مقالات وتقارير
ماهو مفهوم الاغتصاب الزوجي واشكاله ؟
الاغتصاب الزوجي
هو الجماع الذي يتم بدون موافقة أحد الزوجين وإن نقص الموافقة كافي ليتم اعتباره اغتصاب حتى لو لم يتم استخدام العنف.
يُعتبر الاغتصاب الزوجي شكلاً من أشكال العنف المنزلي والاعتداء الجنسي، وعلى الرغم من أن الجماع خلال الزواج كان يعتبر من الناحية التاريخية حقاً للزوجين، إلا أن الانخراط في الفعل دون موافقة أحد الزوجين أصبح الآن معترفاً به وعلى نطاق واسع في القانون والمجتمع على أنه خطأ وجريمة.
أنّ ممارسة الاغتصاب الزوجي هو مرض نفسي، فالرجل عندما يقوم باغتصاب زوجته من المؤكّد أنّ يكون لديه اضطرابات نفسية، كأن تكون لديه مشاكل بطفولته وخلل في علاقته مع أمه وتسببت هذه العلاقة المتوترة بأمه إلى إذلال، مما يخلق حاجة للرجل بالسيطرة على المرأة والانتقام منها، وأما أنّ لديه مشكلة مع سلطته الداخلية وليس بإمكانه ضبط أو منع نفسه من القيام بأي تصرف سلوكي، أو أنّ لديه شعور باللذة عندما يرى الآخر يتألم ” . أنّ هذا النوع من العنف هو عنف غير معلن لان العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة تشكل ركناً مهماً وأساسياً في الحياة الزوجية.
وتمثل في أغلب الأحيان السبب الرئيسي لنجاح الزواج أو فشله. ومن حيث أهمية هذه العلاقة وتأثيرها على مستقبل الزواج، ومن حيث أن الإكراه الجنسي كما يدل عليه اسمه، هو أن يقدم الزوج بالعنف والتهديد على معاشرة زوجته دون رضاها، نرى أنه كان على واضعي مشروع قانون الحماية من العنف السري أن ينص بوضوح على أن إكراه الزوج لزوجته في المعاشرة الجنسية دون رضاها إيذاء جنسي يدخل في إطار العنف الأسري.
أشكال الاغتصاب الزوجي
الجنس القسري
يعتقد الرجال أن الزواج يسمح لهم الحق في ممارسة الجنس وقتما شاؤوا ولكن ممارسة الجنس مع المرأة دون موافقتها أو بأي شكل فيه إجبار مثل حملها و إلقائها على السرير عنوة أو رميها أرضًا أو دفعها إلى الحائط أي أذيتها لتمارس الجنس فإن ذلك يعد اغتصاب.
التهديد بالإيذاء
إذا أجبر الرجل زوجته على ممارسة الجنس بعد تهديدات لفظية أو جسدية بأنه سيؤذيها أو يؤذي أشخاصاً آخرين مقربين لها مثل أهلها أو أطفالها، أو بتوجيه الغضب لها و إرهابها فإنها قد تمتثل له و توافق على العلاقة حتى لا تخاطر وتتعرض للأذى الجسدي وبالتالي فإن ذلك اغتصاب.
الجنس عن طريق التلاعب
يقصد هنا الابتزاز العاطفي أو توجيه تعبيرات جارحة و شتائم للمرأة مثل أنها ليست زوجة جيدة أو باردة جنسيًا أو تهديدها بممارسة الجنس مع نساء أخريات أو تهديدها بالزواج عليها أو هجرها أو أخذ الأولاد فإن ممارسة المرأة للجنس معه ليست من باب الموافقة وتعد اغتصابا.
الجنس عندما لا يمكن المرأة أن تعطي موافقتها
أي إذا كانت الزوجة نائمة أو مخدرة أو غائبة عن الوعي على أي نحو، بما فيها تأثير الكحول، و كانت من ثمّ عاجزة عن رفض أو قبول العلاقة الجنسية فإن الاتصال الجنسي في هذه الحالة يعد اغتصابا، حتى وإن قالت نعم لأن في مثل هذه الظروف موافقتها ليست عن وعي.
الجنس باتّخاذ المرأة رهينة
من خلال التحكم في المرأة ومنع المال عنها أو منع الزيارات للأهل والأقارب، و كانت من ثمّ رهينة في المنزل ويكون مقابل إطلاق سراحها هو ممارستها للجنس مع الزوج، وبالتالي فإن ذلك يُعد اغتصاب.
الأضرار النفسية والجسدية
غالباً ما يرتبط الاغتصاب المقترف من قبل الزوج أو الشريك الحالي أو الشريك السابق بالعنف الجسدي. وجدت دراسة شملت تسع دول من دول الاتحاد الأوروبي بأن المغتصبين في 25% من الحالات كانوا شركاء سابقين أو حاليين للضحايا وأن استعمال العنف كان أكثر شيوعاً في الاغتصاب المرتكب من قبل شركاء حاليين أو سابقين مقارنة بالاغتصاب المرتكب من قبل الغرباء أو المعارف الجدد.
إن إسناد آثار الاغتصاب الزوجي في البحث هو معضلة بحد ذاتها لأنه يستحيل إيجاد عينة كبيرة بما يكفي لدراسة الأزواج الذين تعرضوا للاغتصاب الزوجي ولكنهم لم يتعرضوا للعنف الجسدي.
في حين أن الاغتصاب من قبل شخص غريب هو أمر مؤلم للغاية إلا أنه يحدث لمرة واحدة ويُفهم بوضوح على أنه اغتصاب بينما في حالة الاغتصاب من قبل الزوج أو من قبل شريك في علاقة طويلة الأمد فإن تاريخ العلاقة يؤثر على ردود أفعال الضحايا كما أنه هناك بحث يؤكد بأن الاغتصاب الزوجي يسبب أذى نفسي وعاطفي أكبر من الأذى الذي يسببه الاغتصاب من قبل شخص غريب.
علاوةً على ذلك فإن الاغتصاب الزوجي نادراً ما يحدث لمرة واحدة إذ أنه غالباً ما يتكرر أو يكون متواتر الحدوث وعلى جميع الأحوال فإنه سواء أجرى لمرة واحدة أو كان جزء من نمط راسخ من العنف المنزلي ستكون الصدمة الناجمة عنه ذات عواقب خطيرة على المدى البعيد بغض النظر عما إن تمت مقاضاة الجاني أم لا.