منوعات
عادل إمام يحبط جمهوره بمشاهد مكررة وإيحاءات جنسية
بعد أكثر من 20 عاما على عرضها في المسرح، خرجت مسرحية “بودي غارد” للفنان الكبير عادل إمام إلى النور، بعد عرضها مؤخرا على منصة “شاهد” برعاية الهيئة العامة للترفيه بالسعودية.
وقد أثارت المسرحية -التي طال انتظارها- جدلا كبيرا حول ما إذا كانت حقا تستحق كل هذا الترقب وهذا النجاح الكبير الذي جعل منها أطول المسرحيات عرضا في تاريخ المسرح المصري.
وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ قد علق قائلا إن عدد مشاهدات المسرحية تجاوزت نصف مليون مشاهدة على منصة شاهد في اليوم الأول لعرضها، ووصف عادل إمام “بالبطل الأسطوري الذي زرع البسمة في وطننا العربي”.
عدد مشاهدات بودي جارد في شاهد تتجاوز النصف مليون في اليوم الاول في كل العالم … شعبيه كبيره للزعيم عادل امام الفنان الاسطوري الذي زرع البسمه في وطننا العربي … تحيه له ويمتعنا ان شاءالله بالمزيد … وهذه دعوه لرامي امام للعمل على انتاج المزيد من الاعمال للزعيم??❤️ pic.twitter.com/fvCNjfcRbo
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) February 27, 2021
وتحكي المسرحية قصة السجين أدهم -عادل إمام- الذي يكلفه رجل الأعمال الفاسد وزميله في السجن -سعد عزت أبو عوف- أن يعمل حارسا شخصيا لزوجته، وتتوالى الأحداث بتوطد العلاقة بين أدهم وزوجة سعد -الفنانة رغدة- ليكتشف سعد خيانة زوجته ويحاول تلفيق تهمة لأدهم والهروب بما سرقه.
وظلت المسرحية تعرض بانتظام منذ عام 1999 حتى منتصف 2010، وقد ألّفها يوسف معاطي، وأخرجها رامي إمام، وأنتجها سمير خفاجي، ولعب بطولتها -إلى جوار عادل إمام- الفنان مصطفى متولي الذي توفي بعد عام من بداية عرضها، فاُستبدل به الفنان محمد أبو داوود، ولعبت دور البطولة الفنانة شيرين سيف النصر التي اعتذرت فيما بعد، فاُستبدلت بها الفنانة رغدة.
وحققت المسرحية نجاحا لم تشهده أي مسرحية مصرية من قبل، حتى مقارنة بمسرحيات عادل إمام السابقة، ولا شك أن النجاح الكبير لمسرحية “الزعيم” -التي سبقت آخر مسرحياته “بودي غارد”- شجع الجمهور على الإقبال لمشاهدتها في خشبة مسرح الهرم الشهير، حيث اعتاد إمام أن يقدم مسرحياته.
انتقادات
ومع عرض المسرحية على منصة شاهد، وتسريبها على مواقع إلكترونية أخرى، توالت ردود فعل الجمهور، وهي ردود غلبها انتقاد المسرحية ووصفها بالملل والإسفاف والابتذال، كما ذهب البعض إلى وصفها بأنها أسوأ أعمال عادل إمام.
الملاحظة الأهم في تناول “بودي غارد” أن السيناريو يعود لنهاية التسعينيات من القرن الماضي، فالنكات في المسرحية تعود لذلك الزمن، ومن الصعب أن يتجاوب معها جمهور 2021، لكن من قال إن الكوميديا الجيدة تموت بمرور السنوات؟ فالأفلام والمسرحيات الكوميدية الكلاسيكية لا تزال تثير ضحكات الأجيال واحدا بعد الآخر.
وحتى بمقاييس التسعينيات، لا يمكن أن نتصور أن يظن مؤلف المسرحية أن نكتة شهيرة ركيكة مثل “أنت قاعد على قهوة؟ لا قاعد على شاي” أن تثير ضحك الجمهور، حتى لو كان قائلها هو نجم الكوميديا عادل إمام.
ابتذال وملل وتكرار
الملاحظات التالية التي أثارت غضب الكثير من الجمهور على مواقع التواصل تركزت على إصرار الزعيم على تقديم الكثير من الإيحاءات الجنسية والألفاظ المبتذلة وغيرها مما اعتاد تقديمه في مسرحياته، لذلك لا يمكن أن يكون ذلك مفاجأة، لكنها هذه المرة تأتي ضمن قصة مملة مكررة، أغلب مشاهدها مستوحاة من مسرحيات سابقة للزعيم، مثل مشهد “المحكمة” من “شاهد مشافش حاجة”، ومشاهد غرفة النوم من “الواد سيد الشغال”.
نجاح ساحق
على الجانب الآخر، يرى البعض أن المسرحية قد حققت نجاحا كبيرا وقتها، فكان السياح العرب يأتون لزيارة القاهرة لحضورها، وبالتالي فلكل عصر نكته وطريقته ومفرداته “إفيهاته”، ولو كانت المسرحية قد عرضت وقتها على التلفزيون لاختلفت ردود الفعل، بسبب اختلاف الزمن.
وعلق آخرون أنه يحسب لعادل إمام حضوره ورشاقته على المسرح، رغم أن تصوير المسرحية تلفزيونيا تم وسنه يناهز الـ70 عاما.
حملة الانتقادات الواسعة دفعت الفنان شريف إدريس -أحد الممثلين الثانويين في المسرحية- إلى الدفاع عنها عبر منشور على فيسبوك، رافضا تطاول الجمهور في آرائهم في المسرحية، وموضحا أنه سافر مع المسرحية لأكثر من بلد عربي، ودائما كان يفاجأ بحجم إقبال الجمهور عليها وتكرار حضورها، إلى درجة أن بعضهم حفظها.
ووصف إدريس المسرحية بأنها “أغلى مسرحية اتباعت في تاريخ المسرح”، وأضاف أن نجاحها الحقيقي في الجمهور الذي حضرها 11 عاما وذلك أهم من المال.
هل ثمة رسالة أخلاقية ما؟
في الدقائق الأخيرة من مسرحية “بودي غارد” يحاول صناع المسرحية أن يقدموا هدفا لمسرحيتهم، بالحديث عن تخريب الاقتصاد المصري وفساد رجال الأعمال، فيهتف إمام لجمهوره “اشتغلوا، ارفضوا الظلم، حبوا الجمال والخير ومصر”، ثم يتحول الهتاف لاستعراض راقص قبل أن يسدل الستار.
لكن هل يمكن أن يقدم عمل كوميدي مبتذل -كما وصفه قطاع كبير من جمهور 2021- رسالة أخلاقية مهمة؟ أو أن الرسالة تنسب لزمن تقديمها قبل عقدين من الزمان، في ذروة عصر الرئيس السابق حسني مبارك؟