Connect with us

أخبار السوريين في تركيا

“سوريالي فيرميور” أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين

Published

on

رغم مكوثهم لعشر سنوات على الأراضي التركية وتحول كثيرين منهم إلى قوة فاعلة وجزء في كثير من الفعاليات والأنشطة، ومساهمتهم في جزء من الاقتصاد التركي بحسب ما نشرته مصادر إعلام في تقارير لها، ما زال هناك الكثير من المشاكل التي تواجه السوريين في تركيا، بل وتحولت إلى عائق أمامهم يصعب تجاوزه في معظم الحالات، وذلك بفعل ردات الفعل تارة أو بسبب أخطاء كـ .ـارثية ارتكبها بعضهم، ودفعت أهل البلد للتعامل معهم (ككل) بنفس المقاييس والمعايير.

وتعد مسألة المنازل والسكن في تركيا، من الأمور الأساسية التي يسعى السوري لتأمينها عند وصوله إلى تركيا، فغالبية السوريين الذين دخلوا الأراضي التركية كان هدفهم الأول هو منزل يؤويهم وعائلاتهم، وعمل يؤمن لهم قوت يومهم، لذا فإن وجود معضلة في مسألة المنازل، زادت من الضغوطات والصعوبات التي يواجهها السوري ضمن رحلة لجوئه التي بدأها قبل 10 سنوات، بعد أن دمرت آلة أسد الإجرامية حياته وقضت على ذكريات ماضيه وقمعت سعيه وأجهزت على مستقبله.

سوريون يشتكون..
“سوريالي فيرميور” هي عبارة تركية لطالما ترددت إلى مسامع السوريين الباحثين عن منازل مؤخراً، وتعني بالعربية (لا نعطي السوريين)، حيث وعلى الرغم من أجور المنازل التي بات أغلبها باهظاً قياساً للأجور التي يتقاضاها السوريون في تركيا، إلا أن هذه العبارة باتت مؤخراً تستخدم بكثرة من قبل أصحاب المنازل وسماسرة العقارات، لدرجة أن أحد الأشخاص وضع (خلو المبنى من السوريين) كـ (ميزة) مضافة لمنزله كـ(التدفئة على الغاز ونظام المراقبة)، وهو ما أثار حينها حفيظة كثيرين من رواد مواقع التواصل، قبل أن يقوم بتعديل المنشور لاحقاً”.

يقول (أحمد) وهو لاجئ سوري في مدينة أنطاكيا لـ أورينت نت، إن “مسألة العثور على منزل يتوافق مع حجم الدخل ونمط الحياة بات صعباً جداً، فسابقاً كانت المشكلة الوحيدة في الانتقال إلى منزل هي التكاليف وأجرة المنزل المرتفعة، فيما أصبحت الآن هي الطريقة التي من الممكن إيجاد منزل بها، فمعظم أصحاب المنازل باتوا لا يؤجرون منازلهم لسوريين، أما المشكلة فهي جملة (سوريالي فيرميور/لا نعطي سوريين).

وعبارات تزيد المعاناة ألماً
يضيف: “المؤسف في الأمر هنا هو أن تكون تجيد التركية، ففي حال كنت تجيد التركية ستتفق مع السمسار وصاحب المنزل حتى آخر رمق، ولكن بمجرد أن يعرف أنك سوري سيقول لك (سوريالي فيرميور/لا نعطي سوريين)، أما إن كان سمساراً فسيقول (إيف ساهيبي سوريالي فيرميور/صاحب المنزل لا يعطي سوريين)، بينما الطامة الكبرى هو ما واجهني به أحد سماسرة العقارات، والذي فيما يبدو أنه الوسيط في البناء بأكمله، حيث كان رده بمثابة الصفعة عندما قال لي (يوك، سوريالي كيراجي استانميور بيناندا / أي/ لا.. لا نريد مستأجرين سوريين في المبنى).

وتابع: “أما أشد عبارات الرفض قبحاً، كانت عبارة عن إعلان (إيجار منزل) في غازي عنتاب، حيث وضع صاحب المبنى ميزات مبناه المعروضة للإيجار، إلا أن إحدى المزايا كانت (لا يقطن فيه أي سوريين)”، حيث جاء في نص إعلان المبنى ما يلي: “مبنانا مراقب بالكاميرات وعليه حراسة… مبنانا لا يوجد فيه أي كاميرات…. يوجد نظام تدفئة مركزية… يوجد كراج مغلق للسيارات… لا يقطن فيه أي سوريين”.

صاحب منزل يتهم..
يقول (العم حسن) وهو مواطن تركي في الستينيات من عمره وصاحب أحد المنازل في مدينة أنطاكيا لـ أورينت نت، إن “سبب رفضه القاطع تأجير منزله للسوريين الآن، هو تجربته السابقة مع أحد السوريين ممن قاموا باستئجار منزله، حيث ذكر (العم حسن) أن المستأجر السوري خرّب منزله وألحق به أضراراً جسيمة لدرجة أن بعض الأبواب تكسرت أقفالها بفعل إغلاقها وفتحها بقوة، إضافة لقيام المستأجرين بترك أولادهم يسرحون ويمرحون ويكتبون على الجدران”.

وتابع: “الأمر الأكثر سوءاً هو أن ذاك المستأجر ترك لي فواتير كهرباء وماء تعادل قيمتها نحو 2300 ليرة تركية، إذ إنه وفي العادة تذهب جميع الفواتير للمستأجر، ونحن لا نتدخل به سوى أننا نذكره بالإيجار الشهري، وبعد تركه للمنزل تفاجأت بإنذارات وجهتها لي شركات الماء والكهرباء تطالبني بدفع المستحقات المترتبة علي، وإلا فإنني سأتعرض للغرامة والعقوبات المالية والقضائية”.

وآخر يكيل المزيد من الاتهامات!
من جانبه أكد المواطن التركي وصاحب أحد المنازل أيضاً ويدعى (شعبان)، أن كثيرا هذا الرفض للسوريين الآن سببه أيضاً، استخدام بعض الفئات لتلك المنازل بأهداف غير مشروعة، حيث أكد أن أحد السوريين استأجر منزله بقصد السكن، ليكتشف أن الأخير (يعمل في التهريب)، وأنه كان يؤوي السوريين العابرين بطريقة غير شرعية إلى تركيا داخل ذلك المنزل، قبل أن يقوم بتسفيرهم إلى المحافظات التي يرغبون بها.

وذكر: “كما أن بعض السوريين حوّل المنازل إلى بيوت دعارة، وخاصة في منازل (السكن الشبابي)، حيث يتحول المنزل إلى ما يشبه الخمارة وبيت الدعارة وغيرها من الأمور (القذرة)، وهذه أسباب كفيلة بأن يرفض كثيرون تأجير منازلهم لسوريين.

وسمسار عقارات يرد…
ويرى (أبو فوزي) وهو صاحب مكتب لتأجير المنازل والسيارات في مدينة أنطاكيا، أن “التعميم صفة سيئة ولا يجوز استخدامها على الجميع، ففي جميع الأماكن هناك السيء والجيد، لذا لا يمكن التعامل مع جميع السوريين بمقياس واحد، نعم لا ننكر وجود الكثير من الأخطاء التي ارتكبها السوريون هنا وجعلوا غالبية الأتراك (ينفرون) منهم، إلا أن التعميم لا يجوز على جميع السوريين، فهناك الكثير من (الجيدين) منهم.

يضيف أبو فوزي أو كما يسميه السوريون (محمد آبي) في حديثه لـ أورينت نت: “هناك البعض الآن يقولون نحن لا نؤجر سوريين، ولكن بالنسبة لي أحاول ألا أترك أحداً قصدني من السوريين خالي الوفاض، حتى وإن رفض صاحب المنزل تأجيره، فأنا أبحث لـ (السوري) عن منزل آخر يلبي رغبته، وفي النهاية أنا أعمل في هذا المجال، إلا أنه يهمني أن يكون صاحب المنزل (مرتاحاً) وأن يكون (مستأجر المنزل السوري مرتاحاً أيضاً)”.

شروط صارمة ومبالغ كبيرة
ووفقاً لما رصدته أورينت نت، فإن عملية إيجار المنازل باتت تتطلب دفع مبالغ مالية كبيرة، وفي حال أراد السوري استئجار منزل، فعليه دفع الإيجار المحدد، يتبعه دفع نفس المبلغ كـ (تأمين) ونفس المبلغ مرة أخرى كـ (عمولة لصاحب المكتب)، كما بات الأمر يتطلب حديثاً دفعة إضافية ولكن لـ (الدولة)، حيث بات غالبية أصحاب المنازل يطالبون المستأجر بنقل (عدادات الكهرباء والماء والغاز الطبيعي) لاسمه، وتكلف عملية النقل المستأجر دفع (تأمين للدولة) عن كل فئة على حدة، ويصل مبلغ التأمين الإجمالي لعدادات الخدمات لنجو 1200 ليرة تركية.

وعلى سبيل المثال، إن كان إيجار المنزل هو 1000 ليرة تركية، فعلى المستأجر في هذه الحالة دفع ما يلي (1000 ليرة إيجار + 1000 ليرة تأمين على المنزل + 1000 ليرة عمولة لصاحب المكتب)، وبعد الانتهاء من دفعات المسكن، يتوجب عليه دفع مبلغ مالي للحكومة يقدر بنحو 1000 ليرة تركية كأقل تقدير لقاء (تأمين عدادات الكهرباء والماء والغاز).

و..منازل مهترئة بأسعار سياحية
وأكثر ما يثير في الأمر، هو أن بعض المنازل تكون (قديمة جداً) أو (مدرجة على لوائح الهدم)، ومع ذلك يتم عرضها للإيجار وبأسعار ليست بالقليلة، وفوق كل هذا يتم طلب (تأمين وعمولة) وغيرها من المبالغ التي يتم طلبها عند استئجار منزل جديد وفخم، وهو ما تحدث عنه الكثير من السوريين، الذين حاولوا رصد معاناتهم عبر وسائل الإعلام وغيرها.

"سوريالي فيرميور" أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
“سوريالي فيرميور” أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
"سوريالي فيرميور" أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
“سوريالي فيرميور” أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
"سوريالي فيرميور" أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
“سوريالي فيرميور” أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
"سوريالي فيرميور" أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!
“سوريالي فيرميور” أتراك يرفضون تأجير منازلهم للسوريين ويوضحون لأورينت نت: أنتم السبب!

المصدر: أوينت نت

فيسبوك

Advertisement