عربي
“يطبخوا شوي النسوان!”.. تعليق لوزير الداخلية اللبناني يثير انتقادات وتعليقات ساخرة
أطلق لبنانيون حملة تعليقات ساخرة على قول وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي إن “على النساء أن يطهين تعويضاً لغياب خدمات توصيل الوجبات”، وذلك بعدما حظرت الحكومة التجول يوم الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في إطار مواجهة جائحة كوفيد-19.
إغلاق لأسبوعين: ودخل لبنان السبت الفائت مرحلة ثانية من الإقفال تستمر أسبوعين، سعياً إلى احتواء تفشّي فيروس كورونا المستجد، بعدما تجاوزت الإصابات عتبة المئة ألف، ولم تعد أقسام العناية الفائقة في المستشفيات تتسع لمزيد من المرضى، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وزير الداخلية كان قد ظهر في مقابلة تلفزيونية عشية الإقفال، وعندما سألته الصحفية التي كانت تحاوره، عن ماذا يُفترض باللبنانيين أن يفعلوا يوم الأحد في ظل منع تجول عاملي خدمة توصيل الوجبات من المطاعم والسلع من متاجر السوبرماركت، وهي خدمات منتشرة على نطاق واسع ويتكّل عليها اللبنانيون؟
أجاب الوزير بالقول: “يطبخوا شوي النسوان” (فلتطبخ النساء قليلاً)، وردّت نساء مصدومات على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاد تعليق الوزير، ورأين فيه تحيزاً جنسياً، وتعهدن بأنهن لن يطهين في يوم العطلة الأسبوعية من خلال وسم #الاحد_مش_طابخه (لن أطبخ الأحد).
تعليقات ضد الوزير: وعبر “تويتر”، كتبت الأستاذة المساعدة كارمن جحا “#التحيز الجنسي يؤدي إلى قمع عميق الجذور وتمييز ضدنا نحن النساء، والزعماء في البلد يدعمون بشكل مخزٍ عدم المساواة”، وأضافت: “سأطبخ بكل سرور يوم يتم فرز النفايات وتدويرها”.
أما الصحفية دلال معوض فرأت أن كلام الوزير الذي ينطوي على “ذكورية” يشكّل “عينة عن مستوى الخطاب والوعي بين السياسيين في البلد”.
كذلك انضمّّ عدد من الرجال اللبنانيين إلى الحملة على موقف الوزير، بنشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأنفسهم يقطعون الخضر أو يحركون أوعية الطهو على النار، في إطار ما سمّيَ #تحدي_فهمي، ويتمثل في أن يطبخ الرجال.
وكتب رجل مطلّق يتولى تربية ولديه، فوق صورة له نشرها في صفحته على “فيسبوك” وهو يقدّم إليهما الطعام: “أعتذر من حضرتك معالي الوزير لأنني اليوم طبخت لولديّ”، وأضاف: “أعتذر لأن أمهما طبيبة مثلي ورئيسة قسم في فرنسا وأنا وولداي فخورون جداً بها”.
أيضاً كتب الصحفي أليكس رويل: “بليز ما حدا يخبرو لمعاليه أني فتت عالمطبخ من شوي لنطبخ أنا ومرتي مع بعض، أحسن ما ناكل زلط لمخالفة شروط الإقفال”.
رجل آخر كتب على “فيسبوك” بالإنجليزية “المساواة بين الجنسين يا سيد فهمي، هل سبق أن سمعت بها؟ أم أنك منهمك جداً بإفلاس البلد مع زمرة أصدقائك؟”.
كذلك نشر رجل ثالث مقطع فيديو أرفقه بلحن فيلم “ميشن إمبوسيبل” (مهمة مستحيلة)، يدعو فيه الرجال الآخرين إلى أن يحذوا حذوه في الطهي، وختمه بعبارة “الرجال… يغسلون الأطباق أيضاً”.
يأتي الإغلاق في لبنان بينما لا تزال البلاد تعاني من آثار انفجار مدمّر شهده مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020 أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص، إضافة إلى كونه يشهد أصلاً أزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تحركات احتجاجية واسعة في خريف العام الفائت استهدفت سياسيين يعتبرهم المحتجون غير أكفاء.