عربي
كورونا في غزة.. سخرية برسم المعاناة
بينما يثير فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” الذعر والهلع في أرجاء العالم، لا يبدو الأمر كذلك لدى سكان قطاع غزة الصغير والمحاصر، الذين يتفاعلون مع الفيروس وتطورات انتشاره بروح “الكوميديا السوداء” من دون أن يغيروا من سلوكياتهم وعاداتهم اليومية أو يتخذوا تدابير احترازية.
في غزة المحاصرة منذ 13 عاما، وجد الغزيون أخيرا فائدة لهذا الحصار الخانق، الذي سيمنع كورونا من الوصول إليهم كما منعهم من التواصل مع العالم الخارجي، فهل غزة فعلا الأكثر أمانا في العالم؟
محمد حمودة أجاب عن هذا السؤال، وقال للجزيرة نت “يبدو أن غزة الصغيرة المحاصرة ستكون أكثر مكان في العالم أمانا من كورونا، الذي ينتشر كالنار في الهشيم”. وأضاف: لطالما عانينا من الحصار، وصعوبات ومعوقات السفر، أما اليوم فيبدو أننا أمام أول فوائد هذه العزلة التي نعيشها.
وتساءل صديقه مهند الهيقي ساخرا “الحروب والصواريخ ما قدرت علينا، حيقدر علينا كورونا؟”. وقال للجزيرة نت “كورونا لو وصل غزة سيموت من الألم والصدمة: كيف لا زلنا أحياء؟”.
وإضافة إلى ثلاث حروب تعرضت لها غزة خلال سنوات الحصار، الذي فرضته إسرائيل منتصف 2007، يعيش نحو مليوني فلسطيني أزمات خانقة، أبرزها انقطاع التيار الكهربائي، ونقص الأدوية والوقود، وتلوث المياه، وتردي الاقتصاد والبنية التحتية.
ضيعونا
وانعكس هذا الواقع على منشور لرئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية فتحي صباح، قال فيه “تم إعفاء الشعب الفلسطيني من كورونا، لأنه عنده فيروس خوزقونا وضيعونا وشردونا وباعونا (..) ودمتم سالمين”.
ومزج صحافيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بروح الفكاهة بين الفيروس والسياسة والرياضة.
وقال مدير تلفزيون فلسطين سابقا محمد الوحيدي على صفحته الشخصية على فيسبوك “فيروس كورونا، وقانا وإياكم الله من شره أو ما يسمى بالشيطان أو جاريد كوشنر” الذي يتعرض لهجوم عنيف من الفلسطينيين منذ إعلانه عن “صفقة القرن”.
وإثر الإعلان عن الفيروس في الصين، وانتشاره في كثير من دول العالم، أعلنت وزارة الصحة أن غزة خالية من المرض، ولم تسجل أي حالات إصابة.
وكإجراء احترازي أنشأت الوزارة غرفا للحجر الصحي في معبر رفح مع مصر، للتحفظ على أي حالات إصابة محتملة لمسافرين قادمين من دول موبوءة.
لكن يبدو أن البعض يفتقد الثقة في قدرة وزارة الصحة على التعامل مع الفيروس في حال وصوله غزة.
وقالت الناشطة منال رمضان “فيروس كورونا يؤكد أن غزة خالية من وزارة الصحة.. لا داعي للهلع” وأتبعت هذا المنشور على صفحتها على فيسبوك بوجوه ضاحكة وساخرة.
نقص دائم
وتعاني مستشفيات غزة من ضعف في الإمكانيات ونقص دائم في كثير من أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب بيانات وزارة الصحة.
وقالت هنا عليوة مديرة شركة “هنا إيجينسي للإنتاج الإعلامي” -للجزيرة نت- إنها تشعر بالقلق من احتمال وصول كورونا إلى غزة، في ظل الواقع الصحي المتردي بفعل الحصار والانقسام.
وتبرر هنا تعاطي الناس في غزة بكثير من السخرية مع الفيروس بأن المخاطر والأزمات التي واجهتهم خلال السنوات الماضية جعلتهم لا يكترثون بأي شيء حتى بالموت.
المصدر : الجزيرة