عربي
للتوعية من كورونا.. أطباء غزة يعتلون منابر “الجمعة”
في خطوةٍ جديدة، اعتلى عشرات الأطباء والمختصين، منابر المساجد في مختلف مناطق قطاع غزة؛ لإلقاء “خُطب الجمعة” أمام آلاف المصلين، بهدف رفع وعيهم تجاه فيروس “كورونا”.
والخميس، أعلنت وزارة الأوقاف بغزة، أنّها دعت الخطباء في المساجد، والذين تمّ اختيارهم من بين أصحاب الاختصاص والخبرة الطبية والعلمية؛ للحديث حول فيروس “كورونا”.
ونقلت وكالة الأناضول عن الطبيب محمد غنيم، الذي ألقى الخطبة في المسجد العمري الكبير وسط المدينة، إنّ خطبة اليوم جاءت كنتاج للتعاون بين مختلف الجهات الحكومية والأهلية التي تكاتفت في حملة “سلامتك بتهمنا”؛ لأجل مواجهة المرض.
وأشار أنّه وجه المواطنين نحو اتباع عادات صحية، تضمن سلامتهم، مثل تجنب المصافحة والابتعاد عن أماكن الازدحام، وغيرها.
– خطوة إيجابية
وقال عادل عوض الله، أستاذ الكيمياء العضوية في الجامعة الإسلامية بغزة، إنّه ألقى الخطبة في مسجد “الشافعي” جنوبي غزة، وتحدث فيها عن أسباب ظهور الفيروس وطريقة انتقاله، كما تطرق لأفضل أساليب الوقاية منه.
وذكر للأناضول، أنّه قسم خطبته لجانبين؛ الأول تحدث فيه عن الأمور المادية والإجراءات الاحترازية التي يجب على الإنسان اتخاذها، وتشمل الالتزام بتعليمات الجهات الرسمية والصحية وغيرها، أمّا الثاني فتناول الجانب الروحي لمواجهة المرض، من خلال التضرع والدعاء إلى الله.
وأشار أنّ خطوة وزارة الأوقاف، ومنحها تلك المساحة للمختصين إيجابية جداً، على حد وصفه.
وفي مسجد التوبة بمحافظة دير البلح وسط القطاع، أوضح الطبيب خليل أبو قاسيمة، أنّ خطبته كانت بمثابة تعريف موجز عن الفيروس، ومراحل تشكّله وآثاره على البلاد التي يصيب أهلها، ثمّ تطرق إلى وضع غزة حاليا بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
– مساحة للوعي
أمّا الطبيب المختص في معالجة الأنف والأذن والحنجرة جمال الهمص، تحدث في الخطبة التي ألقاها في مسجد بمحافظة رفح جنوبي القطاع، عن الناحية العملية لتركيب الفيروس، وطرق انتقاله بين الناس، والأعراض الطبية التي تدلل على الإصابة.
وتطرق الهمص كذلك، لأمر عدم توفر العلاج لذاك الفيروس حتّى هذه اللحظة، وشرح أسباب ذلك التأخر.
وبيّن خلال حديثه أنّ وزارة الأوقاف اكتفت بتوجيههم نحو اختيار أبرز النقاط التي يمكن من خلالها أن يحصّل المواطنين على فائدة أكثر، ترفع لديهم الوعي تجاه “الفيروس” ومخاطره.
– تعليمات للمصلين
بدوره، بيّن خبير الطب الشعبي جمال قرموط، والذي اعتلى منبر مسجد “سليم أبو مسلم” ببلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، أنّه ركز كلامه في الخطبة، للتأكيد على أنّ أمر الأوبئة والأمراض، هي سنة ربانية في الكون، ولا علاقة للتدخلات البشرية في تفاصيل تواجدها وانتشارها.
وأضاف أنّه وجّه المصلين للعمل على حجر أنفسهم ذاتياً في البيوت في المرحلة الحالية، مع التشديد على ذلك الأمر لو أعلنت المصادر الصحية أنّ الفيروس وصل لغزة.
كما أنّه تحدث عن أنّ مرجعيات الدين الإسلامي، مليئة بالتعاليم التي يجب على الناس الالتزام بها في حال انتشار الأوبئة وتفشيها.
يشار أن وزارة الصحة في غزة، لم تعلن تسجيلها أي إصابة بفيروس كورونا حتى اللحظة، وعلى الرغم من ذلك فالجهات الرسمية والأهلية، بدأت منذ بداية مارس/ آذار الحالي حملات توعية وتعقيم عالية، شملت مختلف الفئات المجتمعية والمنشئات.
وحتى ظهر الجمعة، أصاب كورونا أكثر من 252 ألفا في 182 بلدا وإقليما بينهم أكثر من 10 آلاف وفاة، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.