دولي
ترامب يلمّح إلى “الاعتراف بالهزيمة” ويعلن أن لقاح كورونا سيكون متاحاً خلال 5 أشهر
اقترب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاعتراف بأنه لن يكون رئيساً بعد 20 يناير/كانون الثاني، على الرغم من عدم اعترافه بخسارته، وتعهد خلال مؤتمر صحفي، الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعدم قيام إدارته بإصدار أوامر بإغلاق جديد بسبب فيروس كورونا، مضيفاً أنه يأمل ألا يحدث إغلاق في المستقبل، “من يعرف أي إدارة ستكون؟، أعتقد أن الوقت سيخبرنا”، في إشارة منه إلى إدارة جو بايدن.
هذا الإيحاء من ترامب بأنه قد تكون هناك إدارة مختلفة، العام المقبل، يعني أنه يقترب من اعترافه بخسارته في الانتخابات.
الرئيس الأمريكي أضاف أنه يتوقع أن يصبح لقاح فيروس كورونا متاحاً لجميع السكان بأقرب وقت ممكن، في أبريل/نيسان، وسط ارتفاع في عدد الإصابات الجديدة بهذا المرض القاتل الذي دفع عدد حالات الإصابة اليومية إلى مستويات قياسية.
وقال ترامب أيضاً، في أول تصريحات علنية له منذ أكثر من أسبوع بعد خسارته في الانتخابات أمام الديمقراطي جو بايدن، إنه يتوقع إصدار إجازة الاستخدام الطارئ للقاح شركة فايزر “قريباً جداً”.
قبل المؤتمر الصحفي بنحو ساعتين، قال مصدر مقرب بارز، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخص “واقعي” سيمتثل للدستور الأمريكي بعد إحصاء كل الأصوات المشروعة، لكنه ينتظر ليرى كيف ستوثق الولايات الأمريكية النتائج النهائية للانتخابات.
تصريح ترامب جاء في وقت أعلنت فيه وسائل الإعلام الأمريكية، وضمنها “سي إن إن”، أن جو بايدن حسم السباق الرئاسي تماماً وأصبح لديه 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب.
سيقوم بالأمر الصائب: مراسل “فوكس نيوز”، جيرالدو ريفيرا، قال في منشور على تويتر ومقابلة مع الشبكة، إن ترامب اتصل به في وقت سابق. ويشعر ترامب بالقلق بشأن المساعي بعدة ولايات في ما يتعلق بإحصاء الأصوات بعد أن حُسمت الانتخابات لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، في مطلع هذا الأسبوع.
ريفيرا كتب على تويتر، أن ترامب أبلغه أنه سيقوم “بالأمر الصائب” عندما يتم إحصاء جميع الأصوات المشروعة.
وقدمت حملة ترامب طعوناً قضائية تشكك في إحصاء الأصوات بعديد من الولايات، رغم أن القضاة رفضوا بالفعل بعضها. وقال خبراء قانونيون، إن التقاضي لا يحمل فرصاً كبيرة لتغيير النتيجة، وذكر مسؤولون عن الانتخابات بالولايات، أنهم لا يرون دليلاً على حدوث مخالفات جسيمة أو تلاعب.
يمثل رفض ترامب قبول نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني حجر عثرة أمام عملية انتقال السلطات لإدارة جديدة. ولم تعترف بعدُ الوكالة الاتحادية التي تقدّم التمويل عادةً للرئيس المنتخب القادم، وهي إدارة الخدمات العامة، ببايدن فائزاً.
رون كلين، الذي رشحه بايدن كبيراً لموظفي البيت الأبيض، قال لتلفزيون “إم.إس.إن.بي.سي”، الخميس، إنَّ تلقي الأموال اللازمة لعملية انتقال السلطات لازم، إذ ستدشن الإدارة الأمريكية حملة تطعيم ضد فيروس كورونا أوائل العام القادم. وأضاف: “كلما اجتمع خبراؤنا في عملية الانتقال مع المعنيين بالتخطيط لحملة التطعيم أسرع، كان الانتقال من رئاسة ترامب لرئاسة بايدن أسلس”.
من المقرر أن يلتقي بايدن مستشاريه في عملية الانتقال، الجمعة، مرة أخرى، فيما يضع رؤيته لكيفية التعامل مع الجائحة، ويستعد لتسمية كبار مسؤوليه وضمنهم الوزراء.
إطلاع بايدن على الأمور: أبدى معظم الجمهوريين تأييدهم لحقِّ ترامب في تقديم طعون قضائية، وأحجموا عن الاعتراف ببايدن فائزاً. غير أنه بدأ يظهر الخميس، مزيد من العلامات على انتهاج خط مختلف.
شخصيات بارزة في الحزب، مثل مايك ديواين حاكم أوهايو وكريس سونونو حاكم نيو هامبشير وكارل روف الذي كان أحد كبار مستشاري الرئيس السابق جورج دبليو.بوش، قالوا إنه ينبغي معاملة بايدن كرئيس منتخب.
من جانب آخر، قال عدد من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، إن إدارة ترامب يجب أن تسمح بتقديم إفادات مخابراتية سرية إلى بايدن، وإن كانوا لم يطلقوا عليه علانية لقب الفائز. وعادةً ما يتم إطلاع القائد العام للقوات المسلحة على مثل هذه الأمور؛ تحاشياً لاختراق الأمن القومي خلال فترة الانتقال.
السيناتور جون كورنين قال للصحفيين: “لا أرى هذا اقتراحاً عالي المخاطر، بل أعتقد أنه جزء من عملية الانتقال. وإن حدث وفاز في النهاية، فإنني أرى أنهم سيكونون بحاجة للشروع في العمل”. وعارض الفكرة كيفين مكارثي زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، مشيراً إلى أن ترامب يمكن أن يفوز. وقال عن بايدن: “ليس رئيساً الآن… ولا أعلم ما إذا كان سيصبح الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني”.
وفي حين دافع الجمهوريون عن ترامب، فإن الديمقراطيين هاجموه، قائلين إنه يقوض مؤسسات الدولة. وفي مقابلة مع برنامج (60 دقيقة) ستبثها قناة “سي.بي.إس” على الهواء يوم الأحد، قال الرئيس السابق باراك أوباما، إن الجمهوريين يسلكون “طريقاً خطراً” بقبولهم مزاعم لا تستند إلى أساس عن حدوث تلاعب.
أما بايدن فانتهج خطاً متحفظاً، وقال هذا الأسبوع، إنه يرى مزاعم ترامب “محرجة”، لكنه أكد أنه غير قلق من أثرها على عملية انتقاله للبيت الأبيض. ووصف مستشاروه القانونيون طعون ترامب القضائية بأنها مشهد من مسرح سياسي.
وطالب أكبر عضوين ديمقراطيين في الكونغرس، وهما نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وتشاك شومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، الجمهوريين الخميس، بقبول فوز بايدن والعمل على وضع حزمة إجراءات، لمعالجة آثار جائحة كورونا التي أودت بحياة أكثر من 241 ألفاً في الولايات المتحدة.