مقالات وتقارير
تركيا ترد على إيران بملف حساس وسط تصاعد التوترات

كشف الكاتب الصحفي والخبير التركي يحيى بستان أن أنقرة أرسلت ملفًا حساسًا إلى طهران في ظل التوترات المتزايدة بين البلدين بشأن التطورات في سوريا. جاء ذلك بعد أن استدعت تركيا وإيران ممثليهما الدبلوماسيين إلى وزارتي خارجيتهما، في خطوة وصفها بستان بأنها “غير معتادة”.
تحركات غير مسبوقة وتصاعد التوتر
وأوضح بستان في مقاله بصحيفة “يني شفق” أن إرسال الملف سبق استدعاء الدبلوماسيين، مشيرًا إلى أن الأحداث المتسارعة في اللاذقية شهدت تمردًا من قبل فلول النظام السوري السابق، ما وضع حكومة دمشق أمام تحدٍّ صعب في السيطرة على الأوضاع.
أهداف دمشق والتحديات التي تواجهها
تسعى الحكومة السورية للحفاظ على وحدة أراضيها، ودمج الجماعات المسلحة تحت قيادة موحدة، إلى جانب رفع العقوبات لإنقاذ الاقتصاد المنهار. لكن تنفيذ هذه الأهداف يواجه صعوبات، خاصة مع تدخل جهات إقليمية ودولية تسعى إلى تقسيم البلاد.
إسرائيل وخطط تقسيم سوريا
أكد بستان أن إسرائيل وضعت خطة لتقسيم سوريا إلى أربع مناطق، وتواصل تعاونها مع تنظيم “بي كي كي/قسد” في شمال البلاد. كما يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الطائفة الدرزية في الجنوب بحزمة مساعدات بقيمة مليار دولار، في محاولة لخلق توترات داخلية تُضعف الحكومة السورية.
إيران وإسرائيل على الخط نفسه وتركيا في المواجهة
رغم العداء التقليدي بين إيران وإسرائيل، إلا أنهما تتشاركان في بعض التحركات داخل سوريا. فقد خسرت إيران نفوذها في قره باغ ولبنان وسوريا، مما دفعها لتعزيز وجودها عبر دعم مجموعات مسلحة جديدة والتعاون مع “بي كي كي/قسد”.
في المقابل، اجتمعت دول مجاورة لسوريا، منها تركيا، الأردن، العراق، لبنان وسوريا، في عمان لدعم الإدارة السورية وإنشاء مركز عمليات مشترك لمكافحة داعش. كما استعادت سوريا عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي، لكن الدول العربية لا تزال مترددة في تقديم الدعم المالي لحكومة دمشق.
موقف الولايات المتحدة وروسيا
واشنطن تدعم إسرائيل بشكل كامل في غزة، لكنها تتعامل بحذر مع إيران، حيث تحاول دفعها إلى طاولة المفاوضات عبر روسيا، رغم استمرار الضغوط الاقتصادية. أما موسكو، فرغم انزعاجها من أي تغيير في دمشق، فإنها تحاول الحفاظ على وجودها العسكري وتعزيز نفوذها في المنطقة، وسط رسائل إسرائيلية تحثها على مواجهة النفوذ التركي في سوريا.
ما الذي تضمنه الملف التركي المرسل إلى طهران؟
أكد بستان أن أنقرة وجهت رسالة واضحة إلى طهران، تطالبها بعدم التصعيد العلني ضد تركيا وتجنب التصريحات العدائية التي تستهدف جمهورها الداخلي. وشددت أنقرة على ضرورة حل المشكلات بالحوار المباشر بدلًا من التصعيد الإعلامي. لكن يبقى السؤال: هل تسعى إيران فعلًا لحل الخلافات، أم أن التوتر بين الجانبين سيستمر؟