دولي
الكحول غير محظور والتصويت من الفضاء.. قوانين وعادات غريبة تجري يوم الانتخابات الأمريكية
يحدد الدستور الأمريكي يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم إثنين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بأنه اليوم الذي يتم فيه الاقتراع الشعبي لاختيار الموظفين العموميين، ويشمل ذلك ممثلي الحكومات الوطنية والولائية والمحلية على جميع المستويات حتى الرئيس.
ملاحظة لتوضيح الفقرة الأولى بشكل أفضل:تقام الانتخابات في أول يوم ثلاثاء يأتي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن في حال كان هذا الثلاثاء يصادف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، فيتم في هذه الحالة إرجاء الانتخابات حتى الثلاثاء الذي يليه بحيث يكون أول يوم ثلاثاء بعد أول يوم إثنين من الشهر، وينحصر هذا اليوم حتماً بين 2 و8 نوفمبر/تشرين الثاني.
وبما أن الأمريكيين يستعدون لانتخابات غير عادية هذا العام، قررنا أن نسلط لكم الضوء على بعض القوانين والعادات الغريبة التي تجري خلال هذا اليوم.
يوم الانتخابات.. هل هو عطلة رسمية؟
في الحقيقة نعم ولا، ففي الوقت الذي تعتبره بعض الولايات عطلة رسمية مثل (ديلاوير، وهاواي، وكنتاكي، ومونتانا، ونيوجيرسي، ونيويورك، وأوهايو، وفيرجينيا الغربية، وأراضي بورتوريكو)، تعتبره بقية الولايات الأمريكية يوم عمل رسمي وتطلب من موظفيها وطلابها الحضور إلى دوامهم.
ورغم أن هذه الولايات تطلب من أرباب العمل السماح للعمال بالحصول على إجازة “مدفوعة”؛ للمشاركة في التصويت، ورغم الحملات الإعلامية والاجتماعية العديدة التي نشطت من أجل هذا الحق الانتخابي، فإنهم لا يعطون الموافقة لموظفيهم لأخذ الإجازة المدفوعة، ليضطروا إلى أخذها على حسابهم.
بيع المشروبات الكحولية مسموح به عدا بعض المناطق في أريزونا
في الولايات المتحدة الأمريكية لا يعدّ بيع المشروبات الكحولية في المحلات يوم الانتخابات محظوراً عدا نحو 18 مدينة و7 مقاطعات محلية بولاية إنديانا، لديها قوانين محلية تمنع بيعها في يوم الانتخابات.
ولا يعد منع بيع الكحول في يوم الانتخابات من العادات الأمريكية، فأثناء ترشح جورج واشنطن لانتخابات عام 1758، أنفق الأب المؤسس لأمريكا ميزانية حملته بالكامل على شراء الكحول للناخبين، وهو ما أكسبه الانتخابات في نهاية الأمر.
المُهل الزمنية في كشك التصويت
تسمح ولاية إنديانا للناخبين بالبقاء في كشك التصويت 3 دقائق فقط خلال الانتخابات الأولية، ودقيقتين فقط خلال الانتخابات العامة والبلدية.
لكن إجبار ناخب على الخروج من الكشك سيتطلب من أحد أعضاء مجلس الدائرة الانتخابية، أو موظفي الاقتراع، عزل هذا الشخص، وفقاً لأنجيلا نوسماير، المديرة المشاركة لقسم الانتخابات في إنديانا.
أما في الولايات الأخرى فيمنح الناخبون 4 دقائق للتصويت، قبل أن يسألهم عامل الاقتراع عما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة.
ووفقاً لقانون انتخابات الولايات، إذا كان جوابهم نعم يحتاجون للمساعدة، يُسمح للناخب بخمس دقائق إضافية على الأقل للتصويت.
ولكن إذا لم يكن الناخب بحاجة إلى مساعدة، فسيتم منحه دقيقة إضافية.
أمّا في حال إذا لم يكن هناك أحد ينتظر في الصف، فإن الناخبين يحصلون على أكبر قدر ممكن من الوقت لإنهاء التصويت.
منع “المغفلين” من الإدلاء بأصواتهم
في الواقع، كانت مصطلحات “الأبله، المغفل، المجنون” كلمات شائعة مستخدمة بدساتير الولايات في أوهايو ونيومكسيكو وميسيسيبي، ولكن كان المقصود بها الإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقات العقلية.
لذلك ينص دستور ولاية أوهايو بموجب المادة الخامسة، على ما يلي: “لا يحق لأي شخص مجنون أو أحمق، التمتع بامتيازات الناخب”.
ومع ذلك، يجب على محكمةٍ إثبات صحة ذلك، وأن تعلن أن هذا الشخص غير مؤهل لأغراض التصويت في الولاية.
كما يحظر دستور ولاية كنتاكي على “الحمقى والمجانين” الإدلاء بأصواتهم، وأيضاً يجب الحكم على الشخص بأنه غير كفء وغير قادر على التصويت من قِبل القاضي.
لغة مماثلة تمنع “الحمقى” من التصويت في ولاية ميسيسيبي، لكن يتم حذف أسماء الأفراد من قوائم الناخبين إذا حُكم عليهم من قِبل محكمة قانونية باعتبارهم غير أكفاء، وفقاً لما ذكرته ليا روب سميث، مساعدة وزيرة الاتصالات في ولاية ميسيسيبي.
ولكن وفقاً للقانون الفيدرالي لا يمكن منع أي شخص من التصويت بسبب “عدم الكفاءة” إلا في ظروف محدودة للغاية.
كما يحق للأفراد ذوي الإعاقات العقلية التصويت حتى لو كانوا تحت وصاية أو يتلقون رعاية مساعدة، وفقاً للتحالف الوطني للأمراض العقلية، إذ للأشخاص ذوي الإعاقة تلقي المساعدة في التصويت من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية.
السماح بتغيير التصويت
ما لا يقل عن 7 ولايات تسمح للناخبين بتغيير بطاقات اقتراعهم إذا صوتوا قبل يوم الانتخابات.
ففي الانتخابات الماضية في 2016 ومع قيام ما يصل إلى 40% من الناخبين المؤهلين بالإدلاء بأصواتهم في وقت مبكر، ناشد المرشح الجمهوري دونالد ترامب الناخبين في ولاية ويسكونسن، مطالباً إياهم بالتصويت مرة أخرى إذا شعروا بـ”ندم المشتري” على التصويت لمنافسته هيلاري كلينتون.
إذ تسمح ولاية ويسكونسن للناخبين بتغيير رأيهم حتى 3 مرات، قبل أن يصبح التصويت رسمياً في يوم الانتخابات.
وتشمل الولايات الأخرى التي تسمح بذلك أيضاً، مينيسوتا وبنسلفانيا ونيويورك وكونيتيكت وميسيسيبي.
التصويت من الفضاء
أقر المشرعون في الولاية قانوناً صدر عام 1997 في تكساس ووقَّعه الحاكم آنذاك جورج دبليو بوش، حيث أنشأ إجراءً تقنياً يسمح لرواد الفضاء بالتصويت من الفضاء.
ووفقاً لوكالة ناسا يتلقى رواد الفضاء الاقتراع عبر بريد إلكتروني مؤمَّن، بأوراق اعتماد خاصة بأفراد الطاقم.
إذ تم ربط بطاقة الاقتراع بواسطة مركز مراقبة المهام التابع لمركز جونسون للفضاء التابع لـ”ناسا”، وبمجرد اكتمالها، يتم إرسالها إلى مكتب مقاطعة كليركس عبر البريد الإلكتروني ليتم تسجيلها.
التصويت عن طريق البريد
ليست كل الولايات تنتخب عن طريق التصويت المباشر في مراكز الاقتراع، فولاية أوريغون مثلاً تعتمد طريقة التصويت عن طريق البريد، إذ يدلي الناس بأصواتهم عن طريق ظروف تُرسل إلى البريد، ويتعين تسلُّم جميع هذه الأصوات في وقت معين، يوم الانتخابات.
أمّا في ولاية واشنطن فيصوّت غالبية السكان أيضاً عن طريق البريد، ويجب ختم المظاريف التي تحتوي على أوراق التصويت بختم تاريخ يوم الانتخابات.
اليمين الدستورية للمرشح الفائز “اختيارية”
على الرغم من أن دستور الولايات المتحدة لا يتطلب من المرشح الفائز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يؤدي اليمين الدستورية باستخدام الكتاب المقدس، فقد بدأ جورج واشنطن التقليد عندما استخدم كتابه المقدس الماسوني لتنصيبه.
بينما استخدم جون كوينسي آدامز كتاباً في القانون الأمريكي عام 1825، بينما لم يختر ثيودور روزفلت أي كتاب على الإطلاق بحفل تنصيبه الأول في عام 1902.
أما فرانكلين روزفلت فاستخدم آية الكتاب المقدس في جميع مراسم تنصيبه الأربع.
لكن رؤساء الولايات المتحدة الآخرين اختاروا أداء القسم باستخدام الأناجيل الرمزية، وغالباً ما يختارون آيات أو مقطعاً معيناً للاحتفال بالتنصيب.
في حين أدى الرئيس باراك أوباما اليمين الدستورية لولايته الثانية مع إنجيل أبراهام لينكولن، للاحتفال بالذكرى الـ150 لإعلان تحرير العبيد.
