Connect with us

مقالات وتقارير

وقاحة الأسد توشك على الاصطدام بالجدار التركي

Published

on

مسألة إدلب من النوع الذي يكشف عن رياء المجتمع الدولي. المعارضة السورية وملايين المدنيين محاصرون بإدلب في سوريا التي تخلى عنها المجتمع الدولي. 

لم يترك الثالوث المكون من روسيا وإيران والنظام لهؤلاء الناس الكثير من الخيارات سوى الموت تحت القصف، ولا يرد ذكرهم على الصعيد العالمي إلا في سياق أزمة اللاجئين. 

هناك فاعلون يستخدمون إدلب من أجل كسب النقاط على حساب خصومهم الدوليين أو الإقليميين. لكن لا أحد يكترث لمن يعيشون حياة مراكز الاعتقال أو يموتون في إدلب كل يوم. 

باستثناء تركيا، لا أحد يبالي بحياة الإنسان أو بحماية وقف إطلاق النار أو بالحل السياسي. مصدر المشكلة بطبيعة الحال هو نظام الأسد الذي تلقى الضوء الأخضر باستمرار كي ينفذ مجازره. 

يرى نظام الأسد أن الحل الأكيد للأزمة السورية هو القضاء المبرم على جميع عناصر المعارضة مع أسرهم حتى آخر فرد. كان ذلك مصير قسم من المعارضة، الذي استسلم في درعا.

أمر مشابه يحدث بشكل يومي في إدلب. لا يدخل الحل السياسي ولا وقف إطلاق النار ولا مكافحة الراديكالية في إطار اهتمامات نظام الأسد. 

على العكس، أصبح النظام نفسه مصدرًا للراديكالية. فمع الميليشيات الموالية لإيران زرع راديكالية ستستمر عشرات الأعوام، والآن يعمل على تقويتها. 

تعمل إيران على الثأر لمقتل قاسم سليماني من السوريين الذين لا تقدر على غيرهم. وتسعى إلى تجاوز المأزق الذي تعيشه في العراق عن طريق سوريا. 

تحاول إيران إنقاذ ماء وجهها في إدلب، وليس من السهل وصف الكراهية اللامحدودة، التي تكنها الميليشيات الإيرانية للسوريين. 

أما روسيا فهي تسعى لهدم مساري سوتشي وأستانة من جهة، وتمهد الطريق أمام حليفتها إيران على الساحة السورية من جهة أخرى. 

كما أنها تخلي إدلب وما حولها لتسيطر عليها الميليشيات الراديكالية الإيرانية وشبيحة الأسد الذين يأتمرون بأمرها، وبلغ الأمر بها حد ممارسة الضغوط على تركيا والغرب من خلال اللاجئين. 

لكن ينبغي عليها أن تحسب بشكل جيد كلفة هذه الخطوات، وأن تحلل بشكل دقيق إمكانية استمرار الدعم اللامحدود الذي تقدمه لنظام الأسد. فالتحركات العسكرية أظهرت أن وقاحة النظام توشك على الاصطدام بالجدار التركي.

مقال للكاتب : أفق أولوطاش – صحيفة أكشام

فيسبوك

Advertisement