منوعات
هجمات ضد الأجانب والشرطة.. أيادي خفية تحرّض على الفوضى
متابعة – تركيا اليوم
اندلعت أحداث عنف أمس الأربعاء في حي ألتنداغ في العاصمة التركية أنقرة، إثر شجار بين مجموعتين من أتراك وسوريين، سرعان ما انتهت بمواجهة بالسكاكين.
وعقب تلك المواجهات التي انتهت بمقتل شاب تركي، ثارت مجموعة من أهالي الحي لتقوم بأعمال عنف شملت الاعتداء على ممتلكات ومنازل ومحلات سوريين هناك، دون التفريق بين المذنب والبريء.
وبينما قامت قوات الشرطة والأمن التركية بالتدخل على وجه السرعة، قام البعض برشق سيارات الشرطة بالحجارة.
ما الذي حدث؟
بدأت مشاجرة كلامية بين مجوعتين من الأتراك والسوريين، في حديقة عامة بحيّ ألتنداع في العاصمة أنقرة، لتتوسع المشاجرة إلى اعتداء بالسكاكين، أسفرت عن مقتل الشاب التركي أمير هان يالجين (18 عامًا) وإصابة آخر يدعى علي ياسين غولر، على يد السوريّ ي.أ.
وبعد نقل يالجين إلى المستشفى وعلى الرغم من كل المداخلات الطبية والإسعافات، فقد حياته هناك، بينما بقي الآخر مصابًا، أما المتهم فقد ألقت قوات الأمن القبض عليه.
وعقب هذه الحادثة شهد الحي أعمال عنف جسيمة فاقت حدود المعقول، وتسببت بإيذاء وإلحاق الضرر بأناس أبرياء.
من جانب آخر، قيّم مراقبون ما جرى أمس على أنه نتيجة السياسة الاستفزازية والمحرّضة على الاعتداء ضد اللاجئين، التي تقوم بها بعض أوساط المعارضة في تركيا.
وكان مكتب والي أنقرة قد صرح أمس الأربعاء في وقت متأخر ضمن بيان، أنه “تمت السيطرة على أعمال العنف في حي ألتنداغ، بفضل حفاظ مواطنينا على هدوئهم والعمل المكثف الذي قامت به قوى الأمن”.
وطالب البيان المواطنين الأتراك بعدم الانصياع للأخبار والمنشورات التحريضية والتزام الهدوء.
انتقادات واسعة
يشار إلى أن ما جرى من أعمال عنف طالت مهاجرين سوريين بريئين، لاقى ردود فعل واسعة من قبل مسؤولين وسياسيين وصحفيين أتراك.
وكان رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنق، انتقد ما جرى عبر تغريدة على حسابه في تويتر، استهجن خلالها الاعتداء على منازل الناس ليلًا، مشيرًا إلى أن عددًا من اللاجئين تقدم بالشكوى لدى الهلال الأحمر وأطلعوهم على قلقهم إزاء حياة أطفالهم.
وندد قنق بما جرى، مؤكدًا على أن ذلك خارج نطاق الإنسانية والحقوق والأخلاق.
وشارك قنق صورة طفل سوري أصيب جراء تلك الاعتداءات، ونقل إلى المستشفى، مناشدًا المواطنين الأتراك بعدم فعل ذلك.
من جانبه اعتبر رئيس تحرير يني شفق السابق، إبراهيم قراغول، أن أيادي خفية تهاجم تركيا من الداخل والخارج، لافتًا إلى أن ذلك بات واضحًا في الآونة الأخيرة.
وأشار قراغول إلى أن الأعمال التحريضية بدأت أولًا بإثارة النقاش حول السوريين، ثم تطورت إلى حرائق الغابات، ثم إلى تأجيج الوضع عبر أكذوبة هجرة الأفغان غير الشرعية، وأخيرًا دعوات صريحة لمهاجمة السوريين.
وتعمد بعض أوساط المعارضة في تركيا على رأسها حزب الشعب الجمهوري، إلى التحريض ضد اللاجئين ومعاداة الأجانب، كورقة يستثمرونها من أجل الوصول إلى السلطة.
المصدر : صحيفة يني شفق