Connect with us

مقالات وتقارير

لماذا أراد رفعت الأسد القضاء على أخيه حافظ؟

Published

on

حفيدة رفعت الأسد

 

شهدت سوريا في عام 1963 انقلاب حزب البعث الذي مهّد لصعود حافظ الأسد في الجيش والحكومة، بينما انضم رفعت الأسد، شقيقه الأصغر، إلى الحزب وسلك مسارًا مشابهًا في الكلية الحربية. ومع تعيينه لاحقًا في مواقع مؤثرة، بدأت ملامح الفساد والسلطة المطلقة تتبلور في شخصيته، وفق ما وثّقه أحمد زكي في كتابه “آل الأسد وأسرار سقوط آخر الطغاة”.

أصبح رفعت قائدًا لـ”سرايا الدفاع”، وهي قوة نخبوية موازية للجيش، استخدمها لتعزيز نفوذه في السياسة والمجتمع. خلال صراعهما مع جماعة الإخوان المسلمين في أواخر السبعينيات، كان رفعت وراء قمع دموي بلغ ذروته في مجزرة حماة عام 1982. لم يتوقف نفوذه عند ذلك، بل امتد إلى خطوات مثيرة للجدل مثل محاولته نزع الحجاب بالقوة من النساء، ما أثار غضبًا شعبيًا دفع حافظ الأسد للتدخل علنًا.

رغم الشراكة الأولية بين الأخوين، تزايدت طموحات رفعت السياسية ما أدى إلى توتر علاقتهما، خاصة مع توسع سلطته داخل النظام. وبحسب المؤرخين، كان طموح رفعت للقضاء على شقيقه مرتبطًا برغبته في الاستحواذ الكامل على السلطة، ليصبح عامل تهديد داخليًا دفع حافظ للتعامل معه بحزم لاحقًا.

 

انقلاب رفعت ونهايته

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1983 تعرض حافظ الأسد لأزمة قلبية حادة كادت أن تودي به واضطر على إثرها للراحة التامة لعدة أشهر، حيث بدت أن الفرصة التي كان ينتظرها شقيقه رفعت الأسد قد حانت، إذ بدأ رفعت يتصرف كأنه الوريث الشرعي للسلطة، معززا نفوذه بين جنرالاته، ما أثار استياء حافظ الأسد الذي كان يتلقى العلاج والراحة، وأيضا كبار المقربين منه.

ووفقا لمذكرات عبد الحليم خدام، نائب الرئيس آنذاك، فإن حملة شديدة ضد رفعت اندلعت بين السوريين منذ السبعينيات، ويتذكر خدام في إحدى جلساته مع حافظ الأسد عام 1978، أنه حذّره من تأثير هذه الحملة على استقرار النظام، فرد الأسد قائلاً: “رفعت مخرز في عيون الرجعية”. ليرد خدام: “سنرى في المستقبل إن كان سيصبح مخرزًا في قلب النظام ذاته”.

Continue Reading
Advertisement

فيسبوك

Advertisement