دولي
تمرد غير مسبوق في الجيش الإسرائيلي .. ونتنياهو يهاجم

في تطور لافت وغير مسبوق، وقع أكثر من ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي، بينهم ضباط كبار سابقون، رسالة علنية تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة “بأي ثمن”، حتى لو استدعى الأمر وقف الحرب بشكل فوري. وقد أثارت الرسالة صدمة واسعة في الأوساط العسكرية والسياسية، ووصفتها وسائل الإعلام العبرية بأنها تمثل “تمردًا غير معلن” في صفوف القوات الجوية.
وجاء في الرسالة التي وقعها مقاتلون في الخدمة الاحتياطية وآخرون متقاعدون:
“نحن، مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين دون تأخير، ولو كان الثمن وقف الحرب فورًا. الحرب في هذه المرحلة تخدم مصالح سياسية وشخصية أكثر من كونها تلبي اعتبارات أمنية حقيقية.”
الموقعون، الذين استخدم بعضهم أسماءهم الكاملة فيما اكتفى آخرون بالأحرف الأولى، أكدوا أن العمليات العسكرية المستمرة تُعرض حياة الأسرى والجنود والمدنيين للخطر، وتُنهك قوات الاحتياط، مشيرين إلى أن التجربة أثبتت أن “الاتفاقات وحدها تعيد المخطوفين سالمين، بينما يؤدّي الضغط العسكري إلى عواقب وخيمة”.
ضباط كبار في سلاح الجو من ضمن الموقعين
الرسالة حملت توقيعات شخصيات بارزة في الجيش، من بينهم القائد الأسبق لأركان الجيش دان حلوتس، والقائد الأسبق لسلاح الجو نمرود شيفر، إلى جانب عدد من القادة المتقاعدين مثل نيري يركوني، غيل ريغيف، وعساف أغمون، ما زاد من حدة الصدمة داخل المؤسسة العسكرية.
ردود صارمة من القيادة العسكرية
قائد سلاح الجو الحالي، تومر بار، توعد بأن كل من يرفض سحب توقيعه من الرسالة “سيُفصل نهائيًا من الخدمة”، معتبرًا أن الرسالة تمثل خرقًا مباشرًا للثقة بين الجنود وقيادتهم. وبالفعل، قرر كل من رئيس الأركان إيال زامير وقائد سلاح الجو فصل جنود الاحتياط الذين لا يزالون في الخدمة الفعلية من الموقعين.
وفيما سحب فقط خمسة من الموقعين توقيعاتهم، أكدت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش سيواصل التحقيق في خلفيات المشاركة، فيما ذكرت صحيفة “هآرتس” أن أغلب الموقعين لا يؤدون الخدمة الفعلية حاليًا.
نتنياهو يهاجم بشدة
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يتأخر في الرد، حيث كتب عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“أدعم بشكل كامل قرار وزير الدفاع ورئيس الأركان بإقالة موقّعي الرسالة. الرفض للخدمة – حتى حين يُصاغ بلغة مؤدبة – هو رفض للخدمة بكل وضوح.”
أزمة داخلية تتفاقم
الرسالة أعادت فتح النقاش حول استمرار الحرب في غزة، وأثارت جدلًا واسعًا حول التوازن بين الأهداف العسكرية والاعتبارات الإنسانية. كما أشارت إلى شرخ متزايد في وحدة الصف الإسرائيلي، في ظل تزايد الانتقادات للحكومة وقيادة الجيش.
وفي الوقت الذي تصف فيه القيادة العسكرية الخطوة بأنها “خرق خطير”، يرى مراقبون أن الرسالة تمثل صرخة تحذير داخلية بشأن استمرار الحرب وتداعياتها على الداخل الإسرائيلي.
وشدد نتنياهو على أن “التصريحات التي تضعف جيش الدفاع الإسرائيلي وتقوي أعداءنا في زمن الحرب هي أمر غير مقبول”، واصفًا الموقعين بأنهم “مجموعة هامشية متطرفة تحاول مرة أخرى تفكيك المجتمع الإسرائيلي من الداخل”.
وأضاف: “لقد حاولوا فعل ذلك قبل السابع من أكتوبر، وقد فُسّرت دعواتهم للرفض من قبل حماس على أنها علامة ضعف”، معتبرا أن “هذه المجموعة الصاخبة الهامشية تسعى لهدف واحد هو إسقاط الحكومة. إنها لا تمثل لا المقاتلين ولا الجمهور. جيش الدفاع الإسرائيلي يقاتل ونحن جميعا خلفه”.
كما انتقد وزير الدفاع إسرائيل كاتس الرسالة وقال في بيان: “أرفض بشدة رسالة جنود الاحتياط في سلاح الجو، ومحاولة تقويض شرعية الحرب العادلة التي يقودها جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة من أجل إعادة الرهائن وهزيمة منظمة حماس الإرهابية القاتلة”.
وأضاف: “أثق في حكم رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، وأنا على يقين من أنهما سيتعاملان مع هذه الظاهرة غير المقبولة بالطريقة الأنسب”.
المصدر: RT + وسائل إعلامية إسرائيلية