أخر الأخبار
هل تعود العلاقات التركية الأميركية إلى سابق عهدها؟
متابعة – تركيا اليوم
تناولت صحيفة تركية، مسار العلاقات التركية الأمريكية التي اتخذت مسمى “التحالف الاستراتيجي في حقبة الحرب الباردة”، تلك العلاقة التي أصبحت مع تراكم المشكلات لا يمكن وضع أي وصف لها.
وأوضحت صحيفة “حرييت” التركية، أن “التحالف الاستراتيجي” انتقل مسماه في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلى “الشراكة المعززة” و”الشراكة الاستراتيجية” القائمة على الظروف الإقليمية.
أما في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فقد أصبحت العلاقة تحمل مسمى “الشراكة النموذجية” كما أطلق عليها، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
واليوم لا يوجد وصف للعلاقات التركية الأمريكية، لأن أي مسمى من المسميات السابقة أصبح غير موجود ولا يتناسب معه واقع العلاقات الحالية، ويرى البعض أنها الأسوأ تاريخيا، أما آخرون فيرون أن الولايات المتحدة العقل المدبر لمحاولة “انقلاب 15 تموز” تستعد للقيام بالمزيد من “أعمال الشر” ضد تركيا، كما تقول الصحيفة.
وأوردت الصحيفة رأيا آخرا، يقول إن البلدين لاي مكنهما التخلي عن بعضهما البعض، ومع التركيز على مجالات التعاون فإنهما سيجدان طريقا للحل، إلا أن الزمن والتطورات المتلاحقة ستكشف عن الحقيقة وما إذا كان يمكن وضع مسمى جديد في العلاقات بين البلدين.
ورأت أنه على الرغم من استمرار المفاوضات على مختلف المستويات بين البلدين، فإن التاريخ الأكثر أهمية لهذه العمليات هو 14 حزيران/ يونيو المقبل، اليوم الذي سيجتمع فيه الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره الأمريكي جو بايدن.
ولفتت إلى أن استعدادات اللقاء بين زعيمي البلدين بدأت، مشيرة إلى زيارة ستقوم بها ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي إلى أنقرة الجمعة المقبل، وستجري لقاءات مع المسؤولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني في تركيا.
وحول طبيعة العلاقة التركية الأمريكية التي أصبحت غير قائمة على “التحالف الاستراتيجي” أو “الشراكة المعززة” أو “الشراكة النموذجية”، فقد أوضحت الصحيفة أن هناك العديد من المشكلات العالقة بين البلدين، منها منظمة “غولن” وزعيمها المقيم في الولايات المتحدة التي تتجاهل طلبات تسليمه لتركيا.
ولفتت إلى قضية أخرى وهي الدعم الأمريكي لمنظمة العمال الكردستاني وفرعها السوري، ففي الوقت الذي تشن فيه تركيا عملياتها ضد المنظمة الكردية يقوم القادة العسكريون الأمريكيون بزيارتهم.
أما القضية الثالثة، والتي تعد شائكة أمام العلاقات التركية الأمريكية، فهي “بنك خلق” في المحاكم الأمريكية، حيث ترى الولايات المتحدة هذه القضية ورقة رابحة بيدها ضد تركيا.
وبعد توليه منصبه بثلاثة أشهر، أجرى الرئيس الأمريكي الذي تحدث عن دعم المعارضة لإسقاط أردوغان في حملته الانتخابية، اتصالا هاتفيا بنظيره التركي ليبلغه بإقراره بما يسمى “الإبادة الجماعية للأرمن”.
وتبرز معضلة “أس400” الروسية التي اشترتها تركيا، على رأس المشاكل العالقة مع الولايات المتحدة التي تصر على عدم استخدام المنظومة الروسية في تركيا.
وتقول الصحيفة، إن هذه القضايا هي المشاكل العالقة بين البلدين، ويمكن إضافة العلاقات التركية الروسية إليها، والتحذيرات الأمريكية بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا، إلى جانب تصريحات أردوغان تجاه الاحتلال الإسرائيلي بسبب القضية الفلسطينية.
ما هو المتوقع؟
ورأت الصحيفة، أنه لا يمكن حل تلك المشاكل المعقدة في لحظة واحدة، ولا من خلال أول زيارة رفيعة المستوى إلى أنقرة، أو في اللقاء الذي سيعقد بين أردوغان وبايدن.
وأشارت إلى أن تحييد المواضيع التي توتر العلاقات بين البلدين، وتسييرها بتلك القائمة على المصالح المشتركة، أو إدارة المواضيع الشائكة على مستوى معين، هو أنسب حل مبدئي بالنسبة للبلدين.
وأوضحت أن المسؤولين الأمريكيين رغم المشاكل الخطيرة القائمة بين البلدين، يؤكدون على تاريخ وواقع العلاقات التركية الأمريكية ومجالات النعاون المشترك المستمر.
وشددت الصحيفة أنه على الرغم من أن العلاقات بين البلدين لم يعد لها توصيف محدد، فإن الأطراف يسعون لفرص الحصول على بداية جيدة في العلاقات بالشكل الذي يرونه مناسبا.