مقالات وتقارير
استغلّ السوريين لشراء أعضائهم.. محاكمة إسرائيلي مطلوب من الإنتربول في تركيا
كشفت وسائل إعلام تركية عن تاجر أعضاء إسرائيلي مطلوب للإنتربول قدم إلى تركيا قبل سبع سنوات، وأسس شبكة كبيرة لشراء أعضاء اللاجئين السوريين في البلاد.
وبحسب موقع (Artı Gerçek) التركي، فإن الإسرائيلي بوريس وولفمان جاء إلى تركيا بهدف شراء أعضاء اللاجئين السوريين وتهريبها إلى الخارج ضمن شبكة دولية لزراعة الأعضاء.
وأصدرت وزارة العدل الإسرائيلية، في تشرين الأول 2015، لائحة اتهام بحق سبعة أشخاص، من بينهم بوريس وولفمان، بتهمة تأسيس شبكة دولية لتهريب الأعضاء في دول مثل كوسوفو، وأذربيجان، وسريلانكا، وتركيا. وتضمنت الاتهامات شراء أعضاء من فقراء في هذه الدول وزرعها في أجساد مرضى أثرياء من إسرائيل والهند وأوروبا.
وأشارت لائحة الاتهام إلى أن وولفمان عمل بالتعاون مع الطبيب التركي يوسف أرجين سونماز، الذي كان يُجري عمليات زرع الأعضاء غير القانونية في كوسوفو، وأن عمليات التهريب كانت تتم من خلال مستشفى “رابين ميديكال” في إسرائيل.
اعتقاله ومحاكمته في تركيا
وفي 4 من كانون الأول 2015، كان بوريس وولفمان على متن طائرة قادمة من العاصمة التايلاندية بانكوك إلى مطار إسطنبول، وتم اعتقاله بتهمة “تهريب الأعضاء دولياً والتسبب في وفاة متعمدة” بناءً على مذكرة حمراء صادرة من الإنتربول.
وطالبت السلطات الإسرائيلية بتسليمه، إلا أن القضاء التركي قرر محاكمته داخل تركيا، حيث تم تمديد فترة احتجازه لمواصلة التحقيقات.
واستخدمت المحكمة التركية صلاحياتها وأصدرت حكماً بمحاكمة وولفمان في تركيا بدلاً من تسليمه إلى إسرائيل، بحجة أن جريمة الاتجار بالأعضاء تدخل ضمن اختصاص القضاء التركي.
وجاء في لائحة الاتهام التي أعدتها النيابة التركية أثناء محاكمة وولفمان، أنه سافر من بانكوك إلى إسطنبول لإقناع اللاجئين السوريين ببيع أعضائهم. وكان وولفمان يعمل بالتعاون مع يوسف إيرجن سونميز، المطلوب الفار في قضايا الاتجار بالأعضاء.
وأفادت اللائحة بأن وولفمان كان يتواصل مع مستشفيات صغيرة في تركيا لشراء كلى اللاجئين السوريين. كما ذكرت أن وولفمان، مع خمسة أشخاص آخرين، بمن فيهم الطبيب التركي يوسف إيرجن، كانوا يديرون عمليات الاتجار غير القانوني بالأعضاء وزرعها في كوسوفو، وإسرائيل، وروسيا، وأوكرانيا، والنمسا، وأذربيجان.
إطلاق سراحه وانتقاله إلى ألبانيا
وبحسب معلومات موقع (Artı Gerçek)، تم إطلاق سراح وولفمان في 12 من تموز 2016 لعدم كفاية الأدلة. بعد إطلاق سراحه، توجه وولفمان إلى ألبانيا، حيث أسس شركة هناك تحت غطاء “السياحة الطبية”.
وذكرت التقارير أن وولفمان كان ينقل الفقراء والمهاجرين من ألبانيا إلى الهند وسريلانكا، حيث كانت تتم عمليات نقل أعضائهم إلى مرضى أثرياء مقابل آلاف اليوروهات. وتم تحويل الأموال النقدية التي جُمعت من هذه العمليات عبر شركته في ألبانيا إلى شركة في روسيا.
وفي تشرين الثاني 2017، عاد بوريس وولفمان إلى تركيا. وفي 9 من تشرين الثاني 2018، أسس وولفمان شركة “رويال إنوفيشن” باسم شخص يُدعى أوزكان جيليك، وكانت تعمل في مجالات متنوعة مثل السياحة الصحية، وتجارة الفواكه الطازجة والمجففة، وتصدير الحديد والصلب. ووفقاً للسجلات الرسمية، كانت الشركة تتخذ من مكتب في مركز “زورلو” مقراً رئيسياً لها.
وفي مقابلاته مع وسائل الإعلام، حاول وولفمان إظهار نفسه كإحدى الشخصيات البارزة في قطاع الزراعة في تركيا، مدعياً تقديم استشارات للمستثمرين الأتراك حول استئجار الأراضي الزراعية في إفريقيا.
ويدعي أن شركته تقدم استشارات ودعماً للشركات التركية التي ترغب في استئجار أراضٍ زراعية في إفريقيا، مشيراً إلى أنشطته في النيجر والسودان.
وأنشأ “مستشفى رابن ميديكال”، التي ذُكرت في سجلات وزارة العدل الإسرائيلية كمؤسسة شارك فيها وولفمان وشركاؤه في عمليات الاتجار بالأعضاء، مستشفى ميدانياً عقب زلزال شباط الذي ضرب جنوبي تركيا ومناطقَ في شمالي سوريا.
المصدر: تلفزيون سوريا