منوعات
تركي كتب على بابه “اطرق الباب إذا كنت جائعًا أو عطشانًا”
يقيم أمين غوكتشان، في منطقة “كيزيلتبة” بولاية ماردين جنوب شرق تركيا، التي يعرف أهلها بكرم الضيافة والغنى بالتراث التاريخي لتعاقب الكثير من الحضارات على أرضها، وكتب على باب بيته “اطرق هذا الباب إذا كنت جائعا أو عطشانا”، ويقول إنه يشعر بالسعادة عند مشاركته مائدته مع أشخاص لا يعرفهم.
يقيم غوكتشان (20 عاما) في حي “يوجلي خانة” بمنطقة ريفية خضراء تنتشر فيها الشلالات ويطلق عليها اسم وادي “غورس”، وقد لاحظ منذ مدة بأن عائلة غريبة تقف أمام باب منزله، وقد خجل أفرادها من طلب الماء بالرغم من شعورهم بالعطش، فقام بإكرامهم دون أن يطلبوا جالبا لهم الماء. وبعد هذه الحادثة كتب على باب منزله “اطرق الباب إذا كنت جائعا أو عطشانا” بهدف منع حدوث حالات مشابهة.
يعمل غوكتشان مع عائلته في مزرعتهم الخاصة في القرية لكسب رزقهم، ويمتاز مثل أهل ماردين بإكرام الضيف، حيث كل شخص في المنطقة يستقبل الضيوف مهما كان ظرفه.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال إنه لاحظ قبل مدة عائلة واقفة أمام أحد المنازل خجلة من طلب الماء، وقال: “كانوا عطشانين لكنهم خجلوا من طلب الماء، وعندما لاحظت والدتي ذلك جلبنا لهم الماء. قررنا أن نكتب على باب منزلنا كي لا يخجل المارّون من أمام بابنا من الطلب. بابنا مفتوح لكل جائع، ستكون الحياة أجمل بكثير عندما يتشارك الجميع، ونحن نبذل كل ما بوسعنا لنتشارك مائدتنا مع الجميع”.
أشار غوكتشان إلى أن هذا الشعور ليس خاصا به، فكل شخص في المنطقة يشعر بهذا الشعور ، وقال: “ليس باب منزلي فقط هو الباب المفتوح بل أبواب جميع أهل منطقتي. اطرق أي باب تشاء في ماردين، سيفتحون لك الباب ويكرمونك من نفس الطعام الذي يأكلونه. ربما لا يمكنني أن أكرم الضيف بلبن العصفور أو لا أستطيع أن أعد له مائدة، لكنني والجميع هنا مستعدون لمشاركة الضيف ولو بقطعة من الخبز”.