الجاليات العربية
دراسة: السوريون لن يغادروا تركيا حتى لو انتهت الحرب
كشفت دراسة حديثة أجريت على اللاجئين السوريين في تركيا عدم رغبتهم بالعودة إلى سوريا حتى لو انتهت الحرب في بلادهم، وأنهم أصبحوا أكثر ميلاً للبقاء بشكل دائم في تركيا.
وجاء ذلك في دراسة نشرتها صحيفة حريات التركية أمس الخميس وأجراها مراد أردوغان رئيس مركز أبحاث الهجرة والاندماج في الجامعة التركية الألمانية والتي يقع مقرها في إسطنبول.
ووجدت الدراسة أن 6.8 ٪ فقط من اللاجئين السوريين يقولون إنهم يريدون العودة إلى سوريا بعد انتهاء الحرب، في حين يفضل الآخرون البقاء في تركيا.
وأكدت الدراسة أن نسبة السوريين الذين فضلوا عدم العودة مهما حصل كانت تبلغ في 2017 حوالي 16.7%، وارتفعت في 2019 إلى 51.8%.
أما نسبة الذين قرروا العودة بعد انتهاء الحرب كانت تبلغ في 2017 حوالي 60%، في حين انخفضت هذه النسبة في 2019 إلى 30%.
وأرجع الباحث أردوغان ارتفاع نسبة عدم العودة بعد انتهاء الحرب إلى شعور السوريين بأمان أفضل خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن “مستوى سعادة السوريين في تركيا في ارتفاع مستمر”.
ووفقاً لرأي الباحث فإنه “من الواضح جدًا أن السوريين فقدوا الأمل في وطنهم ويتوقعون مستقبلاً أفضل لأنفسهم في تركيا”، مشيراً إلى أن جميع البيانات تقريباً عن السوريين في تركيا “إيجابية” تماماً.
كما أظهرت الدراسة أن التمييز ضد السوريين في تركيا انخفض من 25٪ إلى 21٪ في العامين الماضيين، كما أصبح غالبية السوريين يرغبون بالحصول على الجنسية التركية ويريدون أن يصبحوا كالمواطنين الأتراك.
وأشار أردوغان إلى أن منطقة إسنيورت في إسطنبول وحدها تستضيف 220 ألف لاجئ، في حين تستضيف ألمانيا بأكملها 530 ألف لاجئ، وتستضيف السويد 130 ألفاً ولا يوجد بلد أوروبي آخر يستضيف أكثر من 50 ألفا.
واعتبر الباحث أنه من “العبث أن نتوقع من المجتمع ألا يتفاعل مع هذا الحضور المكثف للاجئين على الإطلاق، خاصة وأنه في عام 2014 كان 70٪ من المجتمع التركي يقول لسنا متشابهين ثقافياً مع السوريين، في حين ارتفعت هذه النسبة إلى 82٪ في عام 2019”.
وأكد الباحث أن “المسافة الاجتماعية بين المجتمعين التركي والسوري تزيد في تركيا تدريجياً، مما يشكل خطراً ووضعاً مقلقاً في الأيام المقبلة، بسبب انطواء السوريين فيما بينهم ضمن مجتمع خاص، ولم يدركوا ما يفكر فيه المجتمع التركي نحوهم.
وحول سؤال للأتراك “هل يمكننا العيش مع السوريين بسلام”، قال 75% منهم “لا”.
كما أشار أردوغان إلى ولادة حوالي 600 ألف طفل سوري في تركيا، وسنوياً يولد ما لا يقل عن 100 ألف طفل.
كما أن “مساهمة السوريين في الدخل القومي تبلغ 75 مليون دولار، لكن تكلفة تعليم 680 ألف طفل سنوياً في تركيا تبلغ 680 مليون يورو”.
ويوجد أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري في تركيا، ويقف كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الديمقراطي في جانب واحد بقبول السوريين، بينما يعارض كل من حزب الحركة القومية وحزب الشعب الجمهوري وحزب IYI وجودهم.
المصدر : أورينت