مقالات وتقارير
كيف أسقط السوريون النظام في 11 يوماً؟
سقط نظام بشار الأسد٬ بعد 13 عاماً و8 أشهر و23 يوماً على اندلاع الثورة السورية٬ وبعد 11 يوم على عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية في 27 نوفمبر 2024 إنطلاقاً من إدلب ومروراً بحلب وحماة وحمص وصولاً إلى دمشق٬ حيث مركز الحكم لنظام آل الأسد الذين حكموا سوريا لمدة 53 عاماً.
سوريا بلا الأسد.. ما الذي حدث؟
تطورات متسارعة على مدار 11 يوماً قلبت المشهد السياسي والعسكري في سوريا رأساً على عقب، تعرضت فيها قوات نظام بشار الأسد لانهيار غير مسبوق، ما أدى إلى فقدان السيطرة على عدد من المحافظات والمدن الكبرى وصولاً إلى دمشق أمام قوات المعارضة التي تقول إن عمليتها لا تزال مستمرة في مناطق أخرى حتى استرداد كامل الدولة.
تمكنت الفصائل المعارضة المسلحة، بقيادة “هيئة تحرير الشام” وبعض الفصائل المدعومة شعبياً في الشمال السوري، من تجاوز خلافاتها وتوحيد جهودها تحت ما يعرف بـ”إدارة العمليات العسكرية”، مما جعل الهجمات على قوات النظام أكثر تنظيماً وفعالية إنطلاقاً من إدلب مروراً بحلب التي أتمت المعارضة السيطرة عليها في 30 من نوفمبر 2024 تبعتها حماة في 5 ديسمبر 2024 وحمص والقنيطرة ودمشق في 8 من ديسمبر 2024.
ومساء الجمعة 6 ديسمبر 2024، بسطت فصائل المعارضة السورية في الجنوب، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011. والسبت 7 ديسمبر 2024 سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوبي البلاد.
اعتمدت المعارضة على أسلوب حرب المدن الذي أربك القوات النظامية٬ الذي كان خليطاً من المواجهات المباشرة، واختراق الأحياء السكنية والسيطرة على المراكز الحيوية، مما تسبب في انهيار سريع للدفاعات النظامية الهشة والضعيفة بسبب الفساد وتراجع قوتها على مدار 13 عاماً من الحرب مع المعارضة.
مع سقوط دمشق، فقد نظام الأسد مركز ثقل قوته السياسية والعسكرية، مما أدى إلى انهيار شامل لمؤسسات الدولة٬ فيما أعلنت المعارضة عن سيطرتها على جميع المراكز الحيوية في العاصمة والوزارات والمطارات وغيرها الدوائر الرسمية والسجون والقواعد العسكرية.