، ازداد تأييد زعيم الحركة القومية، دولت بهتشلي، بواقع 3.4 بالمئة إلى 38.6 بالمئة، خلال الفترة ذاتها، لكن ترتيبه تراجع من الخامس إلى السادس، بفعل ازدياد عدد المتنافسين على القمة بعد دخول أكار وصويلو.
داود أوغلو وباباجان
وفي مقابل اختفاء “عبد الله غل” عن قائمة السياسيين الأكثر شعبية في تركيا، حقق كل من “أحمد دواود أوغلو” و”علي باباجان”، نتائج إيجابية، دون أن ترقى إلى تحقيقهما اختراقا كبيرا.
وكان داود أوغلو، رئيس الوزراء الأسبق والمنشق عن العدالة والتنمية، تاسعا في قائمة آذار/ مارس، وتراجع إلى الـ11 الشهر الماضي، رغم ازدياد شعبيته بواقع 1.3 بالمئة.
أما باباجان، فقد كان أداؤه أكثر قوة، لاسيما مع دخوله في سجال قوي مع الحركة القومية وقادتها مؤخرا. وتمكن السياسي المنشق الآخر عن العدالة والتنمية من تجاوز داود أوغلو، محققا 24.3 بالمئة في أيار/ مايو، بالمركز العاشر، مقارنة بـ18.2 بالمئة فقط قبل شهرين.
وما يزال مستقبل حزبي “المستقبل”، بقيادة داود أوغلو، و”الديمقراطية والتقدم” بقيادة باباجان، ضبابيا، وذلك منذ فشل الرجلين بتشكيل توليفة موحدة بعد مغادرتهما الحزب الحاكم.