معلومات قد تهمك
من هو الشخص الذي مات دون أن يولد؟
عند طرح هذا السؤال، يتسائل المخاطَب: وهل يُمكن لشخص أن يموت دون أن يولد؟ هذا الشعور بالحيرة قد يجعلك تخطيء الإجابة، لأنه يوجد في البشر شخص واحد فقط، مات دون أن تتم ولادته، وهذا الشخص هو آدم عليه السلام أبو البشر، فقد خلقه الله تعالى من أديم الأرض، ولم يكُن له أب أو أم.
إذا فإجابة هذا اللغز هي “آدم عليه السلام“.
مراحل خلق آدم عليه الصلاة والسلام
ذكر القرآن الكريم بعبارات واضحةٍ صريحةٍ، قصة خلق الله سبحانه وتعالى لآدم عليه الصلاة والسلام، وفيما يلي بيانٌ لها:
المرحلة الترابية: وهذه أُولى مراحل خلق الله سبحانه وتعالى لآدم عليه الصلاة والسلام؛ فالله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام بيديه من التراب، فأصل النشأة والتكوين من التراب، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة آل عمران: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ففي الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى أنّه خلق آدم عليه الصلاة والسلام من التراب من غير أمٍّ ولا أبٍ، وهذا من عظيم قدرة الله وإعجازه في الخلق. وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه أيضاً: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ)، ففي الآية الكريمة بيان أنّ الله سبحانه وتعالى خلق أصل البشرية من التراب، إذ خلق أبا البشر آدم عليه الصلاة والسلام من التراب. وقد ورد بيان خلق آدم عليه الصلاة والسلام في السنة النبوية؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض: جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك، والسهل ، والحزن، والخبيث، والطيب) فالحديث الشريف يُبيّن سبب اختلاف بني آدم في ألوانهم فمنهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والحزن والسهل والطيب والخبيث.
المرحلة الطينية: وهذه ثاني المراحل، وتم فيها خلط التراب بالماء حتى أصبح طيناً، قال الله سبحانه وتعالى في سورة ص: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ) ففي الآية الكريمة بيانٌ أنّ الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه لصلاة والسلام من مادة الطين.[٥] وقبل نفخ الروح في الطين مرّ الطين بمراحل هي:
الطين اللازب: أي الطين المتماسك، قال الله سبحانه وتعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ).
الحمأ المسنون: أي الطين الأسود متغيّر الرائحة، من طول مكوثه، ومخالطته للماء، قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) ففي الآية الكريمة بيانٌ أنّ الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام من صلصال، وهو طين جاف يابس، ومن حمأ مسنون، وهو طين أسود متغيّر منتن.
الصلصال: ويُقصد به الطين اليابس الجاف الذي له صوت يُشبه الفخّار، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن: (خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)
المرحلة التكوينية: وهذه ثالث المراحل، وفي هذه المرحلة شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل الطين بشراً، فنفخ فيه من روحه فإذا هو إنسان كريم، في أحسن صورة، وأكمل تقويم، قال الله سبحانه وتعالى: (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ).