السياحة في تركيا
صدمة سياحية في تركيا: هروب السياح العرب وانهيار المبيعات
ترجمة وتحرير مقع تركيا اليوم
تسببت كراهية الأجانب والممارسات الانتهازية في تراجع كبير في عدد السياح العرب إلى تركيا، مما أثر بشكل سلبي على قطاع التجارة. فقد أظهرت الإحصائيات أن مبيعات المساكن للأجانب انخفضت بنسبة 32% في العام الماضي، بينما انخفضت المبيعات المعفاة من الضرائب في مراكز التسوق بنسبة 40%. وفي منطقة عثمان بيه، والتي كانت تُعرف بـ”الطريق العربي” بسبب جذبها الكبير للسياح العرب، أصبح من الصعب رؤية السياح العرب في شوارعها.
وفقًا للتاجر عمر تيمور، فإن الزيادات الباهظة في الأسعار في العديد من القطاعات مثل الأغذية والمشروبات والمنسوجات، فضلاً عن سوء المعاملة الموجهة تجاه السياح من دول الخليج، قد ساهمت في توقف هؤلاء السياح عن التسوق في تركيا. الأسعار المرتفعة وارتفاع التكاليف بالدولار جعلت السياح الأجانب يتجنبون الشراء من المتاجر التركية، ما أضر بشكل كبير بالاقتصاد المحلي.
كما أكدت ياسمين ساربكايا، نائبة رئيس مجلس إدارة قطاع الغزل والنسيج في “موصياد”، أن السياح العرب كانوا يأتون إلى تركيا لتجربة سياحية شاملة تشمل الصحة والتسوق، إلا أن الظروف السياسية ومشاعر عدم الأمان التي أثارتها بعض الأزمات مثل أزمة اللاجئين السوريين والأفغان جعلت العديد من السياح العرب يبتعدون عن تركيا. وأكدت أن التجارة في المنطقة الممتدة من مركز جواهر للتسوق إلى شارع روميلي في عثمان بيه تراجعت بنسبة تصل إلى 70%.
في المقابل، لفتت ساربكايا إلى أن دولًا مثل فرنسا والمملكة المتحدة تستقطب السياح العرب بشكل أكبر من تركيا، حيث توفر لهم مرافق مخصصة وتسوقًا مريحًا. ففي باريس، على سبيل المثال، يُعتبر السياح الصينيون محط اهتمام خاص في مراكز التسوق الكبرى، وتُقدَّم لهم خدمات متنوعة، وهو ما ساعد الاقتصاد الفرنسي في تحقيق عوائد كبيرة.
اقرأ المزيد: بعد تسميتها “دبي”.. الحلويات التركية تشهد زيادة هائلة في الأسعار!
كما أشار سنان أونسيل، رئيس جمعية العلامات التجارية المتحدة، إلى أن الارتفاع الكبير في الأسعار وكراهية الأجانب كان لهما دور كبير في تراجع السياحة العربية إلى تركيا. وقال إن العديد من السياح من دول الخليج بدأوا يتجنبون تركيا بسبب الأسعار المرتفعة، مشيرًا إلى تجربته الأخيرة في البحرين، حيث كان الدينار البحريني يعادل دولارين، وكان الدخل في البحرين أعلى بكثير من تركيا. وأوضح أن أسعار بعض المنتجات والخدمات في تركيا، مثل شريحة الكعكة في أحد المطاعم، تتجاوز 1000 ليرة، وهو ما يعادل أكثر مما يدفعه السياح في دبي. وأضاف أنه في الآونة الأخيرة، دفع في أحد المطاعم في إسطنبول أكثر مما دفعه في مطعم فاخر في دبي. كما أشار إلى أن أسعار المطاعم والفنادق في تركيا مرتفعة للغاية، ما يجعلها وجهة غير جاذبة للكثير من السياح العرب.
وفيما يخص أسباب تراجع السياحة، قال ساربكايا إن كراهية الأجانب تمثل نحو 50% من الأسباب، بينما تمثل الانتهازية حوالي 30%. وأضاف أن تركيا بحاجة لاستعادة سوقها في دول الشرق الأوسط، محذرًا من أن فقدان هذا السوق سيكون مشكلة كبيرة. كما تحدث عن أهمية المبادرات التي تعمل على تعزيز العلاقات مع الدول العربية، مثل التعاون الحالي مع السعودية، ودعا إلى استعادة الثقة بين تركيا والدول العربية من خلال دعوة المنظمات غير الحكومية وقادة الرأي من هذه البلدان إلى تركيا.
وأكدت ساربكايا أن تراجع السياحة العربية إلى تركيا أثر على قطاع الدخل المرتفع، ما دفع السياح الأثرياء للبحث عن وجهات أكثر استقبالا وأمانًا.