صحة
دراسة جديدة.. هل تعرف ماذا يحدث لطفلك عندما تقلل وقت الشاشات؟
في عصرنا الحالي، أصبح استخدام الأطفال للشاشات جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، إذ يقضي كثير منهم ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الحاسوب بدلاً من ممارسة الأنشطة البدنية والتفاعل مع محيطهم الاجتماعي.
ومما لا شك فيه أن هذه الأجهزة توفر فرصاً للتواصل والتعلم والترفيه، ولكن استخدامها المفرط قد أثار قلق الأهالي والخبراء بسبب تأثيراتها على الصحة بشكل عام، وخصوصاً على الصحة النفسية.
الاستخدام المفرط للأجهزة وتأثيره على الأطفال
أظهرت دراسات سابقة أن استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، سواء لمشاهدة الأفلام أو مقاطع الفيديو، أو المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، أو لعب الألعاب الإلكترونية، يؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية، وتشمل هذه المشكلات السلوك غير الاجتماعي وصعوبات في التعامل مع المشاعر.
وأشار بعض العلماء في هذا المجال إلى أن مثل هذه التأثيرات تصبح مشكلة عندما تصبح مزمنة، كما توصلت دراسات سابقة إلى أن الأطفال في الدنمارك يقضون في المتوسط من 7 إلى 8 ساعات يومياً في استخدام أجهزتهم الإلكترونية الشخصية، ما يشير إلى أن معظم الأطفال يقضون معظم أوقاتهم بين المدرسة واللعب على الهواتف المحمولة أو أجهزة الحاسوب.
توصل الباحثون في دراسة دنماركية حديثة، نشرت في مجلة جاما الطبية (JAMA Network Open) في 12 يوليو/ تموز 2024، إلى أن تقليل وقت استخدام الأطفال للشاشات إلى ثلاث ساعات فقط في الأسبوع يمكن أن يُحسِّن صحتهم العقلية ويعزز سلوكهم ومهاراتهم الاجتماعية.
وأجرى فريق من الباحثين من علماء النفس والمتخصصين في الصحة العقلية من عدة مؤسسات دنماركية تجربة سريرية عشوائية شملت 89 عائلة تضم 181 طفلاً من 10 مدن دنماركية درسوا فيها تأثير تقليل وقت استخدام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وتوصلوا فيها إلى أن تقليل وقت استخدام الأطفال للشاشات إلى ثلاث ساعات فقط في الأسبوع يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في صحتهم العقلية.
وشملت الدراسة اختبار جميع الأطفال المشاركين فيها باستخدام استبيان لاكتشاف مواطن القوة والصعوبات، وذلك لمعرفة المزيد عن مهاراتهم الاجتماعية، وسلوكهم العام، واستقرارهم العاطفي، وصحتهم العقلية بشكل عام.
وبعد ذلك، طلب الباحثون من جميع الأطفال في 45 عائلة تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى ثلاث ساعات فقط في الأسبوع لمدة أسبوعين باستثناء استخداماتهم المدرسية، وتم تركيب أجهزة المراقبة عبر الفيديو في منازل المشاركين لضمان امتثالهم لذلك.
ثم طلبوا من جميع الأطفال ملء نفس الاستبيان مرة أخرى لمعرفة ما إذا كانت هناك أي اختلافات، ووجد فريق البحث تحسناً كبيراً في المهارات الاجتماعية للأطفال، بما في ذلك تقليل المشكلات السلوكية وتحسن التعامل مع المشكلات العاطفية والنفسية.