مقالات وتقارير
مركز تركي لعلاج المصابين بالتوحد بركوب الخيل
ألهمه طفل مصاب بالتوحد يمارس رياضة ركوب الخيل، فأسس مركزا متخصصا بتلك الرياضة لعلاج أقرانه مجانا. هذه باختصار قصة رجل الأعمال التركي فاتح أونصوي.
ففي قضاء “سرديوان” بولاية صقاريا (غرب)، أنشأ أونصوي مركزا على قطعة أرض بمساحة 100 دونم، وبتكلفة بلغت 20 مليون ليرة تركية، لضمان استفادة الأطفال المصابين بالتوحد، من العلاج بركوب الخيل مجانًا.
ويفتح المركز أبوابه مجانًا أمام أبناء الشهداء الأتراك الراغبين بتعلم ركوب الخيل، رغبة من مؤسسه في تمكين الأشخاص الذين ينتمون لخلفيات اجتماعية مختلفة، من ممارسة رياضات الفروسية.
وعن قصة افتتاح المركز، قال أونصوي، مؤسس “قرية صقاريا لرياضية الفروسية”، إنه أعجب جدًا بطفل مصاب بالتوحد قابله عندما اصطحب أطفاله لركوب الخيل.
وأضاف للأناضول، أنه عندما علم أن الطفل الذي لم يكن قادرا على المشي من قبل، تقدم في رياضة الفروسية وسجلت حالته الصحية بذلك تقدمًا ملحوظًا، وعليه تقرر إنشاء المركز.
وذكر أونصوي أن المركز سرعان ما استقبل أعدادا من الأطفال المصابين بالتوحد، مشيرًا إلى أنه استقطب أيضًا أبناء الشهداء الأتراك، رغبة منه في توفير التدريب اللازم للراغبين منهم بممارسة رياضة الفروسية.
وأكد أن على المجتمع ألا ينتظر من الدولة القيام بكل شيء، داعيا رجال الأعمال إلى أداء دور فعال في تحمل المسؤولية تجاه خدمة المجتمع.
وأوضح أونصوي أن المركز المتخصص يعمل على دعم الأطفال المصابين بالتوحد وتأهيلهم لخوض مسابقات دولية، داعيًا زملائه إلى المشاركة في مشاريع تهدف لتوفير دعم للرياضيين والأطفال.
بدوره، قال نائب رئيس اتحاد المصابين بالتوحد في صقاريا، جاغداش جليك، إن هناك العديد من طرق العلاج التثقيف المتعلقة بمعالجة هذا المرض.
وأشار جليك إلى أن علاج التوحد بواسطة ممارسة رياضة الفروسية له بُعد تعليمي وعلاجي، لأنه يوفر التكامل الحسي للأطفال الممارسين لهذه الرياضة.
وعن آلية العمل داخل المركز، قال إن “الأفراد المصابون بالتوحد يتعلمون عن وعي كيفية وضع الجسم والتوازن على ظهر الخيل، من خلال استخدام جسده بشكل وظيفي أكثر”.
وأشار إلى أن العوامل النفسية والجسدية والاجتماعية لها علاقة في هذا النوع من التعليم.
ومن الناحية الجسدية، أوضح أنه قد تكون هناك مشاكل في العضلات الحركية الصغيرة والكبيرة عند الأطفال المصابين بالتوحد، وهنا يكمن دور رياضة الفروسية في خلق اتصال بين الخيل والطفل.
ولفت جليك إلى أن هذه الطريقة مفيدة جدًا في تحسين الحالة الصحية للمصاب، مطالبًا بدعم القطاع الخاص والإدارات المحلية والحكومات لهذه الرياضة وزيادة المشاريع التي تهدف لتحسين أوضاع الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أما مدرّس العلاج بركوب الخيل عبد الله بركة ينار، فأشار إلى أن الحالة الصحية للأفراد المصابين بالتوحد، سجلت تحسنًا ملحوظًا بعد عدّة دروس للفروسية.
وأضاف للأناضول أن الأطفال المتدربين تمكنوا من تحقيق تزامن كامل في حركات اليد والقدم والخصر والكتف والرأس بعد الدرس العشرين، مؤكدا أن من أكملوا الدروس يشعرون بالراحة في سلوكهم الاجتماعي.
المصدر: الأناضول