منوعات
أكثر من مليار شخص في الصين يتقاسمون 100 اسم فقط
إذا أوقفتم شخصاً عشوائياً في الشارع في الصين، فهناك فرصة كبيرة جداً أن يكون لقبه إما Wang أو Li أو Zhang أو Liu أو Chen. هذا لأن هذه هي الألقاب الخمسة الأكثر شيوعاً في الصين.
ويشترك في هذه الألقاب الخمسة أكثر من 433 مليون شخص، أي 30 في المائة من السكان، وفقاً لما نقلته “سي أن أن” عن أرقام حكومية.
تضمّ الصين على أرضها أكبر عدد من السكان في العالم (1.37 مليار مواطن)، لكن لديها واحدة من أصغر مجموعات الأسماء العائلية. وبحسب وزارة الأمن العام هناك حوالي 6 آلاف لقب فقط قيد الاستخدام. والغالبية العظمى من السكان، حوالي 86 في المائة، يشاركون 100 فقط من تلك الألقاب.
وهناك عدة أسباب، أبرزها كون الصين أقل تنوعاً عرقياً مقارنة بدول أخرى، إذ يزيد تنوع الأقليات من تنوع اللقب. كما أن لهذه الندرة علاقة باللغة. لا يمكن فقط إضافة حرف عشوائي إلى حرف صيني لإنشاء لقب جديد كما هو الحال في لغات أخرى.
وتلعب التكنولوجيا دوراً في ندرة الألقاب في الصين. غيرت الثورة الرقمية في الصين الحياة اليومية، وتعتمد العديد من هذه الأنظمة على قائمة محدودة من الأحرف الصينية الموحدة.
وهذا يعني أن الأشخاص الذين لديهم ألقاب نادرة، لا تتوافق مع أنظمة الكمبيوتر الحالية، يمكن أن يعانوا، مما يدفع الكثيرين إلى تغيير أسمائهم من أجل كسب راحة بالهم، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن قرون من التراث واللغة.
وقد كان تاريخ الصين مليئاً بالهجرة والاضطرابات السياسية والحرب. يعني هذا أن أسماء الناس غالباً ما تكون في حالة تغير مستمر، وهذا جزئياً سبب اختفاء العديد منها مع الوقت.
وكان الحكام والعشائر القديمة يتبنون أسماء دولتهم أو إقطاعهم. تم منح الآخرين ألقابا ملكية جديدة من قبل الأباطرة. على مدار السلالات، تبنت الأقليات العرقية والمجموعات البدوية أيضاً أسماء هان الصينية، وأحياناً لم تعط أي خيار خلال فترات الصراع أو حملات التنصير المكثفة.
وقرّر البعض شراء راحته من خلال تبسيط الألقاب إلى حروف أقل. وفي أحيان أخرى فعلوا ذلك بدافع الخرافات بالتخلي عن اسم يُعتقد أنه يجلب الحظ السيئ.
وانقراض الألقاب هو أيضاً ظاهرة تحدث بشكل طبيعي تسمى عملية “غالتون واتسون” التي تفترض أنه في المجتمعات الأبوية، يتم فقدان أو موت الألقاب بمرور الوقت مع كل جيل جديد لأن النساء يأخذن ألقاب أزواجهن.