دولي
أهارون باراك يحذر: إسرائيل تنحدر نحو حرب أهلية

حذر رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبق، أهارون باراك، من أن إسرائيل قد تنزلق نحو حرب أهلية نتيجة تفاقم الانقسامات الداخلية.
تحذير من استبداد الأغلبية
في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، شدد باراك على أهمية منع استبداد الأغلبية، داعيًا إلى التوصل إلى اتفاقات سياسية للحفاظ على التوازن الديمقراطي. تأتي تصريحاته وسط تحركات حكومية لإقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، رغم أن الجهاز يحقق حاليًا في قضية “قطر غيت” التي تورط فيها أعضاء من حكومة نتنياهو.
“قطار بلا كوابح نحو الهاوية”
وصف باراك حالة الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي بأنها الجبهة الثامنة، محذرًا من أن استمرار الخلافات سيؤدي إلى كارثة وطنية، قائلاً:
“هذا الشرخ يتفاقم، وأخشى أن تكون نهايته مثل قطار خرج عن القضبان وينحدر إلى الهاوية، مما قد يقودنا إلى حرب أهلية.”
خلاف حول قضايا نتنياهو
أعاد باراك مؤخرًا محاولة التوسط في صفقة إقرار بالذنب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضايا الفساد التي يواجهها، مشيرًا إلى أنه لا يزال يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق. وعلى الرغم من علاقته السابقة الوثيقة بنتنياهو، أكد أنه لم يعد يفهم توجهاته الحالية، قائلاً: “أستطيع تحليل أفعاله، لكنني لا أستطيع قراءة ما يدور في ذهنه.”
انتقاد هيمنة الحكومة على القضاء
انتقد باراك توجه الحكومة نحو إقالة شخصيات قانونية وأمنية بارزة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تهدد استقلالية القضاء. وأشار إلى أن محاولة إقالة المستشارة القضائية للحكومة غير قانونية وفق معايير “لجنة شمغار”، مشددًا على أن عزلها سيشكل ضربة قوية لمنظومة العدالة وحقوق المواطنين.
إقالة رئيس الشاباك: قرار مشبوه؟
أكد باراك أن الحكومة تمتلك السلطة القانونية لعزل رئيس الشاباك، لكنه تساءل عن الدوافع الحقيقية وراء القرار، قائلاً:
“الادعاء بأن الثقة به قد تلاشت ليس سببًا قانونيًا كافيًا.. رئيس الشاباك ليس موظفًا يخضع للولاء الشخصي للحكومة.” وأوضح أنه لو كان لا يزال قاضيًا في المحكمة العليا، لقضى بعدم شرعية الإقالة بسبب عدم معقوليتها وتضارب المصالح.
تحذير من “تسييس القضاء”
حذر باراك من خطورة مشروع قانون تغيير تشكيلة لجنة اختيار القضاة، معتبرًا أنه يهدد استقلال القضاء بمنح السياسيين سلطة التحكم في التعيينات القضائية، مما قد يحول المحاكم إلى أدوات سياسية.
وزير الخارجية الإسرائيلي يرد
في المقابل، رد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على تصريحات باراك عبر منصة X، مؤكدًا: “لن تكون هناك حرب أهلية.”
يذكر أن باراك الذي يلقب بـ”عراب الثورة الدستورية” كان من أبرز المعارضين للثورة القضائية التي دفعت بها حكومة نتنياهو، وقد واجه احتجاجات واسعة أمام منزله بعضها مؤيدة لمواقفه وأخرى معارضة تضمنت هتافات حادة ضده، ما دفعه للبكاء في بعض المناسبات.
ورغم الانتقادات العنيفة التي تعرض لها من حكومة نتنياهو، اختاره رئيس الوزراء مؤخرا لتمثيل إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.
وقد جاء الاختيار نظرا لمكانته الدولية كواحد من أبرز الشخصيات القانونية في العالم، ولأنه ناج من المحرقة، مما يضفي على موقفه وزنا كبيرا أمام القضاة الدوليين.
المصدر: صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية