مقالات وتقارير
سياسي تركي: السوريون دعمٌ لاقتصاد البلاد وعنصر توازن ديموغرافي
طالب سياسي وعضو في البرلمان التركي، المؤسسات والمنظمات ووسائل الإعلام بـ “حماية السوريين” اللاجئين في البلاد من الهجمات العنصرية والاعتداءات، مشيراً إلى أنهم يشكلون داعماً فريداً للاقتصاد و”عنصر توازن للبنية الديموغرافية” في تركيا.
جاء ذلك في حديث إذاعي للنائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية في أنقرة، والكاتب السابق لخطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، آيدن أونال، أكّد فيه على ضرورة التصدي لمن وصفهم بـ “القوميين العنصريين” ومحرضيهم، والدفاع عن اللاجئين السوريين من الاعتداءات المتكررة، محذراً من “مذبحة مروعة”، على حد وصفه.
يستهل أونال حديثه بالتركيز على أحداث العنف التي تعرض لها السوريون في مدينة قيصري، نهاية حزيران الفائت. وقال: “أبلغني صديق طبيب يعمل في مدينة كيلس، أنه كان في الخدمة بالمستشفى ليلة الاعتداء على سوريين في قيصري، وأن العديد من السوريين -في كيلس- جاؤوا إلى غرفة الطوارئ بسبب تعرضهم للضرب والكدمات. وقال صديقي إنهم لم يشتكوا بسبب تعرضهم للضرب والاعتداء بسبب الخوف واليأس، وأنهى وصفه للحالة بالقول: لقد سقطت!”.
ويتابع أونال: “لا نعرف ماذا حدث للسوريين في تلك الليلة وبعدها في ولايات ومناطق أخرى في تركيا، كما هو الحال في كيلس. ما نعرفه هو أن المجتمع قد وصل إلى مرحلة أصبح فيها عرضة للاستفزاز ضد الضيوف السوريين. لا نعرف حجم الأضرار التي خلفتها شرارة قيصري في الحريق، لكنها مسألة وقت فقط قبل أن تتحول الشرارة إلى هجمات كبيرة ومذبحة مروعة على يد قتلة متعطشين للدماء. نحن نعيش في جحيم من التصورات المقلوبة والمنافية للحقيقة حول ضيوفنا السوريين”.
وأردف: “القوميون والعنصريون، من الأتراك والأكراد، وأولئك المدافعين عن الأسد ونظامه بالتعصب له طائفياً، والإيرانيون، والعملاء المحرضون، وخاصة عملاء الأسد وإيران، هم ضد الضيوف السوريين بشكل قاطع ويختلقون دعاية مكثفة ضدهم منذ البداية. وتتأثر شرائح كبيرة من المجتمع بهذه الدعاية، وما يتراكم عليها من الغضب والكراهية التي يمكن أن تحول الشرارة إلى نار”.
وأشار أونال إلى أنه كتب وصرّح مراراً وتكراراً بأن “الضيوف السوريين لا يشكلون عبئاً على تركيا، بل على العكس، هم الذين يتحمّلون العبء. فالضيوف السوريون، على سبيل المثال، يقدمون مساهمة فريدة في الاقتصاد التركي. إذا أرسلنا السوريين (إلى خارج البلاد) بكميات كبيرة اليوم، فإن الصناعة والشركات الصغيرة والزراعة والثروة الحيوانية ستواجه أزمة عمالة خطيرة”.
وقال: “يشكل الضيوف السوريون عنصر توازن في بنيتنا الديموغرافية الرئيسية. لا تلتفتوا لمن يتظاهرون بأنهم أتراك أو يتحدثون التركية ويستفزون المجتمع. الضيوف السوريون يقفون إلى جانبنا لحمايتنا من الجماعات العنصرية المدعومة من التنظيمات الإرهابية (PKK) ومن التوسع (الشيعي) الإيراني”.
واعتبر أن “السوري المسلم، هو تماماً مثل الكردي المسلم والتركي المسلم… هو أقرب إلينا، ويشبهنا كثيراً”، مضيفاً: “لو وضعت سورياً مسلماً صادقاً إلى جانب شخص ذي قلبٍ مظلم وجاهل ويدّعي بأنه تركي، وكان عليك الاختيار، فأيهما ستختار؟ أنا متأكد من أنك لن تجد صعوبة في الاختيار. ولكن إذا كان أي شخص لا يزال يواجه صعوبة، فيمكنه إلقاء نظرة على السلاجقة والعثمانيين، أو فحص تفضيلات الصرف في الفترة الجمهورية. ولا داعي للتذكير بقضايا مثل وعي الأمة وقانون الأخوة والثقافة المشتركة والتاريخ المشترك والمعتقد المشترك فيما يتعلق بضيوفنا السوريين”.